الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ
…
وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِ
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما
…
صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ
الوقت هو الحياة، وإذا ذهب لا يمكن تعويضه، لذا لا بد من التخطيط الناجح للاستفادة المثلى من الوقت، فإدارة الوقت تعتبر من العمليات الإدارية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصاً في مجال التحليل والتخطيط. اما العلامة محمد بن محمد المنصور فهو ينصح أولاده فيقول:
بني فلا تضيعوا اي وقت
…
فإن الوقت انفس كل غالي
فإن لم تكسبوا فيه فعفوا
…
عن الشر المزين في الخيال
وحسبكم الاضاعة لا تضيفوا
…
اليها السوء وامتثلوا مثالي
اسباب ضياع الوقت
ان التحسر على الماضي والبكاء عليه قد يشغل عن الحاضر فيكون سببا لضياع الوقت، فلا تلتفت الى الماضي فالوقت الذي مضى لا يعود، والفائت لايستدرك، وفي الامثال السائرة:"ذهب امس بما فيه، ومن يقدر على رد امس وتطيين عين الشمس"(1) وقيل ايضا: "ما ابعد مافات، وما اقرب ماهو آت" وقد قيل ان لصوص الوقت الذين يمنعون الإنسان من استغلال وقته على الوجه الأكمل هم:-
1.
التردد: ويؤدي التردد في إصدار القرار اللازم خوفا من الفشل في النهاية إلى إضاعة الجهد والوقت.
2.
3.
(1) - كنوز الامثال، ص 276، والمراد بتطيين عين الشمس ستر الحق الجلي الناصع.
4.
التوتر.
5.
عدم تنظيم البيئة الإدارية.
6.
عدم الاهتمام باجتماعات اللجان في اوقاتها مما يؤدي إلى إضاعة الوقت.
7.
التشاؤم والتباطؤ.
واذا كان لا يوجد وقت كافي لعمل كل شئ، فتقبل هذه الحقيقة ببساطه. لذا من الضروري التركيز على الأشياء الأكثر أهمية. وإذا فعلت ذلك فى كل من عملك وحياتك الشخصية، فإنك ستنجز أكثر ما تريد بحسن إدارة الوقت. فصفِّ ذهنك. واهدأ. وركز على مهمتك. تجاهل أي شئ آخر. فالتوتر الزائد يجعل مهمتك تبدو أصعب مما هى عليه. يمكنك التحكم فى صفائك الذهنى بحيث لا تجعل الضغوط الخارجية تؤثر عليك. تفهم جيداً ما يجب عليك فعله وقم به فى هدوء وراحة وثقة. وحاول أن تنشد الكمال وتسعى اليه واعلم ان إتقان فنِّ إدارة الوقت يتطلب الجدَّ والمثابرة والصبر على الطلب
واحرص على اغتنام العمر في سبيل العلم وتحصيله. ويرحم الله الشافعي حيث يقول:
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي
…
مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها
…
أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها
…
نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ....في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ
…
نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
فأغلب المسلمين اليوم يسيئون إدارة أوقاتهم، بالرغم من نظرة الإسلام إلى الوقت وإعطائه أهمية كبيرة، فتضييع الشاب العاطل عن العمل لعمره ووقته وهو ينتظر فرصة العمل التي تتناسب مع المواصفات التي يضعها ومع مؤهله العلمي الذي حصل عليه خسارة كبيرة، فمن الاخطاء الشائعة في كثير من البلدان ان لا يرتبط العلم بالتنمية وان لا يتم التخطيط مسبقا بحيث لايتخرج الدارس في اي مجال علمي الا وهناك فرصة عمل تنتظره كي لاتضيع اوقات العلماء والمتخصصين في شتا المجالات وتهدر اوقاتهم، فضياع اوقات العلماء والمتعلمين حسرة على الشعوب وضياع انفس ما يكون مفيدا واغلب مايكون سديدا. وقد كان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"اللهم انا نسالك صلاح الساعات والبركة في الاوقات". وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "ان الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما". وقال عبد الله بن مسعود: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه اجلي ولم يزدد فيه عملي". وقال الحسن البصري رحمه الله: "ياابن ادم، انما انت ايام، فاذا ذهب يوم ذهب بعضك". وقال: "ادركت اقواما ما كانوا على اوقاتهم اشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم". (1) ولله در القائل:
(1) - دليل السائلين، ص 622.