الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكبر. (1) وقال الحليمي في معنى العظيم: إنه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق، ولأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أمره، إلا أنه وإن كان كذلك ماهيته فقد يلحقه العجز بآفات تدخل عليه فيما بيده فيوهنه ويضعفه حتى تستطاع مقاومته، بل قهره وإبطاله، والله تعالى جل ثناؤه قادر لا يعجزه شيء (2)، وقال ابن القيم رحمه الله:
وَهُوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعنَآ يُوجِبُ التَّ
…
عظِيمَ لَا يُحصِيهِ مِن إنسَانِ
فهو العظيم سبحانه وتعالى في ذاته وفي صفاته وفي اسمائه كلها، فهو ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه وقدرته وقوته فهو سبحانه العظيم المطلق ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
ثمرة معرفه اسم الله العظيم
اذا علم المكلف ان الله سبحانه وتعالى ذو العظمة والجلال وانه اعظم من كل عظيم وانه ذو السؤدد والشرف العظيم وانه لاعظيم على الاطلاق الا الله سبحانه وتعالى وجب عليه ان يؤمن به، فلله وحده العظمة والكبرياء فلايستحق احد من الخلق ان يُعظَّم كما يُعظَّم الله تعالى، فهو المستحق جل جلاله من عباده ان يعظموه من قلوبهم والسنتهم وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته والذل له، والانكسار له، والخضوع لعظمته، ومن
(1) - الاسنى في شرح اسماء الله الحسنى للقرطبي، ص232.
(2)
- الاسماء والصفات للبيهقي، ص60.
تعظيمه الإكثار من ذكره وشكره، ومن تعظيمه ان يتقى حق تقاته، ومن تعظيمه تعظيم حرماته، وتعظيم شعائره من صوم وصلاة وحج، ومن تعظيمه تعظيم كتابه والعمل بامره وتعظيمه في الركوع، ومن تعظيمه عدم الوقوع في حدوده، ومن تعظيمه تعظيم مناسك الحج والتطوع في نافلته، فعظِّمه سبحانه وتعالى في كل احوالك، فعظِّم قدره جلّ ذكره وعظِّم اسماءه وصفاته وانبياءه ورسله وماامرك بتعظيمه من مناسكه ومشاعره وشعائره وكل ماعظمه قال تعالى:{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (1) وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ} (2) فاذا شرعت اخي في الدخول في المشاعر العظام فتذكر عظمة الله واعمل بما يرضي الله العظيم، وكن ذاكرا له ذكر تعظيم، وقَدِّم من قدم الله العظيم واخِّر من اخَّر الله العظيم وحقِّر ماحقَّر الله العظيم ولاتتطاول على احد من المؤمنين كي لاتُغضِب الله العظيم واحسن الى عباد الله المتقين وكن عظيما في خلقك عظيما في سلوكك عظيما في تواضعك عظيما في احسانك مستشعرا عظمة الله في كل احوالك، ولا يليق بانسان ان يكون عبدا لغير الله العظيم، وما اكثر الناس الذين يعبدون عبادا امثالهم، فاما ان تكون عبدا لله العظيم فعبد الله حر، واما ان تكون عبدا لعبد لئيم؟ فاذا كنت تؤمن بالله العظيم فعليك تعظمه، تعظم امره تعظم نهيه، تعظم كتابه، تعظم نبيه، تعظم المؤمنين، تعظم
(1) - سورة الحج الآية رقم (32) .
(2)
- سورة الحج الآية رقم (30) .