الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِذا اِنقَضى فَقَد انقَضَت أَوطاري
وَطري مِنَ الدُنيا الشَباب وَروقه
قصرت مَسافَته وَما حَسَناتُهُ
…
عِندي وَلا آلاؤُهُ بِقِصارِ (1)
مكانة الشباب
بالشباب تعمر البلدان، ويتعاون الاخوان، وتعمر الجامعات والمدارس، فالشباب في حياة الامم طاقات مبدعة، وزهور متفتحة، وقوة هادرة، ان وجهت نحو النمو السليم كانت الحياة عامرة بالعلم والايمان، والحب والوءام، ترفرف عليها اعلام السعادة، والشباب في كل عصر ومصر اساس لبناء المجتمع، ولبناء الحياة بكل اطيافها بناء سليما، فالنظر إلى مستقبل الامة يعني العناية بالشباب من اجل استنهاض مكامن القوة التي تجري في اوصال الأمة، فالشباب في حياة الانسان مجموع طاقات جامحة، فان كانت موجهة نحو الاستقامة والخير تهيئ للامة خير كبير، اما اذا تركت هذه الطاقات تتجه نحو الشذوذ والانحراف فانه يتهيؤ للامة كلها من هذه الطاقات شر كبير، ولهذا ندرك اهمية اعداد الشباب، والمحافظة عليهم، فالشباب بحيويته
(1) - هذه الابيات للتهامي أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي، ? - 416 هـ / ? - 1025 م، من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي:(وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله) . ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة.
ونشاطه يشكل امداداً قويا لحياة المجتمع كله وهل تبنى الحياة الا بسواعد الشباب قال الشاعر:
حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا
…
ماً إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ
صَحَّتْ عزائمكُمْ على
…
دْفعِ الأَثيمِ المعْتدي
واللهُ مَدَّ لكُمْ يداً
…
تَعْلو على أقوى يدِ
وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا
…
ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي
لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ
…
يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ (1)
وفي امثال العرب: الشباب باكورة الحياة، وقيل الشباب مظنة الجهل، وقيل مطية الجهل، فالشاب الذي لايتعلم سرعان مايسوقه عمله إلى مايورث الندم، ولهذا قيل الشباب شعبة من الجنون، لان الشباب طامح جامح، وانما يهذبه العلم، ويجمله الخلق الحسن، ويرفع من مكانته الايمان، فتوق اخي سكرة الشباب، ومصاحبة الاشرار، وفي امثال العرب: سكر الشباب اشد من سكر الشراب، فلا يقودك بسكره الى حتفك فان النفس امارة بالسوء فلا تقودك اليه فغرام الشباب تشتهيه النفوس، قال الشاعر:
وغرام الشباب اشهى الى النفس
…
وان كان في المشيب الوقار (2)
(1) - هذه الابيات لإبراهيم طوقان، 1323 - 1360 هـ / 1905 - 1941 م، إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان شاعر غزل، من أهل نابلس (بفلسطين) قال فيه أحد كتابها:(عذب النغمات، ساحر الرنات، تقسم بين هوى دفين ووطن حزين) تعلم في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبرع في الأدبين العربي والإنكليزي، وتولى قسم المحاضرات في محطة الإذاعة بفلسطين نحو خمس سنين، وانتقل إلى بغداد مدرساً، وكان يعاني مرضاً في العظام، فأنهكه السفر فمات شاباً.
(2)
- هذا البيت للعالم والاديب والشاعر الكبير القاسم بن علي بن هتيمل.