الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَحُز رِبحاً وَتُغن عَن بَخيلٍ.....وَتَنعَمُ في الجِنانِ بِصَبرِ ساعَه
اما ابو الحسن النعيمي فهو يقول:
إذا أظمأتك أكفُّ اللِئام
…
كفتك القناعةُ شِبعاً وريّاً
فكُن رجلاً رِجله في الثَرى
…
وهامةُ همتهِ في الثُريّا
أَبيّاً لنائلِ ذي ثروةٍ
…
تراه بما في يديه أبيّا
فإن إراقة ماءِ الحياةِ
…
دونَ إراقةِ ماءِ المحيّا (1)
وقال الطغرائي:
يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ
…
أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ
فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ
…
وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ
مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا
…
يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ
اما الثعالبي فهو يقول:
هي القناعةُ فالزَمْها تعِشْ ملكاً
…
لو لم يكنْ منكَ إلاّ راحةُ البدنِ
وانظُرْ إلى مالكِ الدنيا بأجْمعِها
…
هل راحَ منها بغيرِ القُطْنِ والكفنِ
وقال اخر:
ورايت اسباب القناعة اكدت
…
بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا
والقناعة، بالفتح: الرضا بالقسم. وقد قنع بالكسر يقنع قناعة، فهو قنع وقنوع. وأقنعه الشئ، أي أرضاه. وقال بعض أهل العلم: إن القنوع قد يكون بمعنى الرضا، والقانع بمعنى الراضي، وهو من الاضداد. وأنشد:
وقالوا قد زهيت فقلت كلا
…
ولكني أعزني القنوع
وقال لبيد:
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه
…
ومنهم شقى بالمعيشة قانع
وفى المثل: " خير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع ". قال: ويجوز أن يكون السائل سمي قانعا لانه يرضى بما يعطى قل أو كثر، ويقبله ولا يرده، فيكون معنى الكلمتين راجعا إلى الرضا (2) .
بأعمال البر ينال الانسان رضوان الله
ان طاعتك لله تكون سببا في رضوان الله، فاذا احببت ان يكون الله راضيا عنك وان تكون عيشتك راضية واخلاقك مرضية واعمالك مقبولة فعليك بأعمال البر والبعد عن الهوى، فالزم التقوى، واقتف سبيل من اناب الى ربه واتبع سنة نبيه، وتدبر في قول العزيز الحكيم:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (3) ولقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قدوة في كل اقواله وافعاله وكان الصحابة رضي الله عنهم يقتدون به، فان اتبعتهم بإحسان فسيرضى الله عنك وترضى عنه فاسأل الله رضوانه والجنة واستعذ بالله من سخطه والنار، فالرضا يوجب للراضي الطمأنينة، وبرد القلب، وسكونه، وقراره، وينزل على العبد المتوكل
(1) - ونسبت هذه الابيات ايضا لابن الحاج البلفيقي، والله اعلم.
(2)
- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري
(3)
- سورة التوبة الاية (100) .
السكينة التي لا أنفع له منها، كما أنه يفرغ قلبه ويقلل همه وغمه، فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها وغمومها. ومن ثمرات الرضا: الفرح والسرور برضا الرب تبارك وتعالى: وفي الذكر الحكيم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (1) .
والبِرُ هو الصلة واسداء المعروف والمبالغة في الاحسان والبَرُ هو المحسن يقال فلان بار بوالديه اذا كان محسنا لهما وفي الحديث النبوي (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد)(2) والبِرُ بالكسر الصلة والاحسان يقال فلان يبر رحمه اي يصلهم، والصلة: اتصال عطاء مع زيارة، فالاحسان منك مطلوب في كل الأحوال حتى مع من يخالفك في العقيدة فالله سبحانه وتعالى يقول:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (3) ان تبروهم اي ان تحسنو اليهم، فاذا لم يكن يصلي ولكن لايعاديك، انت ان احسنت الهي حملته على الصلاة، انت ان احسنت اليه حملته على حضور مجلس علم، انت اذا احسنت اليه حملته على الطاعة، كما يقول الدكتور محمد النابلسي: هذه الاية دقيقة المعنى جدا قد تلتقي في عملك وفي محيطك، وقد تلتقي مع اقربائك باندماج لايناصبك العداء ولاينكرون عليك تدينك، بل انهم
(1) - سورة البقرة الاية (207) .
(2)
- الادب المفرد للبخاري حديث رقم (2) .
(3)
- سورة الممتحنه الاية (8) .