الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تهنئة من رزق طفلا
ويحسن تهنئة من رزقه الله مولودا لما في ذلك من اظهار السرور والشكر للواهب وما يترتب على ذلك من الود الذي تزرعه التهنئه بين الاسر المسلمة والحب والتآلف وأظهار شكر الخالق الواهب والفرق بين البشارة والتهنئة هو ان البشارة تعني ابلاغ الأب والأم بما تفضل الله به من قدوم المولود، والتهنئة تعني الدعاء بالخير بعد ان علم، ففي التهنئة مشاركة للمسلمين في افراحهم واشعارهم بالسرور لحصول الخير لهم ولهذا فإنه يحسن التهنئة بأن يقال: بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب، وبلغ رشده ورزقت بره ففي مسند بن الجعد: قال (قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله أن يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ رشده ورزقت بره)(1) ، وفي ذلك دعاء بالبركة للمولود وشكر للواهب وتضرع لله ان يكون الولد من البارين لآبائهم، وفي ذلك ايضا دفن لأثار الجاهلية الذين كان الناس فيها يقتلون ابناءهم خشية الفقر او خشية العار اذا اكان المولود انثى فكان التمييز العنصري سمة العصر الجاهلي ولهذا جاء القرءان فمحا هذه العادات السيئه ووجه الاباء الى الفطرة السوية قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ
(1) - مسند ابن الجعد: علي بن الجعد بن عبيد أبو الحسن الجوهري البغدادي، الناشر: مؤسسة نادر- بيروت الطبعة الأولى، 1410 - 1990تحقيق: عامر أحمد حيدر، حديث رقم 3398، والحاوي للفتاوى للسيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1421هـ - 2000م الطبعة: الأولى تحقيق: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن باب الصلاة ج1 ص80، والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص590.
أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (1) . وبسبب عادات الجاهلية السيئه يروى ان شيخا من الاعراب تزوج جارية من رهطه، وطمع ان تلد له غلاما فولدت له جارية فهجرها وهجر منزلها، وسار يأوي الى غير بيتها، فمر بخبائها بعد حول، واذا هي ترقص بنيتها منه وهي تقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا
…
يظل في بالبيت الذي يلينا
غضبان الا نلد البنينا
…
وإنما نأخذ ما أعطينا
وفي رواية أخرى للابيات:
ما لأبي حمزة لا يأتينا
…
يظل في البيت الذي يلينا
بل نحن في الارض لزارعينا
…
يلبث ماقد زرعوه فينا
وأنما نأخذ ما أعطينا
فعرف أبوحمزة قبح مافعل وراجع امراته (2)، ويروى انه كان لرجل امراتان في داره ولدت احداهن غلاما وولدت الاخرى بنتا-والحسد بين الضرائر معلوم- فكانت ام الغلام اذا رقصت ابنها قالت:
عافاني اليوم من الجواري
…
من كل سوداء كش بالي
لاتدفع الضيم عن العيال
وكانت ام الجارية اذا سمعت هذا رقصت ابنتها وقالت:
(1) - سورة النحل الآية (58-59) .
(2)
- الترقيص والغناء للأطفال عند العرب للاستاذ احمد عبد التواب عوض الناشر دار الفضيلة القاهرة ص91. وقد وردت الرواية الاولى للابيات في العقد الفريد لابن عبدربه والبيان والتبيين للجاحظ، والرواية الاخرى في بهجة المجالس وانس المجالس.