الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالَ: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسمْ....لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما!
قال: الليالي جرَّعتني علقماً
…
قلتُ: ابتسمْ، ولئنْ جرعتَ العلقما
فلعلِّ غيركَ إن رآك مرنِّماً
…
طَرَحَ الكآبة جانباً وترنَّما
أتُراك تغنم بالتبرُّمِ درهماً
…
أم أنت تخسرُ بالبشاشةِ مغنما؟ (1)
ادخال السرور على المسلمين سبب في غفران الذنب ودخول الجنة
ان اجمل هدية يقدمها الانسان لاخية الانسان هي ادخال السرور والبهجة الى نفسه بكشف كربة عنه او بذل معونة له او معالجة مريض ، او مؤاساة فقير او تعليم جاهل او ارشاد ضال او كفالة يتيم او مساعدة اخيك الانسان على بناء مدرسة او مستشفى او شق طريق او بناء دار او غير ذلك من الامور التي يكفر الله بها الخطيأت، ويرفع بها الدرجات، وتورث المحبة، وتدخل البهجة والسرور الى القلب، فالعاقل لايرضى ان يعيش متسخطا غاضبا لايقدم الى الناس مايسرهم ويسعدهم وينقلهم الى عالم الافراح لبناء حياة طيبة، ففي الحديث النبوي الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (ان من موجبات المغفرة ادخال السرور على اخيك المسلم) (2) وفي حديث اخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة)(3) ان الابرار هم الذين يحبون عمل البر ويدخلون السرور على قلوب عباد الله وهم الذين يلقون من الله نضرة وسروراً وفي الذكر الحكيم: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا* عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} (4) .
الفرح والسرور بفضل الله ورحمته نعمة
ان من النعم العظيمة على الانسان ان يفرح بفضل الله ورحمته واحسانه وكرمه ودينه وشريعته وكتابه وعزة الاسلام ونصر المسلمين وان يظهر البشر والرضا بما وهبه الله من النعم، وان يكون فرحا بفضل الله وبرحمته لعباده واحسانه اليهم واكرامه لهم وهدايته، وفي الذكر الحكيم:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (5) فالاكتأب والحزن يجلب التشاؤم ويتسبب في شقاء الانسان وتعاسته. وقال العلامة عائض القرني: والذين مدحوا الحزنَ وأشادوا بهِ ونسبُوا إلى الشرعِ الأمر به وتحبيذهُ؛ أخطؤوا في ذلك؛ بلْ ما ورد إلَاّ النهيَّ عنهُ، والأمرُ بضدِّه، من الفرحِ برحمةِ اللهِ تعالى وبفضلهِ، وبما أنزل على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، والسرورِ بهدايةِ اللهِ،
(1) - هذه الابيات لايليا ابو ماضي.
(2)
- المعجم الكبير للطبراني حديث رقم (2731) .
(3)
- المعجم الاوسط للطبراني حديث رقم (5719) .
(4)
- سورة الانسان الاية (5-11) .
(5)
- سورة يونس الاية (58) .
والانشراحِ بهذا الخيرِ المباركِ الذي نَزَلَ من السماءِ على قلوبِ الأولياءِ. وصحَّ عنه- صلى الله عليه وآله وسلم أنه قالَ: ((للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدكم كان على راحلتِهِ، عليها طعامُهُ وشرابه، فضلَّت منهُ في الصحراء، فبحث عنها حتى أيِسَ، فنام ثم استيقظ فإذا هي عند رأسِه، فقال: اللهمَّ أنت عبدي، وأنا ربُّكَ. أخطأ من شَّدةِ الفرحِ)) .
فأكثر من الاستغفارِ، لترى الفرَحَ وراحةَ البالِ، والرزق الحلالِ، والذرية الصالحةَ، والغيثَ الغزيرَ.
قالَ إبراهيمُ بن أدهم: نحن في عيْشٍ لوْ علم بهِ الملوكُ لجالدونا عليهِ بالسيوفِ.
وقال ابنُ تيمية: إنه ليمرُّ بالقلبِ حالٌ، أقولُ: إن كان أهلُ الجنةِ في مثلِ حالِنا إنهم في عيشٍ طيبٍ.
وقال أيضاً: إنه ليمرُّ بالقلبِ حالاتٌ يرقصُ طرباً، من الفرحِ بذكرهِ سبحانه وتعالى والأنس به. وممَّا يجلُب الفرح والسُّرور: الأسْفارُ والتَّنقُّلُ في الدِّيارِ ورؤيةُ الأمصارِ، وعليك بثلاثة أطباء: الفرحِ والراحةِ والحِمْيةِ وإياك وثلاثة أعداءٍ: التشاؤمِ والوهمِ والقنوطِ.
فاجعل الفرح شكراً، والحزن صبراً، والصمت تفكراً، والنظر اعتباراً، والنطقِ ذِكْراً، والحياء طاعةً، والموت أمنيةً (1) .
(1) - مقتطفات وردت في كتاب العلامة الجليل والاديب الكبير عائض القرني (لا تحزن) اعدت ترتيبها حسب مقتضيات السياق وانظر، ص 127 وما بعدها.