الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الا كل شعب ضائع حقه سدى...........اذا لم يؤيد حقه المدفع الضخم
متى عفَّت الذئبان عن اكل صيدها
…
وقد امكنتها من مقاتلها البهم
الاحرام وحكمته
اذا وصل الحاج او المعتمر الى المواقيت التي عينها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمن يريد ان يدخل الى الحرم لاداء الحج او العمرة واراد ان يدخل في الاحرام تجرد من ثيابه ولبس ازارا ورداء ابيضين هي ثياب الاحرام ويقول عند الاحرام في الميقات ان كان يريد العمرة (لبيك بعمرة، او لبيك بعمرة متمتعا بها الى الحج، ان كان قد قصد التمتع الى الحج) او يقول: (لبيك اللهم بحج وعمرة) ان كان قد قصد الجمع بينهما وكان حجه قرانا، وان كان قد قصد الحج مفردا فيقول (لبيك اللهم بحج) ولا يكتفي بمجرد مافي قلبه من قصد الحج ونيته، فان القصد مازال في القلب منذ خروجه من بلده، بل لابد من قول او عمل يصير به محرما في الميقات وذلك كان يقول: لبيك اللهم بحج، او لبيك اللهم بعمرة متمتعا بها الى الحج، او لبيك اللهم بحج وعمرة، فاذا لبى قاصدا للاحرام انعقد احرامه اتفاقا. واذا دخل المسلم في الاحرام حرم عليه ان يتخذ اي وسيلة من وسائل الرفاهية والزينة، فلا يتطيب ولا يلبس من الثياب مافصل على الجسم وخيط من حلّة أوقميص او بنطلون ولاينتعل حذاءً ساترا للرجل الا نعلا ساذجة، ولا يتزين بالخواتم
وما اشبه ذلك ولايحلق ولا يقصر اظفاره، ولا يقرب النساء. والحكمة من ذلك كله ان الحج عبادة الغرض منه التقرب الى الله والوصول الى مااعده سبحانه للنفس المحسنة من حسن الجزاء، ولا يكون ذلك الا باشعار النفس بضرورة الاقتصار على ماهو ضروري فقط. والتجرد لله في جميع الحركات والسكنات من الأمور التي تشغل النفس من زخارف الحياة التي تصرفها في لحظات الاحرام واداء المناسك عن الاخلاص لله في العبادة مما يسمو ويرتفع بالنفس فوق المادة وفوق مااعتادت من الخضوع له من الشهوات والزينة، وفي ذلك رياضة ترجع بالنفس الى طبيعتها الاولى، فالانسان بفطرته وطبيعته يشعر عندما يرجع الى فطرته وطبيعته انه ازكى روحا واطهر قلبا، وفي رياضة النفس على المشقة واحتمال المكروه عند القيام باداء المناسك وهو في حالة احرام مايربي النفس ويدربها على قوة الاحتمال، فهذا نظام الكشافة الرياضي الذي اخترعه البشر له اثر على تربية النشء على قوة الاحتمال؛ فكيف لاتكون رياضة الاحرام واداء المناسك ابلغ اثرا واكثر نفعا وهو الذي يحمل النفس ويدربها على المشقة وعلى الإيثار وعلى المسارعة في فعل الخير وعلى الاجتماع وعلى الخضوع لله الواحد القهار، وعلى العبادة والالتزام بمافرضه الله وكتبه، وعلى الاحسان، وهي تشهد مايظهر عليه الحجاج في لباسهم الموحد غنيهم وفقيرهم وقويهم وضعيفهم مُوحَّدينَ وموحِّدين لله وذلك مايحمل معنى المساواة والاخوة الشاملة التي يحرص الإسلام على غرسها في نفوس اتباعه، ان الإنسان ليشعر ان الإسلام دين