الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموت
الموت راحة من التعب، وتوقف عن المعاناة والنصب، به تنتهي مرحلة الإبتلا، وتبتدي مرحلة الثواب والجزاء، والموت عظة واعتبار، ودليل على قدرة القوي القهار، وفي الذكر الحكيم:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (1) وفي الحديث النبوي الشريف: (عش ما شئت فإنك ميت واحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به -وفيه - شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس)(2) فمن تذكر الموت احسن العمل، وابتعد عن الكسل، وأحب فعل الخيرات واجتناب المقبحات، وراى في الموت راحة من التعب، ونجاة من الوصب، واستبشر لقدومه واستعد،
قال العلامة محمد بن احمد المهدي (3) :
ألآ مرحبا بالموت ياخير نازل
…
لمن كان يحيي ليله بالنوافل
وماالموت الا راحة من متاعب
…
واهوال دهر زعزعت كل فاضل
(1) - سورة الملك الآيتان (1-2) .
(2)
- المستدرك للحاكم حديث رقم (7921) .
(3)
- هو والد المؤلف العلامة الزاهد الورع التقي المجتهد محمد بن احمد بن قاسم المهدي من مواليد مدينة حبور شمال صنعاء في شهر شوال 1329هـ والمتوفى في شهر محرم 1414هـ. كان اية في الزهد والورع، تلقى تعليمه في هجرة معمرة في الاهنوم شمال صنعاء وفي مدينة السودة وكان كثير الصدقة محبا للفقراء والمساكين يقضي جل اوقاته في المحافظة على الذكر وقراءة القرآن وكتب الحديث والفقه والتاريخ، وعاش جل عمره اماما وخطيبا للجامع الكبير بمدينة حبور، وتولى الاوقاف فترة من الزمن وعمالة الناحية واشتغل بالتدريس والوعظ واخيرا ادارة المعهد العلمي بمدينة حبور. وله ديوان شعر غير مطبوع اكثره في الرثاء والدعاء، وله كتيب دون فيه بعض الاحداث والسيرة الذاتية له سماه لمحات وخواطر من الماضي والحاضر، فرضي الله عنه ورحمه.
وقال اخر:
كفا واعظا بالموت للمتكاسل
…
ومذكِّرا للقاعد المتغافل
اما ابو العتاهية فهو يقول:
وَما هُوَ إِلّا المَوتُ يَأتي لِوَقتِهِ
…
فَما لَكَ في تَأخيرِهِ عَنكَ مَدفَعُ
وله ايضا:
وَما المَوتُ إِلّا رِحلَةٌ غَيرَ أَنَّها
…
مِنَ المَنزِلِ الفاني إِلى المَنزِلِ الباقي
وقال ابو الفضل الوليد:
فما الموتُ إِلا راحةُ الجسمِ في الثَّرَى
…
وما اليأسُ إِلا أن تعيشَ وتجمَدا
اما ابو بكر الصديق رضي الله عنه فهو يقول:
كُلُّ امرئٍ مصبحٌ في أَهلِهِ
…
وَالمَوت أَدنى مِن شِراكِ نَعله
وقال اخر:
ومن لم يمت بالسيفِ ماتَ بغيرهِ
…
تنوعتِ الأسبابُ والموت واحِدُ (1)
اما شيخ الاسلام ابن تيمية فهو يقول:
تموت النفوس باوصابها
…
ولم يدر عوادها ما بها
وما انصفت مهجتي تشتكي
…
اذاها الى غير اربابها
ويقول اخر
وَيَموتُ راعي الضَأنِ عِندَ ثُمامِهِ
…
مَوتَ الطَبيبِ الفَيلَسوفِ العالِمِ
(1) - ينسب هذا البيت لـ (ابن نباتة السعدي) وينسب لغيره.