الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخمسون
الصلاة
الصلاة
الصلاة في الغة: الدعاء بخير ومنه قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (1) وسميت صلاة: لانها صلة بين العبد وربه، وفيها ثناء وتمجيد ودعاء، او هي دعاء نتقرب به الى الله استغفارا لذنب، او شكرا لنعمة، او دفعا لضيم، او قياما بفرض عبادة. كما انها اظهار الحاجة الى المعبود بالقول والعمل، وقد فرضها الله على عباده ليذكرهم بأوامره، وليستعينوا بها على تخفيف مايلقونه من انواع المشقة والبلاء في الحياة الدنيا، كما ان من معانيها الثناء على الله سبحانه بما يستحقه من الحمد والتمجيد. (2) وتعتبر الصلاة الركن الثاني من اركان الإسلام بعد الشهادتين وعماده المتين. وتكون الصلاة اما فرضا: كالصلوات الخمس وصلاة الجمعة، واما نوافل: كالرواتب المسنونة، وفي الذكر الحكيم يقول العزيز الرحيم:{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (3) ويقول: {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} (4) ويقول: {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (5) وفي الحديث النبوي: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ
(1) - سورة التوبة الآيتان (103) .
(2)
- روح الدين الاسلامي ص164.
(3)
- سورة البقرة الاية (238) .
(4)
- سورة البقرة الاية (43) .
(5)
- سورة البقرة الاية (110) .
الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (1) ففي الصلاة خير الدنيا والاخرة فهي جامعة للفضائل وتبعد المصلي عن الفحشاء والرذائل ولله در القائل:
ألا في الصلاةِ الخيرُ والفضل أجمع
…
لأنّ بها الآراب للهِ تخضعُ
وأولُ فرض من شريعة ديننا
…
واخر مايبقى اذا الدين يرفع
فمن قام للتكبير لاقته رحمة
…
وكان كعبد باب مولاه يقرع
وقال اخر:
وَشاهِدٌ خالِقي أَنَّ الصَلاةَ لَهُ
…
أَجَلُّ عِندِيَ مِن دُرّ وَياقوتِ (2)
اما احمد محرم فهو يقول:
ألا إنّ الصلاةَ لَخيرُ زادٍ
…
وإنّ الركبَ آذنَ بارتحالِ
ويقول ابوا لعلاء المعري:
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ
…
وَمَتى أَطَقتَ تَهَجُّداً فَتَهَجَّدِ
في الصلاة راحة وسعادة
ان الإنسان معرض للآلام والمحن، فهو بحاجة الى الخروج من معضلاته والخروج من ألآمه والخروج من حيرته، وهو بحاجة الى استدامة النعمة، واتقاء النقمة والاسترواح الى مايجعل الله من يسر وبركة وسكينة، ولن يجد ذلك الا في الصلاة، ففي الصلاة القرب الى الله ولذة المناجاة له سبحانه وتعالى، وفيها الترويح على النفس، وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
(1) - مسلم في صحيحه حديث رقم (21) .
(2)
- هذه الابيات لابي العلاء المعري.