الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث النبوي (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ)(1) فكم لله من رجال فازوا بخير الدنيا ونعيم الآخرة، عظموا الله في صلاتهم وفي ركوعهم وسجودهم في ليلهم ونهارهم، ويرحم الله القائل:
اذا ما تنادوا للصلاة وجدتني
…
يفزع من خوف الاله جنابي
وقال اخر:
إذا ما الليلُ أظلَمَ كابَدوه
…
فيُسفِرُ عنهُم وهم ركوعُ
أطارَ الخوفُ نومَهُمُ فقاموا
…
وأهلُ الأمن في الدنيا هجوعُ
لهُم تحتَ الظلام وهُم سجودٌ
…
أنينٌ منهُ تنفرجُ الضلوعُ
وخُرسٌ بالنهارِ لطولِ صمتٍ
…
علَيهِم من سكينَتِهم خشوعُ (2)
الصلاة تقوي النفس الانسانية
ان روح الصلاة تتمثل في حضور القلب، وخضوع الجوارح، فحري بالمسلم ان يشحذ همته ويحصر ذهنه على تدبر اذكارها واداء اركانها خاشعا لربه مستشعرا ان الصلاة ركن الدين وعماده المتين، وعنوان الاستقامة، ومثال الكمال، وباب التقوى، ومعين الاخلاص، ونور الايمان، ومجلبة الاحسان، ومظهر الإسلام، وانها تنقي صحيفة المسلم من الذنوب، وتزيل مااقترفه الإنسان من الخطايا، وتغسل ادران المعاصي، وتطفيء نار غضب
(1) - مسلم في صحيحه حديث رقم (1712) .
(2)
- هذه الابيات لـ (عبد الله بن المبارك) .
الرب تبارك وتعالى، وان من حافظ عليها وخشع فيها كما امر الله اوصلته الى درجة الصديقين، فهي احب الاعمال الى الله تبارك وتعالى، فقد روي عن ابن مسعود رضي الله انه قال: سالت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا)(1) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ان الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما اكمل لله تعالى صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لايتم ركوعها وسجودها وخشوعها وتواضعه واقباله على الله فيها". وقال الحسن رحمه الله: "كل صلاة لايحضر فيها القلب فهي الى العقوبة اسرع"(2) . فالخشوع روح الصلاة، فالانسان عندما يهرع الى الصلاة وهو يتوجه الى الله بالعبادة تتنازعه افكار متعددة فيحاول ان يطردها فيحل محلها استحضار عظمة الله ولذة مناجاته، فالصلاة تساعد على تنمية ملكة حصر الذهن في الإنسان، فالمصلي الذي يحاول بكل قدرته ان يحصر فكره طيله الوقت الذي تستغرقه الصلاة ويدفع الوسواس والخواطر التي تنازعه وتحاول ان تقطع صلاته يكون خاشعا معظما لله خائفا منه راجيا له مستحييا من تقصيره مناجيا لله وذاكرا له ومتفهما لما يقرؤه في الصلاة، وذلك دواء القلب، ودليل على الفلاح والنجاح، وفي القرآن الكريم:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (3)
(1) - البخاري في صحيحه حديث رقم (6980) .
(2)
- دليل السائلين ص403.
(3)
- سورة المؤمنون الآيتان (1-2) .