الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس والثلاثون
صلة الرحم وبر الوالدين
صلة الرحم وبر الوالدين
ان صلة القرابة والاحسان اليهم من اعظم القربات، وانفع الاعمال التي يكون بها صلاح المجتمع والاسرة، ويضاعف الله لمن يصل القرابه الحسنات وفي مختار الصحاح:(الرحم القرابة)(1) وسميت القرابة رحما لانها داعية التراحم بين الاقرباء، والمراد محبتهم وموالاتهم والاحسان اليهم، او هي اثر من اثار الرحمة، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله، والرحم يجب مواصلتها بالتوادد، والتناصح، والعدل والانصاف، والقيام بالحقوق الواجبة، والنفقة على القريب المعسر، والتغافل عن زلاته، وصلة الرحم تكون بالمال وبالعون على الحاجة وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وبالدعاء، وايصال ماامكن من الخير ودفع ماامكن من الشر وفي الذكر الحكيم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (2) وقال جل شانه: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} (3) وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (4) وفي الحديث النبوي الشريف: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
(1) - مختار الصحاح للرازي، ص238، مصدر سابق.
(2)
- سورة النساء الاية (1) .
(3)
- سورة الرعد الاية (21) .
(4)
- سورة الانفال الاية (75) .
الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ
…
) (1) وفي رواية: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ)(2) وفي فتح الباري لابن حجر: قال بن أبي جمرة الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه وإنما خاطب الناس بما يفهمون، ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال وهو القرب منه وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده (3)
وقال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه:
واخفض جناحك للقرابة كلهم
…
بتذلل واسمح لهم ان أذنبوا
واما عبيد السلامي فهو يقول:
وَحَسبُكَ من جَهلِ وَسوءِ صَنيعَةٍ
…
مُعاداةُ ذي القُربى وإِن قيلَ قاطِعُ
وَلكن أَواسيهِ وأنسى ذُنوبَهُ
…
لترجِعَهُ يَوماً إِليَّ الرَواجِعُ (4)
وقال اخر:
واصِل ذَوي الأَرحامِ مِنكَ وَإِن جَفوا
…
فَوِصالُهُم خَيرٌ مِنَ الهِجرانِ (5)
(1) - اخرجه البخاري حديث رقم (5673) .
(2)
- اخرجه مسلم حديث رقم (4635) .
(3)
- فتح الباري لابن حجر ج10 ص417.
(4)
- هذان البيتان لعبيد بن عبد العزى السلامي. شاعر جاهلي أحد بني سلامان بن مفرج وهو ابن عم الشنفري وهو أزدي. وهو من الشعراء الجاهليين المجيدين ففي شعره قوة ومتانة ولغة عالية وتعبير رصين. وقد اختار له ابن ميمون صاحب منتهى الطلب ثلاث قصائد هي من عيون الشعر العربي.
(5)
- هذا البيت لعبد الله محمد القحطاني.