الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَطفَةٌ مِنهُ عَلى لُعبَتِهِ.......تُخرِجُ المَحزونَ من كُربَتِهِ
وَحَديثٌ ساعَةَ الضيقِ مَعَه
…
يَملؤ العَيشَ نَعيماً وَسَعَه
الطفل ان تلقى الرشاد نما على الخير
الطفل ينمو جسداً وروحا وقلبا وعقلا وعواطف وجوارح فاذا نمت هذه القوى فيه نموا متناسبا، وتربى على الفضيلة والخلق الحسن كان فخرا لقومه وزينة لاهله، ونافعا لمجتمعه ونفسه، وعن الطفل نقول:
عمر الطفولة نبتة الأزهار
…
وزمان ودٍّ طيب الآثارِ
حيث الطفولة بالبراءة تبتدي
…
أيامها بطهارة الأبرارِ
فترى الملائكة الصغار كأنهم
…
درر تشع بأجمل الأنوارِ
فنشيدهم يجلي الهموم سماعه
…
أنغامهم فاقت غنا القيثارِ
أُسّ الفضائل في بنا اجسامهم
…
واساس بنيتهم بنا الافكارِ
يأيها الآباء ان صغاركم
…
نور الحياة وآلة الابصارِ
فأذا أردتم ان يكونوا امة
…
تُعلي البنا في سائر الأمصارِ
فاسعوا الى تعليمهم أُسّ البنا
…
وأساس كل فضيلة وفخارِ
فالطفل ان لقي الرشاد سرى به
…
نحو العلا في حكمة ووقارِ
واذا تلقى الغي سار بنفسه
…
نحو الضلال مواطن الأشرارِ
فالعقل يعجب للشروع فلا تكن
…
في غفلة عن حكمة الجبّارِ
الخالق البر الرحيم إلهنا
…
ملك الملوك البارِي
وقل السلام على ثرا أطفالنا
…
نبت الحياة ومهبط الأسرارِ
ثم الصلاة على النبي وآله
…
وصحابه بعشية ونهارِ
اما العلامة عبد الملك عبد الله الجنداري (1) فهو يقول:
عهد الطفولة زهرة الاعمار
…
واساس بنيتها لدى الاعمار
فالنبت كل جماله في زهره
…
وعلى الاساس تقوم كل الدار
والطفل نبع في سواقي اهله
…
من حيثما تجري ففيها جار
ويصيبه اسن اذا اسنت وان
…
نزهت تنزه عن قذى الاقذار
يامن يروم ابوة وامومة
…
مااسهل الانجاب في الاسحار
واشد من حفظ الصغير عن الردى
…
فحذار ياهذا والف حذار
واحرص على ان تستقيم فانه
…
ظل لشخصك قد بدا بازار
فالطفل زينة هذه الدنيا فكن
…
متزينا من اكرم الاحجار
من هنا يجب عدم نسيان حقيقة مهمة وهي أن الإسلام أحدث انقلاباً شاملاً في الحياة البشرية، سواء على مستوى السلوك أو التصور، واستطاع الإنسان من خلالها أن يتحرر من عالم القيود الذي كان يكبله، فالدين الإسلامي هو دين الفطرة، فإذا وجه الطفل إلى حقائق الحياة عرف أن الله وحده هو الخالق، والحديث النبوي يدل على ذلك (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)(2) ، والحديث يدل على ان الطفل المولود اذا تلقى الرشاد من والديه اتبعه واصابه وان تلقى الغي اتخذه سبيله، أما مرحلة الكبر فقد دل
(1) - هو العلامة المحقق المجتهد/ عبد الملك بن عبد الله بن علي الجنداري عضو المحكمة العليا للجمهورية اليمنية عالم واديب وشاعر بليغ يتمتع بالخلق الرضي والسلوك المرضي وله ديوان شعر لم يطبع وهو استاذ محاضر بالمعهد العالي للقضاء وله عدة بحوث قضائية وفقهية طبع بعضها.
(2)
- أخرجه البخاري في صحيحه باب ما قيل في أولاد المشركين حديث (1319) ، ومسلم في صحيحه باب معنى كل مولود يولد على الفطرة حديث (2658) ، واللفظ للبخاري.
التتبع والاستقراء من قبل العلماء والباحثين أنها مرحلة تفهم لحقائق الأشياء أكثر منها مرحلة تلقين واعتقاد، فالخطورة هو الا يترك لطفل التفكر في خلق السماوات والارض ويوجه نحو خالقه بل يدلس عليه بعبادة غير الله وتزيف حينئذ حريته فيضل في معتقده والعقل كما سبق الإشارة الى ذلك يعجب للشروع وهذا ابو العلى المعري يقول:
وَالعَقلُ يَعجَبُ لِلشُروعِ تَمَجُّسٍ
…
وَتَحَنُّفٍ وَتَهَوُّدٍ وَتَنَصُّرِ
فَاِحذَر وَلا تَدَعِ الأُمورَ مُضاعَةً
…
وَاِنظُر بِقَلبِ مُفَكِّرٍ مُتَبَصِّرِ
فالطفل يجب ان توجه مداركه بالا يخضع الا لله، وبهذه العزة تبنى الحرية وينتفض عن كاهل حاملها أي طاعة إلا طاعة الله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشير إلى هذه الحرية وإلى عدم الانقياد والتبعية إلا لأوامر الله، فقد روى أحمد في المسند قوله:(لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عز وجل (1) وفي رواية للبخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)(2) .
(1) - صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء، حديث (3424) - أحمد في المسند، حديث (3694) - وأورده السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالصحة، حديث (9903) .
(2)
- السيوطي في الجامع الصغير، حديث (9902) .