الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني والثلاثون
النصيحة
النصيحة
النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الخير للمنصوح له، وهي مأخوذة من: نصح الرجل ثوبه: اذا خاطه، وشبه فعل الناصح فيما يتحراه للمنصوح له لسد الخيط خلل الثوب واصلاحه. وقيل انها ماخوذه من: نصحت العسل اذا صفيته من الشمع، وهي عماد الدين وقوامه، وفي الذكر الحكيم اخبار عن نوح عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسلايم فيما حكاه الله عنه:{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (1) وفي الامثال السائرة: من لزم العافية سلم ومن قبل النصيحة غنم وقال ابو الدردآء رضي الله عنه: ان شئتم لأنصح لكم: ان احب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الارض نصحا. وقال حكيم: ودّك من نصحك وقلاك من مشى في هواك. ولشرف النصيحة وعلو شأنها كانت خلقَ النبيين، وسبيلَ المتقين، وفي الذكر الحكيم حكى الله عن هود عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم:{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (2) وفي السنة النبوية أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ (3)، وفي روضة العقلاء: الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة، وترك الخيانة
(1) - سورة الاعراف الاية (62) .
(2)
- سورة الاعراف الاية (68) .
(3)
- اخرجه مسلم باب بيان ان الدين النصيحة حديث رقم (82) .
لهم بالاضمار والقول والفعل معا، اذ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يشترط على من بايعه من اصحابه: النصح لكل مسلم، مع اقامة الصلاة، وايتاء الزكاه (1)، قال الشاعر:
اذا خلت النصيحة حين تسدي
…
من الاخلاص مجتها القلوب (2)
وقال اخر:
لا تَبخَلَن بِالنُصحِ إِنَّ ضُؤولَةً
…
بِالمَرءِ غِشُّ المُستَشيرِ المُجهَدِ
وَأَجِب أَخاكَ إِذا اِستَشارَكَ ناصِحاً
…
وَعَلى أَخيكَ نَصيحَةً لا تَردُدِ (3)
اما ابوالاسود الدؤلي يقول:
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ
…
وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ
…
فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
وقال اخر:
النصح ارخص ما باع الرجال فلا
…
تردد على ناصح نصحا ولا تلم
ان النصائح لاتخفى مناهجها
…
على الرجال ذوي الالباب والفهم
(1) - روضة العقلاء ص (157) مصدر سابق.
(2)
- ورد هذا البيت في الموسوعة الشعرية منسوبا لمحمد سليم الجندي وكذلك في الشوارد لابن خميس.
(3)
- عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب? - 129 هـ / ? - 746 م من شجعان الطالبيين وأجوادهم وشعرائهم، وكان فتاكاً سيء الحاشية طلب الخلافة في أواخر دولة بني أمية (سنة 127 هـ) بالكوفة وبايع له بعض أهلها، وخلعوا طاعة بني مروان. وأتته بيعة المدائن. ثم قاتله عبد الله بن عمر (والي الكوفة) فتفرق عنه أصحابه (سنة 128 هـ) فخرج إلى المدائن، ولحق به جمع من أهل الكوفة فغلب بهم على حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والري وقصده بنو هاشم كلهم حتى أبو جعفر (المنصور) واستفحل أمره، فجبي له خراج فارس وكورها. وأقام باصطخر، فسير أمير العراق (ابن هبيرة) الجيوش لقتاله فصبر لها ثم انهزم إلى شيراز ومنها إلى هراة فقبض عليه عاملها وقتله خنقاً بأمر أبي مسلم الخراساني، وضع الفراش على وجهه فمات وقيل مات في سجن أبي مسلم سنة 131 هـ.