الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الجيم
وفيه كتابان
الجهاد، والجدال والمراء
الكتاب الأول: في الجهاد
وفيه ثلاث أبواب
الباب الأول: في فضله
وفيه فصلان:
الفصل الأول: في فضل الجهاد والمجاهدين
1 -
عَنْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ". أخرجه الترمذي (1) والنسائي (2).
[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وبه نستعين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه](3).
(1) في "السنن" رقم (1667) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(2)
في "السنن"(3169).
قلت: وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد رقم (299) وابن المبارك رقم (72) وابن حبان في "صحيحه" رقم (4609) والحاكم (2/ 68) والبيهقي في "الشعب" رقم (4233) وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي: رغم أن صالح مولى عثمان لم يخرجا له أو أحدهما.
وهو حديث حسن.
(3)
زيادة من (ب).
قوله: الكتاب الأول في الجهاد، هو بكسر الجيم (1) لغةً: المشقة، وشرعاً: بذل الجهد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى، ويدخل فيه البغاة، واعلم أنه كان فرض الجهاد قبل وقعة بدر، وكانت بدر في رمضان في السنة الثانية وفيها فرض (2) الصيام، والزكاة.
قوله: رباط يوم في سبيل الله. المرابط (3): الملازم للمكان الذي بين المسلمين، والكفار لحراسة المسلمين منهم.
قوله: أخرجه الترمذي.
قلت: من طريق أي: [](4) صالح مولى عثمان بن عفان قال: سمعت عثمان، وهو على المنبر يقول:"إني كتمتكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤٌ لنفسه ما بدا له"، وذكر الحديث، ثم قال الترمذي (5): هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال محمد: أبو صالح [سليمان (6)] اسمه برْكَان انتهى. وفي "التقريب"(7) اسمه: الحارث، ويقال: تركان - بمثناة أوله ثم راء ساكنة - مقبول.
(1) انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 313). "فتح الباري"(6/ 30).
(2)
انظر: "الحاوي الكبير"(14/ 102 - 103)، "فتح الباري"(6/ 37).
(3)
قال الفيروزي آبادي (ص 861): والمرابطة أن يربط كل من الفريقين خيولهم في ثغره، وكل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً.
وانظر "النهاية في غريب الحديث"(1/ 627)، "غريب الحديث" هدا للخطابي (1/ 99).
(4)
في المحفوظ (أ. ب)(الحد) ولا داعي لها.
(5)
في "السنن"(4/ 190).
(6)
كذا في المخطوط والذي في "السنن" مولى عثمان.
(7)
(2/ 436 رقم 15).
2 -
وَعَن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولِ الله- صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَاّ المُرَابِطَ فِي سَبِيلِ الله فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْم القِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ". أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2). [صحيح].
3 -
وفي رواية الترمذي (3) قال: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: "المُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ".
قوله: "ينمي"(4) أي: يزاد ويكُثُر.
قوله: في حديث فضالة يختم على عمله، معناه: أنَّ الرجل إذا مات لا يزاد في ثواب ما عمل، ولا ينقص منه إلَّا الغازي؛ فإنَّ ثواب مرابطته ينمو، ويتضاعف.
قوله: أبو داود، والترمذي.
قلت: [2 ب] لفظه (5): إلا الذي مات مرابطاً، وقال (6): حديث فضالة بن عبيد حديث حسن صحيح.
4 -
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ الله أوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". أخرجه الشيخان (7) والترمذي (8). [صحيح].
(1) في "السنن" رقم (2500).
(2)
في "السنن" رقم (1621)، وهو حديث صحيح.
(3)
في "السنن" رقم (1621) وهو حديث صحيح.
(4)
"النهاية في غريب الحديث"(2/ 799)، "غريب الحديث" للهروي (1/ 339).
(5)
أي: عند الترمذي.
(6)
في "السنن"(4/ 165).
(7)
أخرجه البخاري رقم (2792) ومسلم رقم (112/ 1880).
(8)
في "السنن"(1651).
قوله في حديث أنس: "الغدوة"(1) هي بفتح المعجمة المرة الواحدة من الذهاب، والروحة - بفتح الراء -[هي](2) المرة الواحدة (3) من المجيء، وفي "التوشيح" (4) هي: النصف الأول من النهار، والروحة الخروج النصف الثاني منه، وأمَّا الغدوة - بالضم - فهي ما بين صلاة الغداة، وطلوع الشمس، واللام في لغدوة للابتداء، أو القسم.
قوله [141/ أ]: خير من الدنيا وما فيها، قال ابن دقيق العيد (5): يحتمل أن يكون من تنزيل الغيب منزلة المحسوس تحقيقاً له في النفس لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع؛ فلذلك وقعت المفاضلة بها، وإلا فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة، ويحتمل أن المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل له لو حصلت له الدنيا لأنفقها في طاعة الله.
قوله: أخرجه الشيخان، والترمذي، قال ابن عبد الأثير (6): أخرج الترمذي هذا الحديث في أول حديث هو مذكور في صفة الجنة من كتاب القيامة من حرف القاف.
5 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ الله فَوَاقَ نَاقَةٍ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ". أخرجه الترمذي (7)[حسن].
"وَفُوَاقُ النَّاقَةِ"(8) قدر ما بين الحَلْبتين من الاستراحة.
(1)"النهاية في غريب الحديث"(2/ 291).
(2)
زيادة من (أ).
(3)
"غريب الحديث" للهروي (1/ 329)، "النهاية في غريب الحديث"(1/ 699).
(4)
لم أقف عليه.
(5)
في "إحكام الأحكام"(ص 961).
(6)
في "الجامع"(9/ 471).
(7)
في "السنن" رقم (1650) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في "المسند"(2/ 446)، وهو حديث حسن.
(8)
"النهاية في غريب الحديث"(2/ 400)، "غريب الحديث" للهروي (4/ 176).
قوله: في حديث أبي هريرة فواق ناقة، الفواق: قدر ما بين الحلبتين بأن يحلب ثم يترك للفصيل يرضعها لتدر ثم يحلب، فالفواق ما بينهما، وقيل: ما بين رفع يدك عن ضرعها وقت الحلب ووضعها من الوقت.
قوله: لتكون كلمة الله هي العليا، يريد لإعلاء كلمة الله فقط، قال الطبري (1): وإذا كان هذا هو الباعث أولاً لا يضره ما عرض بعد ذلك [3 ب].
قلت: وقد بين الحوامل على الجهاد حديث أبي موسى (2) أنَّه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، فأيّ ذلك في سبيل الله؟ قال:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
6 -
وَعَنْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: "مَنْ سَألَ القَتْلَ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَى صَادِقَاً مِنْ نَفْسِهِ ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كانَ لَهُ أَجْرَ شَهِيدٍ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحًا فِي سَبِيلِ الله أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فِي سَبِيلِ الله فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا كَلَوْنُ الزَّعْفَرَانِ، وَرِيحُهَا رِيحُ المِسْكِ، وَمَنْ خَرَجَ بِهِ خُرَاجٌ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَى فَإِنَّ عَلَيْهِ طَابَعَ الشُّهَدَاءِ". أخرجه أصحاب (3) السنن.
قوله: "في حديث معاذ من سأل القتل" لفظه في الترمذي: "من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة".
قوله: "أو نكب نكبة"(4) هي ما يصيب الإنسان من الحوادث.
(1) ذكره الحافظ في "الفتح"(6/ 28).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 397) والبخاري رقم (7458) ومسلم رقم (150/ 1904) وأبو داود رقم (2517) والترمذي رقم (1646) وابن ماجه رقم (2783) والنسائي رقم (3136) وهو حديث صحيح.
(3)
أخرجه أبو داود رقم (2541) والنسائي رقم (3141) وابن ماجه رقم (2792) والترمذي رقم (1654، 1657) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث صحيح.
(4)
انظر: "القاموس المحيط"(ص 178)، "فتح الباري"(6/ 19).
قوله: "خراج" هذا اللفظ ليس في رواية الترمذي والخراج (1) - بالضم - وَبَاءٌ معروف فإن عليه طابع الشهداء.
قوله: "أصحاب السنن" في الجامع نسبة إلى أبي داود والنسائي، قال: وأخرجه الترمذي مفرقاً في موضعين انتهى، وكلام المصنف صحيح فقد أخرجه أصحاب السنن.
7 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ الله إِلَاّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمِي، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ". أخرجه الستة (2) إلا أبا داود. [صحيح].
قوله: "في حديث أبى هريرة يدمي" وفي رواية (3): "ينفجر دماً" وفي أخرى (4): "يثعب" وفي رواية (5): "والله أعلم بمن يكلم في سبيله"، قيل (6): والحكمة في كون الدم يأتي على هيئته أنه يشهد لصاحبه بفضله، وعلى قاتله بفعله، وفائدة رائحته الطيبة أن ينشر في أهل الموقف إظهاراً لفضله.
قوله: "عرف المسك" العرف: الرائحة طيبةً كانت، أو خبيثة، والمراد هنا الطيبة.
وقوله: "يثعب"(7) بالمثلثة، فعين مهملة، يسيل.
قوله: "أخرجه الستة".
(1) انظر: "القاموس المحيط"(ص 237).
(2)
أخرجه البخاري رقم (237) ومسلم رقم (1876) والترمذي رقم (1657) والنسائي رقم (3146، 3151) وابن ماجه رقم (2795).
(3)
أخرجه البخاري رقم (2803) ومسلم رقم (105/ 1876).
(4)
أخرجه البخاري رقم (237، 2972، 7227) ومسلم رقم (106/ 1876).
(5)
انظر: "التعليقة" رقم (2).
(6)
انظر: "فتح الباري"(6/ 20).
(7)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 210).
قلت: بألفاظ مختلفة فيها زيادة، ونقصان قد ساقها ابن الأثير في "الجامع"(1).
8 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَضَمَّنَ اللهُ تَعَالَى لَمِنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَاّ جِهَادٌ فِي سَبِيلي وَإِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلي، فَهُوَ عَلَىَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيْلِ اللهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيامَةِ كهَيئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُه لَوْنُ دَمٍ، وَرِيْحُهُ رِيْحُ مِسْكٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمدٍ بِيَدِه لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى المُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزو فِي سَبِيلِ الله عز وجل أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَيَشُقُّ عَلِيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِي أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ الله فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ"(2). أخرجه الثلاثة والنسائي. [صحيح].
"وَالكَلْمُ"(3) الجرح، و"وَالمَكْلُومُ" المجروح.
قوله: "في حديث أبي هريرة الثاني من أجر" أي: فقط إن لم يغنم شيئاً، أو غنيمة، أي: معها أجر، هذا الضمان، والكفالة [4 ب] موافق لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} (4) الآية، وكأنه سكت عن الأجر الثاني الذي مع الغنيمة لنقصه بالنسبة إلى الأجر الذي بلا غنيمة، والحاصل على هذا التأويل أن ظاهر الحديث أنه إذا غنم لا يحصل له أجر، وليس ذلك مراداً، بل المراد أو غنيمة معها أجر أنقص من أجر من
(1)(9/ 479).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (36، 3123، 7457، 7463) ومسلم رقم (1876) والنسائي رقم (5030) ومالك في "الموطأ"(2/ 460 رقم 27).
(3)
"النهاية في غريب الحديث"(2/ 561).
(4)
سورة التوبة الآية (111).
يغنم؛ لأن القواعد تقتضي أنه عند عدم الغنيمة أفضل منه، وأتم أجراً عند وجودها، فالحديث صريح في نفي الحرمان، وليس صريحاً في نفي الجمع قاله في "فتح الباري"(1).
قلت: قد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم"(2).
قوله: "لوددت" من الودادة، وهي إرادة وقوع الشيء على إرادة وجه مخصوص يراد، قال الراغب (3): الود محبة الشيء تمني حصوله، فمن الأول:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (4)، ومن الثاني:{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (5) الآية، قوله:"فأُقتل"، إن قيل: كيف صدر منه صلى الله عليه وسلم هذا التمني مع علمه أنه لا يقتل: أجيب: أن التمني لا يستلزم الوقوع.
9 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُوْلُ الله! مَا يَعْدِلُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله؟ قَالَ: "لَا تَسْتَطِيعُونَهُ"، فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ:"لَا تَسْتَطِيعُونَهُ"، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ:"مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بِآيَاتِ الله لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجعَ المُجَاهِدُ". أخرجه الستة (6) إلا أبا داود. [صحيح].
(1)(6/ 8).
(2)
أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (1906) وأبو داود رقم (2497) وابن ماجه رقم (2785) والنسائي رقم (3125).
(3)
في مفردات ألفاظ القرآن (ص 860).
(4)
سورة الشورى الآية (23).
(5)
سورة آل عمران (69).
(6)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (2785) ومسلم رقم (1878) والترمذي رقم (1619) والنسائي رقم (3127، 3128).
قوله: في الثالث [5 ب] من أحاديث أبي هريرة: أنه أخرجه الستة إلا أبا داود. قلت: وقال الترمذي (1) بعد إخراجه أنه حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفي الباب عن الشفاء، وعبد الله بن حبشي وأبي موسى، وأبي سعيد، وأم مالك البهرية، وأنس.
قلت: وليس في لفظه: القانت بآيات الله، ليس إلا الصائم القائم، وللحديث ألفاظ سردها ابن الأثير (2).
10 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قِيْلَ: يَا رَسُولَ الله! أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله"، قِيْلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "رَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقي الله وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ". أخرجه الخمسة (3). [صحيح]
11 -
وعنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلاً عَمِلَ فِي سَبِيلِ الله عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ أَوْ ظَهْرِ بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى قَدَمِهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ المَوْتُ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلاً يَقْرَأُ كتَابَ الله لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ". أخرجه النسائي (4). [بسند ضعيف]
قوله: "لَا يَرْعَوِي"(5) أي لا ينكفُّ ولا ينزجر.
قوله: "في حديث أبي سعيد في شعب" بكسر الشين المعجمة الطريق في الجبل (6)، وبفتحها: القبيلة العظيمة قال العلماء: إنَّما وردت الأحاديث بذكر "الشعب"، والجبل؛ لأن
(1) في "السنن" رقم (164).
(2)
(9/ 480 - 482).
(3)
أخرجه البخاري رقم (2786) ومسلم رقم (1888) والترمذي رقم (1660) وأبو داود رقم (2485) وابن ماجه رقم (3978) والنسائي رقم (3105).
(4)
في "السنن" رقم (3106) بسند ضعيف.
(5)
قاله ابن الأثير في "النهاية"(1/ 667). انظر: "غريب الحديث" للهروي (2/ 126).
(6)
"الفائق" للزمخشري (2/ 251)، "غريب الحديث" للهروي (4/ 213).
ذلك في الأغلب يكون خالياً من الناس، فكل موضع يبعد عن الناس فهو داخل في هذا المعنى.
12 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ؟ رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَى أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَتْلُوهُ؟ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ يُؤَدِّي حَقَّ الله تَعَالَى فِيهَا أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟ رَجُلٌ يُسْأَلُ بِالله وَلَا يُعْطِى بِه". أخرجه مالك (1) والترمذي (2) والنسائي (3). [صحيح]
قوله: "في حديث ابن عباس في غنيمة له فيه أنه يتخذ ما يقوم به من المعاش، وصغرها لئلا يستكثر منها فتشغله عن عبادة الله".
قوله: "أخرجه مالك، والترمذي".
قلت: وقال الترمذي (4) هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجهٍ عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
13 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: "سِيَاحَةُ أُمَّتِي الجِهَاُد في سَبِيلِ الله". أخرجه أبو داود (5). [حسن].
قوله: "في حديث أبي أمامة أخرجه أبو داود".
قلت: وللحديث سبب أخرجه أبو داود [6 ب] قال: عن أبي أمامة أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله! إيذن لي في السياحة فذكره.
(1) في "الموطأ"(2/ 445 رقم 4).
(2)
في "السنن" رقم (1652).
(3)
في "السنن" رقم (2569)، وهو حديث صحيح.
(4)
في "السنن"(4/ 182).
(5)
في "السنن"(2486) وهو حديث حسن.
وقوله: "سياحة أمتي الجهاد" في النهاية (1): ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها، وأصله في السيح، وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض. انتهى.
وكان من الأولين من يسيح في الأرض للعبادة، والتخلي، ونحو ذلك، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن سياحة الأمة الجهاد، عوضاً عما كان عليه من سلف.
14 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله تَعَالَى حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ الله وَدُخَانُ جَهَنَّمَ". أخرجه الترمذي (2) وصححه والنسائي (3). [صحيح].
قوله: "في حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي".
قلت: وقال (4): هذا حديث حسن صحيح، ومحمد بن عبد الرحمن، أي: أحد رواته هو مولى آل طلحة مدني.
15 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله". أخرجه الترمذي (5). [صحيح لغيره].
(1)(1/ 833) وانظر: "الفائق" للزمخشري (2/ 123).
(2)
في "السنن" رقم (1633).
(3)
في"السنن" رقم (3107 - 3115)، وأخرجه ابن ماجه رقم (2774)، وهو حديث صحيح.
(4)
في "السنن"(4/ 171).
(5)
في "السنن" رقم (1639) وقال حديث حسن غريب.
قلت: وأخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب الجهاد" رقم (146) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 209) والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (896) قال الترمذي: "وفي الباب عن عثمان، وأبي ريحانة، وحديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن زريق".
قلت: شعيب وشيخه متكلم فيهما لكن الحديث حسن بشواهده. =
قوله: في حديث ابن عباس: أخرجه الترمذي.
= • الأول: ما أخرجه أحمد في "المسند"(4/ 134 - 135) وابن أبي شيبة في "المصنف"(5/ 350) ومن طريقه ابن أبي عاصم في "كتاب الجهاد" رقم (145) وفي "الآحاد والمثاني" رقم (2325) بسند ضعيف، ولكن الحديث حسن لغيره.
• والثاني: ما أخرجه ابن أبي عاصم في "كتاب الجهاد" رقم (147) وأبي يعلى في "المسند" رقم (4346) والطبراني في "الأوسط" رقم (5775 - المعارف) بسند ضعيف، ولكن الحديث حسن لغيره.
• والثالث: ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد"(5/ 288) من حديث العباس بن عبد المطلب.
وقال الهيثمي: "فيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو متروك، ووثقه دحيم".
• والرابع: ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(ج 19 رقم 1003) من حديث معاوية بن حيدة، بلفظ:"ثلاثة لا ترى أعينهم النار، عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 288) وقال: "رواه الطبراني وفيه أبو حبيب العنقزي - ويقال: القنوي - ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
• والخامس: ما أخرجه الحاكم (2/ 82) من حديث أبي هريرة بلفظ: "ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".
وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"عمر - ابن راشد اليمامي - ضعفوه".
وأخرجه الحاكم بإسناد آخر عن أبي هريرة، بلفظ:"حرم على عينين أن تنالها النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر".
وسكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بالانقطاع.
وخلاصة القول: أن حديث ابن عباس حديث حسن لغيره، والله أعلم.
قلت: وقال (1) حديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب ابن زريق. انتهى. [142/ أ] وفي "التقريب"(2): شعيب بن زريق الشامي أبو شيبة صدوق يخطئ. انتهى.
16 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أبداً، وَلَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ الله وَفَيْحُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِع فِي قَلْبِ عَبْدٍ الإِيمَانُ وَالحَسَدُ". أخرجه مسلم (3) وأبو داود (4) والنسائي (5). [صحيح].
17 -
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولَ الله- صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُوْلَاً، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ". فَعَجِبْتُ لَهَا، فَقُلْتُ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله فَأَعَادَهَا، ثُمَّ قَالَ:"وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا العَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ". قُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله". أخرجه مسلم (6) والنسائي (7). [صحيح].
18 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "يَضْحَكُ الله تَعَالَى إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ كِلَاهُمَا [7 ب] يَدْخُلُ الجَنَّةَ، يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ الله ثُمَّ يَسْتَشْهِدُ فَيَتُوبُ الله تَعَالَى عَلَى القَاتِلِ فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله عز وجل فَيَسْتَشْهَدُ". أخرجه الثلاثة (8).
(1) أي: الترمذي في "السنن"(4/ 175).
(2)
(1/ 352 رقم 78).
(3)
في "صحيحه" رقم (1891).
(4)
في "السنن" رقم (2495) وهو حديث صحيح.
(5)
في "السنن" رقم (3109) وهو حديث حسن.
(6)
في "صحيحه" رقم (1884).
(7)
في "السنن"(3131) وهو حديث صحيح.
(8)
أخرجه البخاري رقم (2826) ومسلم رقم (1890) ومالك في "الموطأ"(2/ 460 رقم 28).
والنسائي (1). [صحيح].
ومعنى "الضحك"(2) هنا: الرضى.
19 -
وعنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنِ احْتبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ الله إِيمَانًا بِالله وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ - يعني الحسنات -". أخرجه البخاري (3) والنسائي (4). [صحيح].
20 -
وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِي رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مَخطُومَةٍ إِلَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم:"لَكَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ سَبْعُمِائَةِ نَاقِةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ". أخرجه مسلم (5) والنسائي (6). [صحيح].
(1) في "السنن" رقم (3166).
(2)
بل الضّحك: صفة من صفات الله عز وجل الفعلية الخبرية الثابتة بالأحاديث الصحيحة، ومنها هذا الحديث.
اعلم أن أهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة وغيرها من صفات الله عز وجل الثابتة له بالكتاب أو السنة من غير تمثيل ولا تكييف، ويسلمون بذلك، ويقولون: كل من عند ربنا.
قال ابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(2/ 563): "باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل؛ بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه، ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم، أو نسكت عن صفة ضحكه جل وعلا، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، مصدقون بذلك، بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه".
انظر "مجموع فتاوى"(6/ 121)، "الحجة في بيان المحجة" لقوّام السنة للأصبهاني (1/ 429)(2/ 456)، الشريعة للآجري (ص 277).
(3)
في "صحيحه" رقم (2371، 2860)، وأخرجه مسلم رقم (987).
(4)
في "السنن" رقم (3582) وهو حديث صحيح.
(5)
في "صحيحه" رقم (1892).
(6)
في "السنن"(3187) وهو حديث صحيح.
21 -
وَعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم -أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إخْدَامُ عَبْدٍ فِي سَبِيلِ الله، أَوْ إِظْلَالُ فُسْطَاطٍ أَوْ طَرُوقَةُ فَحْلٍ". أخرجه الترمذي (1). [حسن].
قوله: "طرُوقَةُ فَحْلٍ"(2) هي الناقة إذا كبرت وصلحت أن يعلوها الفحل وهي الحِقَّةُ من الإبل.
22 -
وَعَنْ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا". أخرجه الخمسة (3). [صحيح].
23 -
وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الأَمْصَارُ وَسَتكُونُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تُقْطَعُ عَلَيْكُمْ؛ فِيهَا بُعُوثٌ يَكْرَهُ الرَّجُلُ مِنْكُمُ البَعْثَ فِيهَا فَيَتَخَلَّصُ مِنْ قَوْمِهِ ثُمَّ يَتَصَفَّحُ القَبَائِلَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ يَقُوُل: مَنْ أَكْفِهِ بَعْثَ كَذَا وَكَذَا؟ أَلَا وَذَلِكَ الأَجِيرُ إِلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ". أخرجه أبو داود (4). [إسناده ضعيف].
"البُعُوثُ"(5) جمع بَعْثٍ، وهم طائفة من الجيش يبعثون في الغزو كالسرية.
(1) في "السنن" رقم (1626)، وهو حديث حسن، والله أعلم.
(2)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 109)، "غريب الحديث" للهروي (4/ 266).
(3)
أخرجه البخاري رقم (2843) ومسلم رقم (135/ 1895) وأبو داود رقم (2509) والترمذي رقم (1628 - 1631) وابن ماجه رقم (1895) والنسائي رقم (3180، 3182).
(4)
في "السنن" رقم (2525).
قلت: وأخرجه أحمد (5/ 413) والشاشي في "مسنده" رقم (1130) والطبراني في الشاميين رقم (1380) والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 27).
- إسناده ضعيف لضعف ابن أخي أبي أيوب، وهو أبو سورة.
قال البخاري: منكر الحديث، يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليه.
وقال الترمذي: يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جداً، وقال الدارقطني: مجهول.
"تهذيب التهذيب"(4/ 535)، وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
(5)
"القاموس المحيط"(ص 211).