الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا وقفَ عَلَى الصفا يكبرُ ثلاثًا ويقولُ: "لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو عَلَى كل شيءٍ قديرٌ، يصنعُ ذلك ثلاث مرَّاتٍ ويدعُو ويصنع عَلَى المروة مثل ذلك"(1). [صحيح].
5 -
وعن ابن شهاب قال: كان ابنُ عمر رضي الله عنهما لا يُلَبِّي وهو يطوف بالبيت (2). أخرجهما مالك. [موقوف ضعيف].
وهذا آخر الجزء السابع من تجزئة ثلاثين.
[الفصل الثالث: في دخول البيت]
(3)
1 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِي وَهُوَ مَسْرُورٌ ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ كَئِيبٌ. فَقَالَ: "إِنِّي دَخَلْتُ الكَعْبَةَ وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِيء مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا دَخَلْتُهَا إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ شَقَقْتُ عَلَى أُمَّتِي". أخرجه أبو داود (4) والترمذي (5). [حسن لغيره].
(1) أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 372 رقم 127)، وأخرجه مسلم رقم (1218)، والنسائي (5/ 240)، وابن ماجه رقم (3074).
(2)
أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 338 رقم 47)، وهو أثر موقوف ضعيف.
(3)
ما بين الحاصرتين زيادة من (ب).
(4)
في "السنن" رقم (2029).
(5)
في "السنن" رقم (873).
وأخرجه أحمد (6/ 137)، وابن ماجه رقم (3064)، وإسحاق بن راهويه رقم (1241)، وابن خزيمة رقم (3014)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم (5790)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 479)، وفي "معرفة علوم الحديث"(ص 98)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 159) من طرق عن إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال أيضاً في "معرفة علوم الحديث": هذا حديث تفرَّد به أهل مكة، وليس في رواته إلا مكي. =
2 -
وعنده (1): "وَدِدْتُ أَنَّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أَتْعَبْتُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي".
قوله: "عن عائشة: إني دخلت البيت" إلى قوله: "أتعبت أمتي من بعدي" وذلك أنهم يقتدون به صلى الله عليه وسلم فيدخلون الكعبة فيشق عليهم الزحام ويغلب الأقوياء على الضعفاء كما هو الواقع، وذكر الحافظ ابن حجر (2) باستحباب دخول الكعبة لما روى البيهقي (3) من حديث ابن عباس مرفوعًا: من دخل البيت دخل في جنة وخرج مغفورًا له" قال البيهقي (4): تفرّد به عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف، قال ابن حجر (5): ومحل استحبابه ما لم يؤذ أحدًا بدخوله.
واعلم أنه ليس دخول الكعبة من مناسك الحج كما صرّح به ابن عباس من قوله في رواية ابن أبي شيبة (6).
= قلت: وفيه إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفيراء، بالمهملة والفاء مصغر؛ صدوق كثير الوهم. "التقريب" رقم (465).
- فهو ضعيف في المتابعات والشواهد.
والحديث حسن لغيره. والله أعلم.
(1)
أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (873).
(2)
في "فتح الباري"(3/ 466).
(3)
في "السنن الكبرى"(5/ 158)، وقال:"تفرد به عبد الله بن المؤمل وليس بالقوي".
وأخرجه ابن خزيمة رقم (3013).
- في إسناده عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف.
انظر: "الجرح والتعديل"(5/ 175)، "الكامل"(4/ 1454)، "الميزان"(2/ 510).
(4)
في "السنن الكبرى"(5/ 158).
(5)
في "فتح الباري"(3/ 466).
(6)
ذكره الحافظ في "الفتح"(3/ 466).
وحكى القرطبي (1) أنّ دخوله من مناسك الحج، وردّ بأنه صلى الله عليه وسلم إنما دخله عام الفتح ولم يكن يومئذٍ محرمًا ولم يدخله في حجته كما صرّح به جماعة من أهل العلم، كان هذا [168 ب] الدخول في عام الفتح كما وقع مبيناً في رواية يونس بن يزيد عن نافع عند البخاري (2) في [باب] (3) الجهاد وفيها:"أقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته" سيأتي أنه دخل البيت ومعه بلال وعثمان بن طلحة فقال لعثمان: ائتنا بالمفتاح فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب فدخل.
3 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم البَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلَالٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ رضي الله عنهم فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ. فَلمَّا فَتَحُوا، كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ، فَلَقِيتُ بِلَالاً فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ، بَيْنَ العَمُودَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ. وَذَهَبَ عَنِّي أنْ أسْأَلَهُ كَمْ صَلّى. أخرجه الستة (4). [صحيح].
4 -
وفي رواية (5): فَسَأَلْتُ بِلَالاً حِينَ خَرَجَ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: جَعَلَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِيْنِهِ وَعَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ، وَكَانَ البَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ ثُمَّ صَلَّى.
(1) في "المفهم"(3/ 429).
(2)
في "صحيحه" رقم (4400).
(3)
زيادة من (أ).
(4)
أخرجه البخاري رقم (397)، ومسلم رقم (389/ 1329)، وأبو داود رقم (2023)، وابن ماجه رقم (3063)، والنسائي رقم (692)، ومالك في "الموطأ"(1/ 398).
(5)
البخاري في "صحيحه" رقم (505)، ومسلم رقم (1329)، وأبو داود رقم (2023).
5 -
وفي رواية (1): صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَنْ يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ. [صحيح].
6 -
وفي أخرى لمسلم (2): أَقْبَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْحِ عَلَى نَاقتِهِ القَصوَاءِ وَهْوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ. [صحيح].
7 -
وفي أخرى (3): عَلَى نَاقَةٍ لأُسَامَةَ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الكَعْبَةِ ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَقَالَ: "ائْتِنِي بِالمِفْتَاحِ". فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ فَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ. فَقَالَ: وَالله لَتُعْطِيَنَّهُ أَوْ لَيَخْرُجَنَّ هَذَا السَّيْفُ مِنْ صُلْبِي فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَفَتَحَ وَذَكَرَ نَحْوهُ. [صحيح].
قوله: "في رواية نافع وعثمان بن طلحة"(4) هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عبد الدار بن قصي بن كلاب الحجبي، بفتح المهملة والجيم، يقال له: ولآل أبيه الحجبة لحجبهم الكعبة، ويعرفون الآن بالشيبيين نسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وهو ابن عم عثمان هذا لا ولده، وله أيضاً صحبة.
قوله: "فسألت بلالاً" السائل هو ابن عمر.
وَقوله: "العمودين اليمانيين" هذا إخبارٌ عمّا كانت الكعبة تلك المدة، وقد غيّرت بهدم ابن الزبير عمّا كانت عليه.
(1) البخاري في "صحيحه" رقم (397)، ومسلم رقم (396/ 1331).
(2)
في "صحيحه" رقم (1329).
(3)
أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (390/ 1331).
(4)
ذكره الحافظ في "الفتح"(3/ 464).
قوله: "أن أسأله كم صلى" قد وقع بيان الكمية في رواية مجاهد عن ابن عمر [169 ب] أنه صلّى صلى الله عليه وسلم ركعتين، وجمع ابن حجر (1) بين هذه الرواية وتلك بأنه نسي أن يسأله، وأخبر بذلك ثم سأله مرة أخرى فأخبره أنه صلى ركعتين، فأخبر به ابن عمر أو نحو هذا.
8 -
وفي أخرى لمسلم (2) أيضاً عن ابن عباس قال: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِدُخُولِهِ. وَقَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا دَخَلَ البَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ، فَلمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قِبَلِ البَيْتِ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ "هَذِهِ القِبْلَةُ". [صحيح].
9 -
وفي أخرى للبخاري (3): دَخَلَ الكَعْبَةَ وَفِيْهَا سِتّةُ سَوَارِي فَقَامَ عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ فَدَعَا وَلَمْ يُصَلِّ. [صحيح].
10 -
وعند النسائي (4): دَخَلَ الكَعْبَةَ وَسَبَّحَ فِي نَوَاحِيْهَا وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى خَرَجَ وَصَلّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ. [إسناده صحيح].
11 -
وفي أخرى له (5): دَخَلَ فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ البَابَ جَلَسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الكَعْبَةِ فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَخَدَّهُ عَلَيْهِ وَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الكَعْبَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِير وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى الله تعالى وَالمَسْأَلَةِ وَالِاسْتَغْفَارِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الكَعْبَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ "هَذِهِ القِبْلَةُ". [إسناده صحيح].
(1)"فتح الباري"(3/ 465).
(2)
في "صحيحه" رقم (395/ 1330).
(3)
في "صحيحه" رقم (398).
(4)
في "السنن" رقم (2915) بإسناد صحيح.
(5)
في "السنن" رقم (2914) بإسناد صحيح.
"القَصْوَاءُ"(1) التي قُطِعَ طَرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك وإنما كان لَقبًا لها.
قوله: "ولم يصل فيه حتى خرج" هذه تعارض ما تقدم، واختلف في الجمع بينهما فرجح بعضهم رواية بلال؛ لأنَّه مثبت وغيره ناف، ومن جهته أنه لم يختلف عليه في الإثبات واختلف على من نفى (2).
وقال النووي (3): يجمع بين إثبات بلال ونفي أسامة بأنّهم لمّا دخلوا الكعبة اشتغلوا بالدعاء فرأى أسامة النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فاشتغل أسامة بالدعاء في ناحية، والنبي صلى الله عليه وسلم في ناحية، ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية فرآه بلال؛ لقربه منه ولم يره أسامة لبعده واشتغاله.
قال النووي في "شرح مسلم"(4): أجمع أهل العلم على الأخذ برؤية بلال؛ لأنه مثبت ومعه زيادة علم فوجب ترجيحه.
وقال المهلب (5): يحتمل أن يكون دخل البيت مرتين صلى في أحدهما ولم يصلِ [170 ب] في الأخرى، ورُدَّ بأنه صلى الله عليه وسلم دخلها مرة واحدة في الفتح ولم يدخلها في غيرها بالاتفاق.
12 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَبَى أَنْ يَدْخُلَ البَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ عليهما السلام فِي أَيْدِيهِمَا الأَزْلَامُ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قَاتَلَهُمُ الله، أَمَا وَالله لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُما لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ". فَدَخَلَ البَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. أخرجه البخاري (6).
(1) تقدم شرحها.
(2)
ذكره الحافظ في "فتح الباري"(3/ 465).
(3)
في شرحه لصحيح مسلم (9/ 82).
(4)
في شرحه لصحيح مسلم (9/ 82).
(5)
ذكره الحافظ في "الفتح"(3/ 469).
(6)
في "صحيحه" رقم (1601).
"الأَزْلامُ" القِدَاحُ التي كانوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا.
قوله: "في حديث ابن عباس: وفيه الآلهة" أي: الأصنام، أطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون.
قال الحافظ (1): وفي جواز إطلاق ذلك وقفة، والذي يظهر كراهته، وكانت تماثيل على صور شتى [188/ أ] فامتنع صلى الله عليه وسلم من دخول البيت وهي فيه؛ لأنّه لا يقر على باطل، ولا يحب فراق الملائكة، والملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة (2).
قوله: "أما والله" في البخاري (3): "أُم والله" بغير ألف، "لقد علموا" قيل: وجه ذلك أنهم كانوا يعلمون [أنّهم أول](4) من أحدث الاستقسام بها افتراءً عليهما لتقدمهما على عمرو.
قوله: "فكبّر في نواحيه" بوّب البخاري (5) لهذا فقال: باب من كبّر في نواحي الكعبة، وذكر حديث (6) ابن عباس هذا، قال الحافظ (7): أورد فيه حديث ابن عباس: "أنه صلى الله عليه وسلم كبّر في نواحي البيت ولم يصلِّ فيه".
قال (8): وصحّحه المصنف واحتج به مع كونه يرى تقديم حديث بلال في إثباته الصلاة فيه عليه، ولا معارضة في ذلك بالنسبة إلى الترجمة؛ لأنّ ابن عباس أثبت التكبير ولم يتعرض له
(1) في "الفتح"(3/ 469).
(2)
ذكره الحافظ في "فتح الباري"(3/ 469).
(3)
في "صحيحه" رقم (1601).
(4)
كذا في المخطوط (أ. ب)، والصواب: اسم أول. "فتح الباري"(3/ 469).
(5)
في "صحيحه"(3/ 468 الباب رقم 54).
(6)
رقم (1601)
(7)
في "فتح الباري"(3/ 468).
(8)
أي: الحافظ ابن حجر في "الفتح"(3/ 468).
بلال، وبلال أثبت الصلاة ونفاها ابن عباس، فاحتج المصنف بزيادة ابن عباس، وقدّم إثبات بلال على نفي غيره. انتهى.
وقدمنا وجه الجمع بين الإثبات والنفي والترجيح.
13 -
وعن الأسْلَمِيّةِ قالت: قُلْتُ لِعُثْمَانَ رضي الله عنه: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ دَعَاكَ؟ قال: قَالَ لِي: "إِنِّي نَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَ القَرْنَيْنِ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي البَيْتِ شَيءٌ يَشْغَلُ المُصَلِّىَ".
أخرجه أبو داود (1). [صحيح]
"التَّخْمِيرُ" التغطية.
قوله: "والتخمير"(2) بالخاء المعجمة، التغطية.
وَ"القرنان" هما قرنا الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام وكانا معلّقين داخل البيت [171 ب].
14 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَدْخُلَ البَيْتَ وَأُصَلِّيَ فِيهِ فَأَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي فِي الحِجْرِ فَقَالَ: "صَلِّي فِيهِ إِنْ أَرَدْتِ دُخُولَ البَيْتِ فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنْهٌ، وإِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا حِينَ بَنَوُا الكَعْبَةَ فَأَخْرَجُوهُ عَنِ البَيْتِ". أخرجه الأربعة (3). [حسن].
قوله: (اقتصروا) لفظ البخاري (4): "قصّرت بهم النفقة".
(1) في "السنن" رقم (2030)، وهو حديث صحيح.
(2)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 531).
(3)
أخرجه أبو داود رقم (2028)، والترمذي رقم (876)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي رقم (2912).
(4)
في صحيحه رقم (1584)، وأخرجه أحمد (6/ 57، 102، 239)، ومسلم رقم (400/ 1333) بنحوه.
قال ابن حجر (1): بتشديد الصاد أي: [النفقة](2) الطيبّة التي أخرجوها لذلك كما جزم به الأزرقي وغيره، وذلك أنّهم قالوا: لا تدخلوا فيه من كسبكم [إلاّ طيبًا](3) ولا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس.
15 -
وفي أخرى للنسائي (4): قُلْتُ: يَا رَسُولِ الله! أَلَا أَدْخُلُ البَيْتَ؟ قال: "ادْخُلِي الحِجْرَ فَإِنّهُ مِنَ البَيْتِ". [صحيح].
16 -
وعن نافع قال: كانَ ابْنُ عُمَر رضي الله عنهما إِذَا دَخَلَ الكَعْبَةَ يَمشِي قِبَلَ وَجْهِهِ حِينَ يَدْخُلُ وَيَجْعَلُ البَابَ قِبَلَ ظَهْرِهِ، وَيَمْشِي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِدَارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ فَيُصَلِّي، يَتَوَخَّى المَكَانَ الَّذِي أَخْبَرَهُ بِلَالٌ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ. قال: وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَأْسٌ أَنْ يُصَلِّيَ فِي أَيِّ نَوَاحِي البَيْتِ شَاءَ. أخرجه البخاري (5). [صحيح].
"التّوَخِّي"(6) القَصْدُ والاعتماد.
(1) في "فتح الباري"(3/ 442).
(2)
سقطت من المخطوط. وأثبتناها من "فتح الباري".
(3)
كذا في المخطوط والذي في "فتح الباري": إلا الطيب.
(4)
في "السنن" رقم (2911) وهو حديث صحيح.
(5)
في "صحيحه" رقم (1599).
(6)
"النهاية" في غريب الحديثِ (2/ 833)، "غريب الحديث" للهروي (2/ 234).