الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس (1): الوقوف والإفاضة
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في الوقوف وأحكامه
قوله: "الفصل الأول: في الوقوف وأحكامه"(2).
1 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَهَا يَقِفُونَ بِالمُزْدَلِفَةِ، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الحُمْسَ، وَكَانَ سَائِرُ العَرَبِ يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ: فَلمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ أَمَرَ الله تَعَالى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتِيَ عَرَفَة فَيَقِفَ بِهَا ثُمَّ يُفِيضَ مِنْهَا. وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} . أخرجه الخمسة (3). [صحيح].
قوله: "في حديث عائشة الحُمس"(4) بالمهملتين بزنة حُمس جمع أحمس وهم قريش وأصلها الشدة والشجاعة (5).
وقوله: " [أول الحديث] (6) ومن دان دينها" روى الجزي عن أبي عبيدة (7) قال: كانت قريش إذا خطب إليهم الغريب اشزطوا عليه أنّ ولدها على دينهم.
(1) في (ب) زيادة في.
(2)
لا يوجد أي شرح.
(3)
أخرجه البخاري رقم (1665، 4520)، ومسلم رقم (1219)، وأبو داود رقم (1910)، وابن ماجه رقم (3018) بنحوه، والترمذي رقم (884)، والنسائي رقم (3012).
(4)
انظر: "القاموس المحيط"(ص 69)، "فتح الباري"(8/ 72).
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(3/ 234).
(6)
زيادة من (أ).
(7)
ذكره الحافظ في "الفتح"(3/ 517).
فدخل في الحُمس من غير قريش (1) خزاعة وبنو كنانة وبنو عامر بن صعصعة يعني وغيرهم.
قوله: "وذلك" أي: أمر الله رسوله أن يقف بعرفة أخذ من قوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} فالأمر له صلى الله عليه وسلم ولأتباعه، والمراد بالناس [إبراهيم عن الضحاك وعنه المراد الإمام](2).
2 -
وفي رواية (3): قالت عائشة رضي الله عنها: الحُمسُ: هُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ الله تَعَالَى فِيهِمْ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قَالَتْ: وَكَانَ النَّاس يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَكَانَ الحُمْسُ يَفيْضُون مِنَ المْزدَلِفَةِ، يَقُوُلونَ: لَا نُفِيضُ إِلَاّ مِنَ الحَرَمِ. فَلمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} رَجَعُوا إِلَى عَرَفَاتَ.
3 -
وذكر رزين رواية قال: كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينِهَا - وَهُمُ الحُمْسُ - يَقِفُونَ بِالمُزْدَلِفَةِ، وَيقُوُلونَ: نَحنُ قَطِينُ الله تَعَالَى - أيْ جِيْرَانُ بَيْتِ الله تَعَالى - فَلَا نَخْرُجُ مِنْ حَرَمِهِ، وَكَانَ يَدْفَعُ بِالعَرَبِ أبُو سَيَّارَةَ عَلَى حِمَارٍ [عُرْي](4) مِنْ عَرَفَةَ.
"الحُمْسُ"(5) قريش: سُمِّيت بذلك لشجاعتها وشدتها.
(1) قال الحافظ في "الفتح"(3/ 517): "ثقيف وليث
…
".
(2)
كذا العبارة في المخطوط. وصواب ذلك كما في "فتح الباري": وروى ابن حاتم وغيره عن الضحاك أن المراد بالناس إبراهيم الخليل عليه السلام، وعنه المراد به الإمام، وعن غيره آدم.
(3)
أخرجها البخاري رقم (1665، 4520)، ومسلم رقم (151، 152/ 1219).
(4)
في المخطوط عَرَبيًّ، وما أثبتناه من "الجامع"(3/ 234).
(5)
تقدم شرحها.
قوله: "وذكر رزين في رواية" بل أخرجها ابن ماجه (1) والبيهقي (2) عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت قريش [172 ب]: نحن قواطن البيت لا نخرج من الحرم، فقال الله:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (3).
قوله: "أي جيران بيت الله" هذا التفسير في رواية رزين في "الجامع"(4)، وفسّره ابن الأثير في غريبه (5) بقوله: قطين الله، يقال: قطن المكان إذا أقام فيه، فهو قاطن وَالجمع قُطَّان وقَطِين، والقطين سكن الدار، فيكون على حذف [مضاف](6)، أي: سكن بيت الله. انتهى.
وفي ضياء العلوم (7): القطين خدم الرَّجل وحشمه، وعلى هذا فلا حاجة إلى تقدير مضاف قوله:"أبو سيارة" هو بالمهملة وتشديد المثناة التحتية، رجل من العرب، جاهلي كان يدفع فيمر بالناس من المزدلفة في موسم الحج، واسم أبي سيارة قيل: عمرو، وكانت له أتان
(1) في "السنن" رقم (3018).
(2)
في "السنن الكبرى"(5/ 113): عن عائشة رضي الله عنها فالت: قالت قريش: نحن قواطن البيت لا نُجاوزُ الحرم، فقال الله عز وجل:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ، وهو حديث صحيح.
وأخرج الترمذي في "السنن" رقم (884) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش ومن كان على دينها، وهم الحُمس يقفون بالمزدلفة يقولون: نُحنُ قطينُ الله، وكان من سواهم يقفون بعرفة فأنزل الله عز وجل:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} .
(3)
سورة البقرة الآية (199).
(4)
(3/ 234).
(5)
"غريب الجامع"(3/ 234 - 235)، وانظر:"النهاية في غريب الحديث"(2/ 472).
(6)
كذا في المخطوط (أ. ب)، والذي في "الجامع": المضاف.
(7)
قاله نشوان الحميري في "شمس العلوم"(8/ 5549).
عوراء يقال: أنه وقف عليها أربعين سنة في المواقف، وإياها يعني: الراجز في قوله: حتى يجيز سالم حماره.
4 -
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَةَ، فَقُلْتُ. هَذَا وَالله مِنَ الحُمْسِ فَمَا شَأْنُهُ هَا هُنَا؟ وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَدُّ مِنَ الحُمْسِ. أخرجه الشيخان (1) والنسائي (2). [صحيح].
5 -
وعن عمرو بن عبد الله بن صَفْوان عن يزيد بن شيبان الأزدي رضي الله عنه قال: أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه وَنَحْنُ وُقُوفٌ بالمَوْقِفِ مَكَانًا يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو (3) عَنِ الإِمامِ. فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ، يَقُولُ:"كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ، فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أبيكم إِبْرَاهِيمَ". أخرجه أصحاب السنن (4). [صحيح].
"المَشَاعرُ"(5) جمع مَشْعَر؛ وهو المَغْلَم، والمراد [بها](6) معالم الحج.
قوله: "أتانا ابن مربع" بفتح الميم وسكون الراء وفتح الموحدة واسمه زيد، له رواية.
(1) أخرجه البخاري رقم (1664)، ومسلم رقم (1220).
(2)
في "السنن"(3013).
(3)
في (أ) عمر. وما أثبتناه من (ب) ومصادر التخريج.
وعمرو: هو عمرو بن عبد الله بن صفوان.
(4)
أخرجه أبو داود رقم (1919)، والترمذي رقم (883)، والنسائي رقم (3014)، وابن ماجه رقم (3011) ، وهو حديث صحيح.
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(3/ 236).
(6)
كذا في المخطوط، والذي في "غريب الجامع" به.
قوله: "أخرجه [أبو داود] "(1)(2) وقال المنذري (3): وأخرجه الترمذي (4) والنسائي (5) وابن ماجه (6).
وقاله الترمذي (7): حديث ابن مربع الأنصاري حديث [حسن](8) لا نعرفه إلاّ من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن موج أسمه يزيد بن مربع الأئصارى، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد. انتهى.
قال المنذري (9): وقال غيره اسمه عبد الله وقيل: زيد.
6 -
وعن نُبَيط بن شريط الأشجعي رضي الله عنه قال: رَأيتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عرَفةَّ وَاقِفًا عَلَى جَمَلٍ أحْمرَ يَخْطُبُ. أخرجه أبو داود (10) والنسائي (11).
وزاد: بَعْدَ الصَّلاةِ. [صحيح].
(1) في "السنن" رقم (1919).
(2)
في نص حديث التيسير: "أخرجه أصحاب السنن" وليس كما أورد الشارح.
(3)
في مختصر "السنن"(2/ 397)
(4)
في "السنن" رقم (883).
(5)
في "السنن" رقم (3014).
(6)
في "السنن"(3011). وهو حديث صحيح.
(7)
في "السنن"(3/ 230).
(8)
في نسخة الترمذي والتي بين يدينا "حسن صحيح".
(9)
في "مختصر السنن"(2/ 397).
(10)
في "السنن" رقم (1916).
(11)
في "السنن" رقم (3007، 3008).
وهو حديث صحيح.
قوله: "وعن نبيط"(1) هو بضم النون وفتح الموحدة [173 ب] وسكون المثناة التحتية، وشريط بفتح الشين المعجمة وكسر الراء، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبته في حجة الوداع.
قوله: "أخرجه أبو داود".
قلت: أخرجه عن سلمة بن نبيط عن رجل من الحي عن أبيه نبيط.
قلت: فيه مجهول إلاّ أنه قال المنذري (2): أنّه أخرجه النسائي (3) وابن ماجه (4) عن سلمة ابن نبيط، ولم يقولا عن رجل من الحي، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5) كذلك قال: وأبوه - أي أبو سلمة - هو نبيط بن شريط له صحبة ولأبيه صحبة.
7 -
وعن العَدَّاء بن خَالِدٍ بِنَ هَوْذَة العامري رضي الله عنه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ الناسَ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ قَائمًا في الرِّكابَيْنِ (6). [صحيح].
قوله: "وعن العدّاء"(7) بفتح العين المهملة وتشديد الدال المهملة، وهوذة بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الذال المعجمة، صحابي أسلم بعد الفتح، وكان يسكن البادية.
قوله في حديثه: "على بعير" هذا هو المعروف في أحاديث حجه صلى الله عليه وسلم.
(1) انظر: "التقريب"(2/ 297 رقم 40).
(2)
في مختصر "السنن"(2/ 396).
(3)
في "السنن" رقم (3007، 3008).
(4)
في "السنن" رقم (1286) دون قوله: "أحمر".
(5)
(4/ 2/ 137 رقم 2476).
(6)
أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (1917). وهو حديث صحيح.
(7)
انظر: "التقريب"(2/ 16 رقم 133).
8 -
وعن زيد بن أسْلم عن رجلٍ من بني ضُمرَة عن أبيه أو عمِّهِ قال: رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ عَلَى المِنْبَرِ بِعَرَفَةَ (1). [ضعيف].
قوله: "في حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة" هو رجل مجهول، فلا يثبت الحديث.
9 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: غَدَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مِنًى حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ صَبِيحَةَ يَوْمِ عَرَفَةَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَنَزَلَ بِنَمِرَةَ وَهُوَ مَنْزِلُ الأُمَرَاء الَّذِي تَنْزِلُ فِيْهِ بِعَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ رَاحَ صلى الله عليه وسلم مُهَجِّرًا، فَجَمَعَ بينَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ رَاحَ فَوَقَفَ عَلَى المَوْقِفِ مِنْ عَرَفَةَ (2). أخرج هذه الأحاديث الثلاثة أبو داود. [ضعيف].
"التّهْجيرُ"(3) هنا السير عند الهاجرة، وهي شدَّة الحر.
قوله: "في حديث ابن عمر: فنزل بنمرة" بفتح النون وكسر الميم، في "القاموس" (4): موضع بعرفات، أو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك خارجًا من المأزميْن، يريد الموقف، ومسجدها معروف. انتهى.
وفي قول ابن عمر: "وهي منزل الأمراء الذي تنزل بعرفة" ما يدل أنها من عرفة.
10 -
وعن نافع قال: كَانَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالعَصْرَ وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِمِنًى ثُمَّ يَغْدُو إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى عَرَفَةَ. أخرجه مالك (5). [موقوف صحيح].
(1) أخرجه أبو داود رقم (1915).
(2)
أخرجه أبو داود رقم (1913)، وهو حديث شاذٌّ.
(3)
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 894): التَّهجير: التَّكبيرُ إلى كلِّ شيء والمبادرة إليه.
وانظر: "الفائق" للزمخشري (1/ 409).
(4)
"القاموس المحيط"(ص 627).
(5)
في "الموطأ"(1/ 400 رقم 195)، وهو أثر موقوف صحيح.
11 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمِنًى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ وَالفَجْرَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَاتٍ. أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2).
12 -
وعن أبي داود (3): صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ الترْوِيَةِ، وَالفَجْرَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِمِنَى. [صحيح]. [189/ أ] قوله:"والفجر يوم عرفة بمنى" أي: وصلى بها أربع صلوات قبل ذلك كما [دلت](4) له حديث ابن عباس، ومنى بكسر الميم، والأشهر تخفيف نونها وتصرف [174 ب] ولا تصرف وتذكر وتؤنث، سميت بذلك لما يمنى فيها من الدماء، أي: يراق.
13 -
وعن عروة بن مُضَرِّس الطائي رضي الله عنه قال: أتيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِالمُزْدَلِفَةِ حِينَ أقامَ الصَّلَاةَ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي جِئْتُ مِنْ جَبَلَي (5) طَيِّءٍ أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَالله يا رَسُولَ الله مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبَلٍ إِلَاّ وَقَفْتُ عَلَيْه فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ صَلّى مَعَنَا صَلَاَتنَا هذِهِ هَا هُنَا ثُمَّ أَقامَ مَعَنَا وَقَدْ وَقَفَ قَبْلَ ذلِكَ بِعَرَفَةَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًاً فَقَدْ تَمَّ حَجَهُ وَقَضَى تَفَثَهُ". أخرجه أصحاب السنن (6). [صحيح].
(1) في "السنن" رقم (1911) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم التروية، والفجر يوم عرفة بمنى. وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن" رقم (879). وهو حديث صحيح.
(3)
تقدم نصه وهو حديث صحيح.
(4)
كذا في المخطوط "أ. ب" ولعلها دلَّ.
(5)
جبلي طيء: هما جبل سلمى وجبل أجا. قاله المنذري.
(6)
أخرجه أبو داود رقم (1950)، والترمذي رقم (891)، وابن ماجه رقم (3016)، والنسائي رقم (3039، 3043)، وهو حديث صحيح.
قوله: "وعن عروة (1) بن مضرس" بضم الميم وتشديد الراء وكسرها، وبالضاد المعجمة والسين المهملة، ومضرس هو ابن أوس بن حارثة بن لام (2) من بني سعد بن جديلة بن طي.
قوله: "حين أقام الصلاة" قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالمزدلفة ثلاث صلوات: المغرب والعشاء والفجر، والمراد هنا الفجر.
قوله: "من حبل"(3) ضبط بالحاء المهملة، قال ابن الأثير (4): أحد حبال الرَّمل، وهو ما اجتمع منه واستطال وارتفع. انتهى.
وكأنه يريد من حبال عرفة؛ لأنه لا يشرع الوقوف إلاّ بها، وهذا دليل على أنّ شهود صلاة الفجر بالمزدلفة نسك لا يتم الحج إلاّ به، وقد أطلنا البحث فيه في حواشي ضوء النهار (5)، وذكرنا أقوال الناس في ذلك.
قوله: "تفثه"(6) بفتح المثناة الفوقية، ففاء مفتوحة، فمثلثة، هو كل ما "يفعل"(7) المحرم إذا أحلَّ من الحلق والتقليم والطيب ونحو ذلك.
(1) انظر: "التقريب"(2/ 19 رقم 164)، "الاستيعاب" رقم (1824).
(2)
ابن لام الطائي، له صحبة، يعد في الكوفيين، روى عنه شعبة.
(3)
الذي في متن الحديث "جبل" وهي رواية.
(4)
في "غريب الجامع"(3/ 240).
وقال ابن الأثير في "النهاية"(1/ 326) الحبل: المستطيل من الرَّمل، وقيل: الضخم منه، وجمعه حبال، وقيل: الحبال من الرَّمل كالجبال في غير الرَّمل.
وانظر الصحاح (4/ 1665).
(5)
في "منحة الغفار" (3/ 601 - 605 - مع الضوء" بتحقيقي.
(6)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 191)، "الفائق" للزمخشري (3/ 28).
(7)
كذا في المخطوط. ولعل الصواب: يفعله.
14 -
وعن عبد الرحمن بن يَعْمُر الدِّبلي رضي الله عنه. أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ مُنَادِيَهُ وَهُوَ بِعَرَفَةَ أَنْ يُنَادِيَ: "الحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَقَدْ أدْرَكَ الحَجَّ أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيه، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ". أخرجه أصحاب السنن (1). [صحيح].
قوله: في حديث عبد الرحمن بن يعمر: "الحج عرفة" أي: الوقوف بها هو أعظم أعمال الحج يفوت الحج بفواته [175 ب] فجعل كأنه كل (2) المناسك.
قوله: "ليلة جمع"(3) جمع اسم علم للمزدلفة، سمي به لاجتماع آدم بحواء فيه، كذا جاء عن ابن عباس (4).
وقوله: "قبل طلوع الفجر" هذا يؤكد أنّ صلاة الفجر بجمع من المناسك كما دلّ له الأول.
(1) أخرجه أبو داود رقم (1949)، والترمذي رقم (889)، والنسائي رقم (3044)، وابن ماجه رقم (3015).
وأخرجه أحمد (4/ 309)، وابن حبان رقم (3892)، والحاكم (2/ 278)، وقال: صحيح ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. والدارقطني (2/ 241)، والبيهقي (5/ 173)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 210)، وفي "مشكل الآثار" رقم (3369)، والطيالسي رقم (309، 1310)، وعبد بن حميد في المنتخب رقم (310)، والبخاري في تاريخه (5/ 243)، وغيرهم من طرق. وهو حديث صحيح.
(2)
انظر: "المغني"(5/ 267)، "المجموع شرح المهذب"(8/ 129).
(3)
انظر: "فتح الباري"(3/ 552).
(4)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(3/ 242).
15 -
وعن علي رضي الله عنه قال: وَقَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى قُزَحَ فقَالَ: "هَذَا قُزَحُ وَهُوَ المَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهُ مَوْقِفٌ. وَنَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كلُّهَا مَنْحَرٌ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ". أخرجه أبو داود (1). [صحيح].
قوله: "في حديث علي عليه السلام فقال: هذا قزح" بالقاف فزاي فحاء مهملة بزنة عمر في "القاموس"(2) أنه جبل بالمزدلفة.
وقوله: "وهو الموقف" أي: موقف ذكر الله المأمور به في قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (3)، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أنّ هذه المواضع الشريفة كلها موضع فيها محل العبادة التي أمر الله بها عباده، فلا يتوهم أنّ محلها ليس إلاّ حيث وقف صلى الله عليه وسلم ونحر.
قوله: "أخرجه أبو داود"، قال المنذري (4): وأخرجه الترمذي (5) وابن ماجه (6) مختصراً ومطولاً، وقال الترمذي (7): حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلاّ من هذا الوجه. انتهى.
(1) في "السنن" رقم (1935)، وهو حديث صحيح.
(2)
"القاموس المحيط"(ص 302).
(3)
سورة البقرة الآية (198).
(4)
في مختصر "السنن"(2/ 403).
(5)
في "السنن" رقم (885).
(6)
في "السنن" رقم (3010).
(7)
في "السنن"(3/ 233).