الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: فيما لا يجزي منها
1 -
عن عليٍّ رضي الله عنه قال: "أمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ نَسْتَشْرِفَ العينَ والأُّذُنَ، وأنْ لا نُضحِّي بِمقَابَلةٍ، ولا مُدَابَرةٍ، ولا شَرْقَاءَ، ولا خَرْقَاء" أخرجه أصحاب السنن (1). [مجموع طرقه].
"المقَابَلةُ"(2) التي قطِع من مُقَدِّم أذُنها قطعة وتُركت مُعَلَّقة فيها كأنهَا زَنَمة.
"والمدَابرَة"(3) التي فعل بها ذلك من مُؤَخِر أُذنها. واسم الجِلدة فيها الإقبالة والإدبارة.
(1) أخرجه أبو داود رقم (2804)، والترمذي رقم (1498)، والنسائي رقم (4374)، وابن ماجه رقم (3142).
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (1/ 108، 149)، وابن حبان رقم (5920)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 224)، وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 275)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(4/ 169).
قال الألباني في الإرواء (4/ 363 - 364) تعقيبًا على تصحيح الحاكم وموافقة الذهبي بقوله: "فيه نظر، فإن أبا إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي كان اختلط ثم هو مدلس وقد عنعنه، وروى الحاكم من طريق قيس بن الربيع، قال: قلت لأبي إسحاق: سمعته من شريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه.
قلت: وابن أشوع اسمه سعيد بن عمرو، وهو ثقة من رجال الشيخين، فإذا صحّ أنه هو الواسطة بين أبي إسحاق وشريح، فقد زالت شبهة التدليس، وبقيت علة الاختلاط.
وله طرق أخرى عن علي رضي الله عنه، أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 132).
وجملة القول: أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، وذكر القرن فيه منكر عندي لتفرد جريّ بن كلب به، مع مخالفته لما رواه حجية بن عدي عن علي
…
" اهـ.
(2)
انظر: "القاموس المحيط"(ص 1351). "النهاية في غريب الحديث"(2/ 410 - 411).
(3)
"القاموس المحيط"(ص 499). "النهاية في غريب الحديث"(1/ 551).
"وَالشَّرْقَاءُ"(1) التي شُقَّت أُذنها فهي شاة شَرْقاء.
"وَالخَرْقَاءُ"(2) من الغنم: التي في أذنها خَرْق، وهو ثقْب مُستَدِير.
قوله: "في حديث علي رضي الله عنه: أخرجه أصحاب السنن"[199 ب].
قلت: أخرجه الترمذي من طريقين، قال في الثانية (3): وزاد - أي الراوي - فيه قال: المقابلة: ما قطع طرف أذنها، والمدابَرة: ما قطع من جانب الأذن، والشرقاء المشقوقة والخرقاء المثقوبة، ثم قال (4): هذا حديث حسن صحيح، وظاهره: أنّ هذا التفسير مرفوع.
وفسّره المصنف بما تراه ثم لا يخفى أنّ صدر الحديث فيه استشراف العين والأذن ولم يأت هنا إلاّ عيوب الأذن، نعم تأتي عيوب العين في حديث البراء، وهو الثاني، وذكر فيه أربعة عيوب وهي: المرض، والعجف، والعور، والعرج البيّنان، فأجمع العلماء أنها لا تجزئ التضحية معها، وكذا ما كان في معناها أو أقبح كالعمى وقطع الرجل وشبهه.
2 -
وعن عبيد بن فيروز عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ عَرَجُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي".
أخرجه الأربعة (5). [صحيح].
(1)"القاموس المحيط"(ص 1158).
(2)
"النهاية"(1/ 485). "الفائق" للزمخشري (2/ 231).
(3)
في "السنن"(4/ 86 - 87) بإثر الحديث رقم (1498).
(4)
أي: الترمذي في "السنن"(4/ 87).
(5)
أخرجه أبو داود وقم (2802)، والترمذي رقم (1497)، والنسائي رقم (4369)، وابن ماجه رقم (3144). =
"الْعَجَفُ"(1): الهُزال والضَّعف. والنَّقيُ (2): المخ.
قوله: "ولا بالعجفاء" العجفاء: المهزولة.
وقوله: ["لا تُنْقي" (3)] بضم أوله وسكون النون وكسر القاف أي: لا نقي (4) لها وهو المخّ الذي في العظام.
قوله: "أخرجه أصحاب السنن".
قلت: وقال الترمذي (5): إنّه حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلاّ من حديث عبيد بن فيروز عن البراء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، انتهى.
= وأخرجه أحمد (4/ 301)، والدارمي (2/ 76 - 77)، والطيالسي (1/ 230 رقم 2010 - منحة المعبود)، وابن خزيمة رقم (2912)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 168)، والحاكم (1/ 467 - 468)، والبيهقي (5/ 242) و (9/ 274) من طريق شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء به.
وقال الحاكم: حديث صحيح ولم يخرجاه لقلة روايات سليمان بن عبد الرحمن، وقد أظهر علي بن المديني في "العلل" لم يسمع من عبيد بن فيروز.
قلت: وقد صرَّح سليمان بسماعه من عبيد في رواية شعبة.
ولذلك قال أحمد: ما أحسن حديثه في الضحايا.
"تهذيب التهذيب"(4/ 182 - 183 رقم 355).
وهو حديث صحيح.
(1)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(3/ 335).
(2)
قال ابن الأثير في "النهاية"(2/ 791) أي: التي لا مُخَّ لها؛ لضعفها وهزالها.
(3)
في (ب): ولا تنفي.
(4)
انظر: "المجموع المغيث"(3/ 346).
(5)
في "السنن"(4/ 89).
وفي "التقريب"(1): عبيد بن فيروز ثقة.
3 -
وعن يزيد [ذُو](2) مِصْرَ قال: أَتَيْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ! إِنِّي خَرَجْتُ ألْتَمِسُ الضَّحَايَا فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا يعْجِبُنِي غَيْرَ ثَرْمَاءَ فكَرِهْتُهَا فَمَا تَقُوُل؟ قَالَ: أَفَلَا جِئْتَنِي بِهَا؟ قُلْتُ: سُبْحَانَ الله! تَجُوزُ عَنْكَ وَلَا تَجُوزُ عَنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنتَ تَشُكُّ وَأَنَا لَا أشُكُّ. إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ المُصْفَرَّةِ، وَ"المُسْتَأْصَلَةِ، والْبَخْقَاءِ، والمُشَيَّعَةِ، وَالْكَسْرَاءِ.
" فَالمُصْفَرَّةُ": الَّتِي تُسْتَأْصَلُ أُذُنُهَا حَتَّى يَبْدُوَ صِمَاخُهَا.
"وَالمُستَأْصَلَةُ": الَّتِي يُسْتَأْصَلُ قَرْنُهَا مِنْ أَصْلِهِ.
"وَالْبَخْقَاءُ": الَّتِي تُبْخَقُ عَيْنُهَا.
"وَالمُشَيَّعَةُ": الَّتِي لَا تَتْيَعُ الْغَنَمَ عَجْفًا وَضَعْفًا.
"والْكَسْرَاءُ": الْكَسِيرَةُ. أخرجه أبو داود (3). [ضعيف].
قوله: "وعن يزيد [ذي] (4) مصر" بصاد مهملة ثم راء كاسم [200 ب] البلد المعروف.
وفي "التقريب"(5): يزيد ذو مصر بكسر الميم وسكون المهملة، [المقرائي](6) بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء بعدها همزة الحمصي مقبول. انتهى.
(1)(1/ 544 رقم 1564) عبيد بن فيروز الشيباني، مولاهم أبو الضحاك الكوفي، نزل الجزيرة، ثقة.
(2)
في (ب): بن.
(3)
في "السنن" رقم (2803). وأخرجه أحمد (4/ 185)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(8/ 330 - 331) ، والحاكم (4/ 235) ، والبيهقي (9/ 375) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(ج 17 رقم 314) من طرق. وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(4)
في (ب): بن.
(5)
(2/ 373 رقم 355).
(6)
في (أ): المقريء.