الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الخاء
أي: المعجمة
[وفيه خمسة كتب:
الخلق، الخوف، خلق العالم، الخلافة، الخلع
كتاب: الخلق]
(1)
قوله: "كتاب الخلق" بضم الخاء واللام، في "التعريفات" (2): الخلق بالضم هيئةٌ للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال [بيسر](3) من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن [كانت](4) الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلاً وشرعاً بسهولةٍ، سميت الهيئةُ خُلقاً حسناً، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة خلقاً سيئاً بضده.
1 -
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "يَا مُعَاذ! أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ". أخرجه مالك (5). [حسن بشواهده].
قوله: "يا معاذ! أحسن خلقك للناس" في "الجامع" أنه قال معاذ: "كان آخر ما أوصاني رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وضعت رجلي في الغرز أن قال: يا معاذ!
…
" الحديث، وهذا كأنه حين أرسله إلى اليمن وأحق الناس بحسن الخلق أمراؤهم [234/ أ]، ولقد وصف الله رَسُولَه
(1) زيادة من (ب).
(2)
قاله المناوي في "التوقيف على مهمات التعاريف"(ص 324).
(3)
في المخطوط (أ)(ب): ببشر، وما أثبتناه من "التعريفات".
(4)
في المخطوط (أ. ب)(كان) وما أثبتناه من "التعريفات".
(5)
في "الموطأ"(2/ 902 رقم 1) وهو حديث حسن بشواهده.
- صلى الله عليه وسلم أنه على خلق عظيم، وفي حسن الخلق [304 ب] والحث عليها عدة أحاديث (1) وجمع حسن الخلق من قال:
طلاقه الوجه وكف الأذى
…
وبذلك المعروف حسن الخلق
وهذا نظم لما أخرجه الترمذي (2) عن عبد الله بن المبارك، أنه وصف حسن الخلق قال: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى. انتهى.
وقال البرهان: القُراطي:
بمكارم الأخلاق كن متخلقاً
…
ليفوح مسك ثنائك العطر الشذي
وانفع صديقك إن أردت صداقة
…
وادفع عدوك بالتي فإذا الذي (3)
(1)(منها) ما أخرجه البخاري (3559) ومسلم رقم (2321) والترمذي رقم (1975) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول:"إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً".
و (منها): ما أخرجه الترمذي رقم (2018) عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن من أحبكم إلي وأقربكم مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً". وهو حديث صحيح.
و (منها) ما أخرجه أبو داود رقم (4799) والترمذي رقم (2002) عند أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن".
(2)
في "السنن" رقم (2005).
(3)
يشير إلى قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)} [فصلت: 33 - 34].
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "أَكْمَلُ المؤْمِنِينَ إِيْمَانَاً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِأَهْلِهِ"(1). [صحيح].
3 -
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ الله تَعَالَى لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ"(2). أخرجهما أبو داود والترمذي. [صحيح].
وفي رواية الترمذي (3): "وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلْقُ لِيَبْلُغَ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ. [صحيح].
"الْبَذَاءَةُ"(4) الفحش في النطق.
قوله: "أخرجهما أبو داود والترمذي".
قلت: وقال الترمذي (5) في الأول: هذا حديث حسن صحيح، وقال في الثاني (6) بعد أن ذكره بلفظ: عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: سمعت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من شيء
(1) أخرجه أبو داود رقم (4682) والترمذي رقم (1162).
وأخرجه أحمد (2/ 250) وابن حبان رقم (4164) والحاكم (1/ 3).
وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(2)
أخرجه أبو داود رقم (4799) والترمذي رقم (2002).
وهو حديث صحيح.
(3)
في "السنن" رقم (2003) وهو حديث صحيح.
(4)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 116).
(5)
في "السنن"(4/ 363).
(6)
في "السنن"(4/ 363).
يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة"، ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. انتهى.
فقول المصنف: وفي رواية الترمذي: أي في إحدى روايته، وإلا فإنه روى الأولى بزيادة:"فإن الله يبغض الفاحش البذيء"، وليست في الرواية الثانية، وزاد في الثانية ما ذكره المصنف، وابن الأثير (1) فصل الروايات وألفاظها.
4 -
وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِليَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمتشَدِّقُونَ وَالمتفَيْهِقُونَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَا المتفَيْهِقُونَ؟ قَالَ:"المتكَبِّرُونَ". أخرجه الترمذي (2). [صحيح].
"الثَّرْثَارُونَ" الذين يكثرون من الكلام تكلفاً وخروجاً عن حد الواجب (3).
"وَالمُتَشَدِّقُون" الذين يتكلمون بملء أفواههم تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم (4).
"وَالمُتَفَيْهِقُونَ" الذين يتوسعوا في الكلام، ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء (5).
(1) في "جامع الأصول"(4/ 5 - 6).
(2)
في "السنن" رقم (2018). وأخرجه أحمد (8/ 21) وابن حبان رقم (482) وهو حديث صحيح.
(3)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 7).
(4)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 7). وانظر: "النهاية"(1/ 850) و"المجموع المغيث"(2/ 182).
(5)
قاله ابن الأثير في "غريب الجامع"(4/ 7). وانظر: "الفائق" للزمخشري (4/ 68). "غريب الحديث" للهروي (1/ 106).
قوله: "في حديث جابر يا رسول الله! ما المتفيهقون [305 ب] " لفظه في الترمذي: "قالوا: يا رسول الله! قد علمنا الثرثارين والمتشدقين، فما المتفيهقون؟ ".
قوله: "أخرجه الترمذي" ثم قال (1): هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قوله: "الثرثارون" وفي الترمذي (2): الثرثار هو كثير الكلام، والمتشدق هو الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم. انتهى.
ولم يُفسِّر المتفيهقون اكتفاء بتفسير رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنهم المتكبرون.
والمصنف فسره به. بما ترى أخذاً من كلام ابن الأثير، فإنه فسرهم بتفسير المصنف، وفي "القاموس" (3): تفيهق في كلامه تنطع وتوسع كأنه ملأ به فيه. انتهى.
ولم يذكر من معانيه التكبر وهو مضبوط بالموحدة بعد الكاف في نسخ "الجامع" والتيسير.
ولكنه لم يأت في اللغة تفسير التفيهق بالتكبر، ولو ضبط بالمثلثة أي: المتكثرون في الكلام المتوسعون فيه لكان صحيحاً، إلا أنها تكون معاني الثلاثة الألفاظ متقاربة فلينظر.
5 -
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ:"اْلِبِرِّ حُسْنَ الخُلُقِ، وَالْإِثْمُ: مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهْ النَّاسُ". أخرجه مسلم (4) والترمذي (5). [صحيح].
(1) في "السنن"(4/ 370).
(2)
في "السنن"(4/ 370).
(3)
"القاموس المحيط"(ص 1188).
(4)
في "صحيحه" رقم (2553).
(5)
في "السنن" رقم (2389).
وهو حديث صحيح.
"حَاكَ" أي تردد في الصدر.
قوله: "وعن النواس بن سمعان" بفتح النون وتشديد الواو آخره سين مهملة، وسمعان بكسر السين المهملة فميم فعين مهملة، صحابي سكن الشام وهو معدود فيهم.
قوله: "عن البر" بكسر الموحدة، في "النهاية"(1) أنه الإحسان، وفي أسماء الله البر بفتحها وهو العطوف على عباده، ولم يأت البار في أسمائه، وفسّره صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق؛ لأنه جامع لكل إحسان، ولهذا كان يدعو به في صلواته "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت".
وَ"الإثم" بكسر الهمزة فمثلثة الذنب فسّره صلى الله عليه وسلم بما حاك في الصدر وفي لفظ "ما حاك في نفسك" أي: أثر فيها [306 ب] ورسخ.
يقال: ما يحك كلامك في فلان، أي: ما يؤثر فيه، كذا في "النهاية"(2)، وفي "غريب الجامع" (3): يقال: حاك هذا الأمر في صدري إذا دار في خاطرك وفكرت فيه، والمصنف فسّره بما ترى.
قوله: "وكرهت أن يطلع عليه الناس" فيه دليل أنّ الله جعل في القلوب إدراكاً للذنوب، وأن الشيء الذي يكره اطلاع الناس عليه دليل على أنه من الإثم، وهذا هو الذي يعبر عنه بالزاجر، وإليه أشار الشاعر بقوله:
لا تنته الأنفس عن غيّها
…
ما لم يكن منها لها زاجرُ
(1)"النهاية في غريب الحديث"(1/ 122). وانظر: "مفردات ألفاظ القرآن"(ص 114).
(2)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 460).
(3)
(4/ 8).