الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قوله (1)]:
الفصل الثالث: في صدق النية [والإخلاص
(2)]
1 -
[عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءَّ أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَالَ: "مَنْ قَاتَلَ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله]. (3) أخرجه الخمسة (4).
قوله: "في حديث أبي موسى حَميَّة"، الحَميَّة (5): الأنفة، والاحتمال لمن يلزمك أمره.
2 -
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله! رَجُلٌ يُرِيدُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ:"لَا أَجْرَ لَهُ"، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثَاً كُلُّ ذلِكَ يَقُولُ:"لَا أَجْرَ لَهُ". أخرجه أبو داود (6). [حسن]
قوله: "في حديث أبي هريرة يبتغي عَرَضاً من الدنيا" بفتح العين المهملة والراء جميعاً ما (7) يفنى [19 ب] من مال وغيره، وقيل: هو ما عدا الدينار والدرهم.
(1) زيادة من (أ).
(2)
زيادة من المطبوع.
(3)
في (أ) هذا الحديث جاء متقدم على الحديث السابق.
(4)
أخرجه البخاري رقم (7458) ومسلم رقم (150/ 1904) وأبو داود رقم (2517) والترمذي رقم (1646) وابن ماجه رقم (2783) والنسائي رقم (3136) وأحمد (4/ 397).
(5)
انظر: النهاية في "غريب الحديث"(1/ 439).
• وفي رواية للبخاري رقم (2810): "والرجل يقاتل للذكر".
• وفي رواية للبخاري رقم (2810): "والرجل يقاتل ليرى مكانه، والرجل يقاتل للمغنم".
• وفي رواية للبخاري رقم (124): "والرجل يقاتل غضباً".
(6)
في "السنن" رقم (2516) وهو حديث حسن.
(7)
انظر "النهاية"(2/ 188).
قوله: "كل ذلك يقول: لا أجر له"، تقدم قريباً حديث أبي داود (1):"أن من غنم رجع بثلثي أجره"، ولكن هذا فيمن كان أصل مقصده العرض الدنيوي، وذلك فيمن قصده إعلاء كلمة الله، واتفق أنه حصل له ما غنمه.
قوله: "أخرجه أبو داود".
قلت: وفيه ابن مكرز الشامي، وفي هامش أبي داود: وقال أبو داود: هو أيوب بن مكرز. انتهى.
وفي "التقريب"(2) لابن حجر: ابن مكرز، شامي، شيخ لبكير بن الأشج قيل: هو أيوب بن عبد الله، وقيل: هو زيد. انتهى. ذكره في الأبناء.
وفي حرف الهمزة قال (3): أيوب بن عبد الله بن مكرز العامري القرشي الخطيب، مستور من الثالثة، ولم يثبت أنّ أبا داود روى له. انتهى.
قلت: في "سنن أبي داود" حديث بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن مكرز .. إلى آخره، وقد قال ابن حجر (4): ابن مكرز شيخ لبكير بن الأشج وهذا هو الذي روى عنه أبو داود، وإنما نسبه ابن حجر إلى جده، وأبو داود نسبه إلى أبيه عبد الله بن الأشج، ولم يذكر الحافظ في "التقريب" زيد بن مكرز فتعين أنه أيوب وعنه روى أبو داود.
وبكل حال ففي حديث أبي هريرة مستور (5).
(1) في "السنن" رقم (2497).
وأخرجه مسلم رقم (153/ 1906) وابن ماجه رقم (2785) والنسائي رقم (3125) وأحمد (2/ 169).
وهو حديث صحيح وقد تقدم.
(2)
(2/ 527 رقم 35).
(3)
أي: ابن حجر في "التقريب"(1/ 90 رقم 701).
(4)
في "التقريب"(2/ 527 رقم 35).
(5)
في هامش (أ) مكتوب ارجع إلى الساقطة.
3 -
وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ- رضي الله عنه: "أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ فَآمَنَ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ؟ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَكَانَتْ غَزَاةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيْهَا شَيْئَاً فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: "قَسَمْتُهُ لَكَ"، قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنْ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَا هُنَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الجَنَّةَ. فَقَالَ:"إِنْ تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ"، فَلَبِثُوا قَلِيلاً ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ العَدُوِّ فَأُتِىَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَحْمُوْلَاً قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَهُوَ هُوَ؟ "، قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: "صَدَقَ الله فَصَدَقَهُ"، ثُمَّ كُفَّنَ فِي جُبَّةِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: "اللهمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا وأنا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ". أخرجه النسائي (1). [صحيح]
قوله: "في حديث شداد فصلى عليه"، فيه دليل على الصلاة [20 ب] على الشهيد، وأنّ تركه (2) صلى الله عليه وسلم الصلاة على شهداء أحد، كان لعذر، أو أن هذا شاهد له وأنه صلى الله عليه وسلم صلى عليهم.
4 -
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقْبَةَ عَنْ أَبِيه - وَكَانَ مَوْلًى مِنْ أَهْلِ فَارِسَ - قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أُحُدًا فَضَرَبْتُ رَجُلاً مِنَ المُشْرِكِينَ فَقُلْتُ: خُذْها وَأَنَا الغُلَامُ الفَارِسِيُّ، فَالتَفَتَ إِلَيَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"هَلَاّ قُلْتَ وَأَنَا الغُلَامُ الأَنْصَارِيُّ إِنَّ ابْنَ أُخْتْ القَوْمِ مِنْهُمْ، وإِنَّ مَوْلَى القَوْمِ مِنْهُمْ". أخرجه أبو داود (3). [إسناده ضعيف]
قوله: "في حديث عبد الرحمن بن عقبة أخرجه أبو داود".
قلت: قال ابن الأثير (4): وانتهت روايته عند قوله "الأنصاري"، ثم إنه ليس في لفظه في "الجامع"(5)"إن ابن أخت" بل فيه "ابن أخت" بدون كلمة "إنّ" ثم إنه لم ينسبه في "الجامع"(6)
(1) في "السنن" رقم (1953) وهو حديث صحيح.
(2)
انظر: تفصيل ذلك في "نيل الأوطار"(7/ 299 - 308) بتحقيقي، "البناية في شرح الهداية"(3/ 308)، "المغني" لابن قدامه (3/ 467).
(3)
في "السنن" رقم (5123) بإسناد ضعيف، وأخرجه ابن ماجه في "السنن" رقم (2784).
(4)
في "الجامع"(2/ 586).
(5)
(2/ 586).
(6)
(2/ 586).