الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله في الحديث: "وقبل أن يصل ما أرسل من الهدايا إلى البيت" لفظه في "الموطأ"(1): "وقبل أن يصل إليه الهدي"، هذا لفظه في "الموطأ"، ونقله بهذا اللفظ الحافظ في "الفتح"(2) ولكن لفظ "الجامع"(3) كما في رواية المصنف، ولا نعلم أنّه صلى الله عليه وسلم أرسل هديه إلى مكة، فالعجب من هذا اللفظ الذي أتى به ابن الأثير، ثم هذا الحديث بلاغ كما عرفت.
الفصل الثالث: فيمن غلط في العدد
" الفصل الثالث: فيمن غلط في العدد، أو ضلّ عن الطريق".
قوله: "في العدد" أي: عدة أيام الشهر حتى أخطأ يوم الوقوف.
1 -
عن سليمان بن يسار: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ خَرَجَ حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ [بِالنَّازِيَةِ](4) مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ أَضَلَّ رَوَاحِلَهُ، وَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّابِ رضي الله عنه يَوْمَ النَّحْرِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: اصْنَعْ مَا يَصْنَعُ المُعْتَمِرُ ثُمَّ قَدْ حَلَلْتَ، فَإِذَا أَدْرَكَكَ الحَجُّ قَابِلاً فَاحْجُجْ وَأَهْدِ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي. أخرجه مالك (5). [موقوف ضعيف].
قوله: "بالنازية" هي بالنون فزاي فمثناة تحتية بين الروحاء والصفراء.
2 -
وعنه أيضاً: أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الأَسْوَدِ جَاءَ يَوْمَ النَّحْرِ وَعُمَرُ بْنُ الخطَّابِ رضي الله عنه يَنْحَرُ هَدْيَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! أَخْطَأْنَا الْعَدَدَ، كُنَّا نُرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَرَفَةَ. فَقَالَ: اذهبْ إِلَى مَكَّةَ وَطُفْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ وَانْحَرُوا هَدْيًا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ ثُمَّ احْلِقُوا أَوْ قَصِّرُوا وارْجِعُوا، فَإِذَا
(1)(1/ 360 رقم 98).
(2)
في "فتح الباري"(4/ 12).
(3)
(3/ 398).
(4)
في (ب): والتيسير المطبوع البادية. وما أثبتناه من "الموطأ" و (أ).
(5)
في "الموطأ"(1/ 383 رقم 153)، وهو أثر موقوف ضعيف.
كَانَ عَامًا قَابِلاً فَحُجُّوا وَأَهْدُوا، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ في الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ. أخرجه مالك (1). [موقوف ضعيف].
قوله في الحديث الثاني: "وعنه" أي: عن سليمان بن يسار.
"أنّ هبار بن الأسود"(2) هو بفتح الهاء وتشديد الموحدة، والأسود بن المطلب، وهبّار هو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من سفهاء قريش حين أرسلها زوجها أبو العاص إلى المدينة فأهوى إليها هبّار وضرب هودجها ونخس الراحلة، وكانت حاملًا فأسقطت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لقيتم هبّارًا هذا فأحرقوه بالنار"، ثم قال (3): "اقتلوه فإنَّه
(1) في "الموطأ"(1/ 383 رقم 154)، وهو أثر موقوف ضعيف.
(2)
انظر: "فتح الباري"(6/ 250). السيرة النبوية (2/ 365).
(3)
وقع في رواية ابن إسحاق: "إن وجدتم هبّار بن الأسود والرجل الذي سبق منه إلى زينب ما سبق فحرقوهما بالنار".
السيرة النبوية لابن هشام (2/ 361 - 362).
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوية (3/ 155) من طريق ابن إسحاق.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما في "مجمع الزوائد"(9/ 212 - 213)، وأخرجه البزار كما في "مجمع الزوائد"(9/ 212 - 213)، وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"(2/ 244 رقم 2646) عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح: "أنَّ هبَّار بن الأسود أصاب زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء في خِدْرها فأسقطت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فقال: "إن وجدتموه فاجعلوه بين حزمتي حطب ثم أشعلوا فيه النار"، ثم قال: "لا نستحي من الله! لا ينبغي لأحدٍ أن يعذِّب بعذاب الله".
وأخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (3016)، وأحمد (2/ 307)، وأبو داود رقم (2674)، والترمذي رقم (1571)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: "إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين =