الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة» (1) فإذا كان تعاطيه مفطرًا عن نسيان فإن صومه صحيح، أما إذا أكل أو شرب أو جامع، يزعم أنه جاهل بالحكم فإنه يُؤمر بالقضاء؛ لأنه في هذه الحالة يعتبر مفرطًا ومتساهلاً، وكان الواجب عليه أن يسأل؛ ولأن هذه الأمور ما اشتهر بين المسلمين وعرفه المسلمون، فدعوى الجهل فيه بعيد جدًّا.
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (ج1 ص595)، رقم (1569)، والبيهقي في السنن الكبرى (ج4 ص229)، برقم (7863).
108 -
بيان ما يلزم من تاب من ترك الصلاة والصيام
س: تسأل الأخت وتقول: كنت من قبل لا أواظب على الصلاة والصوم، ثم تبت إلى الله والحمد لله، وقد سمعت في برنامجكم أن الصلاة لا تقضى، فهل الصوم كذلك، أم أن الصوم يجب قضاؤُه؟ علمًا بأنني لا أعلم كم صمت وكم أفطرت (1)(2)؟
ج: أما الصلاة فمن تركها عمدًا لا يقضي، بل عليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن تركها ردة عن الإسلام، والمرتد لا يقضي ما ترك، فعليه أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بالصلاة، ويسأل الله العفو عما مضى، أما إذا كان
(1) السؤال السادس من الشريط رقم (107).
(2)
السؤال السادس من الشريط رقم (107). ') ">
المؤمن يصلي والمؤمنة تصلي، ولكن قد تساهل في بعض الصيام فإنه يقضي؛ لأن ترك الصيام ليس بردة عن الإسلام، ولكنه معصية كبيرة، فإذا تركت المرأة قضاء الصوم، أو الرجل قضاء الصوم فإنه يلزمه التوبة إلى الله مع قضاء الصوم، وعليهما مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم، إذا تأخر القضاء عن رمضان الذي يلي رمضان الذي تركه منه فإنه يقضي، ويطعم مسكينًا عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، مقداره كيلو ونصف تقريبًا من جهة الوزن، مع الصوم ومع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أفتى بالإطعام جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ كفارة وتعزيزًا للمتخلف في قضاء صومه.
س: كنت شابًّا عابثًا، وتلاعبت كثيرًا، ووصلت جرأتي إلى أن أفطرت بعض الأيام عمدًا في رمضان الذي مضى، ولقد تبت إلى الله والحمد لله، ولكني أعيش همومًا وقلقًا طوال وقتي، لا أدري ما أفعل، ولقد جاءتني فكرة الكتابة إليكم؛ كي أنال منكم التوجيه، وجهوني جزاكم الله خيرًا.
ج: الواجب عليك التوبة الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما
مضى، والإقلاع من فعل المعاصي، والعزم الصادق ألا تعود في ذلك، ومَن تاب هذه التوبة قَبِلَ الله توبته وأفلح، قال الله سبحانه:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} . وقال عز وجل: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التوبة تهدم ما كان قبلها» (1) وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» (2) فإذا صدقت يا أخي في التوبة والندم على ما مضى منك، والعزم على ألاّ تعود في ذلك فأنت على خير عظيم، وأبشر بالخير العظيم، وإياك والوساوس، وإياك وسوء الظن بالله، الله يقول جل وعلا:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث» (3) ويقول النبي صلى الله عليه
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، برقم (121)، والحديث جاء بلفظ (والهجرة تهدم ما كان قبلها)، ولم يرد بلفظ التوبة، وأخرجه أحمد في مسنده من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه برقم (17813)، بلفظ (إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها)، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره (8/ 130). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 38/1039): وفي ظني أن الحديث التبس أمره على ابن كثير ومختصره بالحديث الصحيحإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها.
(2)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، برقم (4250).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع، برقم (5144)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش، ونحوها، برقم (2563).