الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنه فيما يعلمون مرض سوف يستمر ولا يرجى برؤُه فإنك تفطرين وتطعمين عن كل يوم مسكينًا، والحمد لله، وليس عليكِ الصيام، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} .
68 -
بيان ما يلزم من يستعمل العلاج باستمرار في نهار رمضان
س: الأخت: أ. أ. ع. من ليبيا، تقول: لي أخت أكبر مني سنًّا، تعاني من مرضٍ في أحد قدميها؛ مما يجعلها مستمرة في العلاج وبدون انقطاع، حتى إنها إذا انقطعت عن العلاج رجع المرض إليها، وأصبحت لا تصوم من شهر رمضان، وأحيانًا تصوم ثلاثة أو أربعة أيام، وعند انتهاء رمضان تنوي أن تقضي الأيام التي أفطرتها، ولكن كما قلت علاجها مستمر، إذا انقطعت عنه رجع المرض، أي ليس هنالك فرصة لكي تقضي الأيام حتى يأتي شهر رمضان آخر، ولم تقضِ الأيام التي أفطرتها، ما الحكم والحال ما ذكر؟ جزاكم الله خيرًا (1)(2).
ج: إذا قرر الأطباء ولو طبيبًا واحدًا ثقة أن هذا المرض يستمر، وأنه لا يرجى برؤُه فإنها تطعم عن كل يوم مسكينًا، كالشيخ الكبير العاجز والمرأة العجوز الكبيرة؛ العاجزين عن الصيام، يطعمان عن كل يوم مسكينًا نصف صاع؛
(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (307).
(2)
السؤال الثامن من الشريط رقم (307). ') ">
يعني كيلو ونصفًا تقريبًا من التمر أو الأرز من قوت البلد، ويكفي ذلك، فإذا كان هذا المرض معها مستمرًّا، ولم يظهر رجاء أنه يشفى حسب قول الأطباء فإنها تطعم عن كل يوم مسكينًا والحمد لله، وليس عليها صوم، أما إذا كان يرجى شفاؤُه، والعلاج قد ينفع الله به، والأطباء يقولون: إنه يمكن أن تُشفى منه إن شاء الله. فإنها يبقى في ذمتها الصوم حتى تقضي إن شاء الله، ولو طالت المدة تقضي بعد حين إن شاء الله، لكن إذا قرر الطبيب المختص أو طبيبان أو أكثر من ذلك: أن هذا المرض لا يرجى برؤُه، وأن التجربة تدل على أنه يستمر ويضرها الصوم معه فإنها تفطر والحمد لله، وتطعم عن كل يوم مسكينًا، كالعجوز الكبيرة العاجزة عن الصوم، والشيخ الكبير العاجز عن الصوم، يطعم عن كل يوم مسكينًا ولا يصوم، وليس عليه القضاء، والواجب نصف الصاع من قوت البلد من تمرٍ أو أرزٍ أو برٍ أو شعيرٍ أو ذرةٍ، مقداره بالكيلو كيلو ونصف تقريبًا.
س: يقول السائل: رأيت بعض الناس في شهر رمضان غير صائمين، ويقولون: إنهم مصابون بمرض ما. ولكن مظهرهم أنهم في تمام العافية، فما هو توجيهكم؟
ج: هم أعلم بأنفسهم، إذا كان المرض شديدًا يشق عليهم الصوم فلهم العذر؛ لأن الله سبحانه يقول:{وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} .
ولو كان مظهره حسنًا؛ لأنه قد يكون مرضًا داخليًّا، ما يظهر للناس، فإذا كان المرض الذي يحس به يؤلمه، ويشق معه الصوم فالله قد عذره سبحانه وتعالى ولو كان مع الناس لا يبين مرضه، وهذا بينه وبين الله، عليه أن يراقب الله جل وعلا، فإن شق عليه المرض فهو معذور؛ يفطر ثم يقضي، وإن كان لا يشق عليه وجب عليه الصيام، وعليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى.
69 -
بيان ما يلزم من أفطر لعامين متتاليين ولم يقض
س: أصابني مرض، فلم أَصُمْ رمضان لعامين متتاليين، ماذا عليّ أن أفعل (1)؟
ج: ما دمت أفطرت لعذر شرعي فعليك القضاء لما أفطرته من العامين، وإذا كان التأخير إلى رمضان التالي بعذر شرعي فلا شيء عليك سوى الصيام فتقضي، أما إن كنت أخرت من غير عذر تساهلاً منك فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، كما أفتى به جمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أما إن قضيت في العام قبل رمضان فإنك تقضي بدون إطعام، لكن إذا أخرت القضاء إلى رمضان آخر فعليك القضاء مع الإطعام
(1) السؤال السادس من الشريط رقم (216).