الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طعامهم لأنفسهم، وهم الذين يقومون بحاجاتهم في هذا السبيل؛ لعلهم يتأثرون بهذا الشيء، فيسلمون وإلا فتلغي عقودهم، ويأتي الله بأفضل منهم، لا يتساهل معهم حتى ولو صمموا على ترك العمل، الحمد لله يتركون العمل، ويأتي الله بخير منهم، ولا ينبغي أبدًا أن يساعدهم على هذا الشيء، لا ينبغي أن يساعدهم على الأكل والشرب في رمضان، سواء كانوا كفارًا أو فساقًا من فساق المسلمين الذين لا يصومون، فلا يساعدهم على ما حرم الله، لا كافرًا ولا فاسقًا، لا يساعدهم، هم بإمكانهم أن يعملوا لأنفسهم، يشترون لأنفسهم حاجاتهم، يطبخون حاجاتهم.
101 -
حكم تبييت نية الصيام من الليل
س: أفيدونا عن نية الصيام، فقد سمعت حديثًا معناه يقول:«من لم يبيت نية الصيام من الليل فلا صيام له» (1) فيكف يكون التبييت؟ هل هو بالقلب، أم بالتلفظ؟ وما حكم من نسي النية في الليل، ونوى بها عند السحور؟ هل يصح صيام من قام من النوم وقت أذان الفجر تمامًا، ولم يجد فرصة للسحور، بل تمضمض فقط وصام؟ هل
(1) أخرجه النسائي في كتاب الصيام، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك، برقم (2334)، والدارمي في كتاب الصوم، باب من لم يجمع الصيام إلى الليل، برقم (1698).
يصح ذلك إذا كان في رمضان أو تطوعًا، أو كان الصيام نذرًا؟ جزاكم الله خيرًا (1).
ج: معنى الحديث أنه ينوي في الليل ولو لم يَقُمْ إلا قرب الفجر، إذا نوى صدق عليه أنه بيتها، فإذا نوى في آخر الليل، أو في وسط الليل، أو في أول الليل أنه يصوم غدًا فقد نوى، وهذا كله للفريضة، أما إذا كان الصوم نافلة فلا يلزم أن ينوي ذلك بالليل، فإذا نوى بالنهار قبل أن يأكل، قبل أن يتعاطى مفطرًا فلا بأس من أن ينوي في أثناء النهار؛ لما ثبت في صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها:«أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء، قالت: لا. قال: فإني إذًا صائم» (2) فصام من أثناء النهار عليه الصلاة والسلام، فإذا أصبح الإنسان ولم يتعاطَ مفطرًا؛ لا أكلاً ولا شربًا ولا غيرهما، ثم نوى في أثناء النهار الصوم فلا حرج في ذلك، ويكتب له الصوم من حين نوى، يكتب له أجر الصائم من حين نوى، هذا في النافلة، أما في رمضان، وفي النذور والكفارات وقضاء رمضان فلا بد من النية في الليل؛ لأن الواجب عليه أن يصوم جميع النهار، ولا يتحقق
(1) السؤال الرابع من الشريط رقم (125).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر، برقم (1154).