الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[33/34] باب ما جاء في السلب للقاتل وأنه لا يخمس
.
5254 -
5255 -
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوم حنين من قتل رجلًا فله سلبه فقتل أبو طلحة عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم» رواه أحمد (2)
(1) البخاري (3/1144-1145، 4/1570)(2973، 4066، 4067) ، مسلم (3/1370-1371)(1751) ، وأحمد (5/296) مختصرًا، وهو عند أبي داود (3/70)(2717) ، والإمام مالك (2/454) .
(2)
أحمد (3/114، 123) ، أبو داود (3/71)(2718) ، وهو عند ابن حبان (11/167-168)(4837) مطولًا.
وسكت عنه هو والمنذري ورجاله رجال الصحيح، وفي لفظ لأحمد (1)«من تفرد بدم رجل فقتله فله سلبه، قال: فجاء أبو طلحة بسلب أحد وعشرين رجلًا» .
5256 -
وعن عوف بن مالك أنه قال لخالد بن الوليد: «أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل، قال: بلى» رواه مسلم (2) .
5257 -
وعن عوف وخالد أيضًا: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس السلب» رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والطبراني (3)، قال المنذري: في إسناده اسمعيل بن عياش وقد تقدم الكلام عليه قلت: لكنه من روايته عن الشاميين.
5258 -
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(4) عن عوف «أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمس السلب» .
5259 -
وعن عوف بن مالك، قال: «قتل رجل من حمير رجلًا من العدو فأراد سلبه فمنعه خالد بن الوليد وكان واليًا عليهم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوف بن مالك فأخبره بذلك، فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه، فقال: استكثرته يا رسول الله؟ قال: ادفعه إليه، فمر خالد بعوف فجر بردائه، ثم قال: هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال: ألا
(1) أحمد (3/198) ، وابن حبان (11/174)(4841) .
(2)
مسلم (3/1373)(1753) ، وهو عند أحمد (6/26، 27) ، وأبو داود (3/71)(2719) .
(3)
أحمد (4/90، 6/26) ، أبو داود (3/72)(2721) ، وابن الجارود (1/270)(1077) ، والبيهقي (6/310) من حديث عوف وخالد.
(4)
ابن حبان (11/178) ، والطبراني في "الكبير"(18/49)(86) من حديث عوف، وهو عند أبي يعلى من حديث خالد بن الوليد (13/148، 149)(7191، 7192) .
تعطيه يا خالد هل أنتم تاركون لي أمري؟ إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعى إبلًا وغنمًا فوعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضها فشرعت منه فشربت صفوة وتركت كدرة فصفوه لكم وكدره عليهم» رواه أحمد ومسلم (1)، وفي رواية قال:«خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي من أهل اليمن ومضيا فلقيا جموع الروم وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب فجعل الرومي يفري في المسلمين فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه فخرّ وعلاه فقتله وحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله عز وجل للمسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ السلب، قال عوف فأتيته، فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل؟ فقال: بلى ولكن استكثرته، قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يرد عليه، قال عوف فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد وذكر بقية الحديث بمعنى ما تقدم» رواه أحمد وأبو داود (2) .
5260 -
وعن سلمة بن الأكوع قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن فبينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على جمل أحمر فأناخه ثم انتزع طلقًا من جعبته فقيد به الجمل ثم تقدم فتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر وبعضنا مشاة إذ خرج يشتد فأتى جمله فأطلق قيده ثم أناخه فقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، قال سلمة فخرجت أشتد فكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت
(1) أحمد (6/26) ، مسلم (3/1373)(1753) .
(2)
تقدم قريبا برقم (5263) .
حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقال: من قتل الرجل؟ فقالوا: سلمة بن الأكوع، فقال: له سلبه أجمع» متفق عليه (1) .
5261 -
5262 -
وعن ابن مسعود قال: «نفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر سيف أبي
(1) البخاري (3/1110)(2886) مختصرًا، مسلم (3/1374)(1754) ، أحمد (4/49-50، 51) ، وهو عند أبي داود (3/49)(2654) ، وابن حبان (11/177)(4843) .
(2)
البخاري (3/1144)(2972) ، مسلم (3/1372)(1752) ، أحمد (1/192-193) ، وهو عند ابن حبان (11/171-172)(4840) ، وأبي يعلى (2/170)(866) .
جهل كان قتله» رواه أبو داود (1) ولأحمد (2) معناه والمشهور أن ابن مسعود أدرك أبا جهل وبه رمق فأجهز عليه، روى معنى ذلك أبو داود (3) وغيره وهو من رواية ابنه أبي عبيدة ولم يسمع منه.
5263 -
وفي مسند أحمد في رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود «أنه وجد أبا جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع يذب الناس عنه سيف له فأخذه عبد الله بن مسعود فقتله فنفله رسول الله سلبه» وسيأتي (4) هذا الحديث في باب النهي عن الانتفاع بما يغنمه الغانم والكلام عليه هنالك.
قوله: «جولة» بالجيم وسكون الواو أي: حركة فيها اختلاط وكانت قبل الهزيمة. قوله: «على حبل عاتقه» حبل العاتق عصبه والعاتق موضع الرداء من المنكب. قوله: «سلبه» السلب بفتح المهملة واللام آخره موحدة هو ما يوجد مع المحارب من ملبوس وغيره، وقوله سلبه أي: سلب قتيله فأضافه إليه باعتبار أنه ملكه. قوله: «مخرفًا» بفتح الميم والراء ويجوز كسر الراء أي: بستانًا يخترف منه التمر، وأما بكسر الميم فهو الآلة التي يخترف بها. قوله:«في بني سلمة» بكسر اللام وهم بطن من الأنصار. قوله: «تأثلته» بمثناه ثم مثلثة أي: أصلته وأثلة كل شيء أصله. قوله: «رجل من حمير» هو المددي المذكور في الرواية الثانية. قوله: «لا تعطه يا خالد» فيه دليل أن للإمام يعطي السلب غير القاتل لأمر يعرض فيه مصلحة من تأديب أو
(1) أبو داود (3/72)(2722) ، أبو يعلى (9/149)(5231) .
(2)
أحمد (1/444) .
(3)
أبو داود (3/72)(2722) .
(4)
سيأتي برقم (5323) .