الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الروم فأتي برجل قد غل فسأل سالمًا عنه، فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه. قال: فوجدوا في متاعه مصحفًا فسأل سالم عنه فقال: بعه وتصدق بثمنه» رواه أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي والترمذي (1)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمد زايدة تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وقد قيل أنه تفرد به. وقال البخاري (2) : عامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو باطل ليس بشيء، وأنكر الحديث الدارقطني.
5327 -
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرقوا متاع الغال وضربوه» رواه أبو داود وزاد في رواية ذكرها تعليقًا «ومنع سهمه» وأخرجه -أيضًا- الحاكم وصححه وضعفه البيهقي (3) .
[33/51] باب ما جاء في المن والفداء في حق الأسارى
5328 -
عن أنس «أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمًا فأعتقهم، فأنزل الله عز وجل: ((وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ
(1) أحمد (1/22) ، أبو داود (3/69)(2713) ، الحاكم (2/138، 139) ، البيهقي (9/102-103) ، الترمذي (4/61)(1461) ، أبو يعلى (1/180)(204) .
(2)
انظر سنن البيهقي (9/103) ، وفتح الباري (6/187) .
(3)
أبو داود (3/69)(2715) ، الحاكم (2/142) ، وهو عند ابن الجارود (1/272)(1082) ، والبيهقي (9/102) .
بِبَطْنِ مَكَّةَ)) [الفتح:24] إلى آخر الآية» رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
5329 -
وعن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتناء لتركتهم له» رواه أحمد والبخاري وأبو داود (2) .
5330 -
وعن أبي هريرة قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلًا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن آثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: عندي يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله حتى كان بعد الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما عندي إلا ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. يا محمد! والله ما كان على
(1) أحمد (3/122، 124-125، 290) ، مسلم (3/1442)(1808) ، أبو داود (3/61)(2688) ، الترمذي (5/386)(3264) ، والنسائي في "الكبرى"(5/202)(8667) .
(2)
أحمد (4/80، 83) ، البخاري (3/1143، 4/1475)(2970، 3799) ، أبو داود (3/61)(2689) ، وهو عند أبي يعلى (13/412)(7416) ، والطبراني في "الكبير"(2/117) ، والحميدي (1/254)(558) .
الأرض أبغص إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك،فقد أصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره النبي صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من يمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم» متفق عليه (1) .
5331 -
وعن ابن عباس قال: «لما أسر الأسارى -يعني: يوم بدر- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما ترون في الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فيكون لنا قوة على الكفار، وعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ فقال: لا والله لا أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليًا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبًا لعمر فأضرب عنقه، وتمكن فلانًا من فلان قرابته، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان فقلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكا تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبك للذي عرض على أصحابك ممن أخذهم الفدى، لقد عرض علي عذابهم أدنى
(1) البخاري (4/1589-1590)(4114) ، وأطرافه (1/176، 179، 2/853)(450، 457، 2290، 2291) ، ومسلم (3/1386)(1764) ، أحمد (2/452) ، وهو عند أبي داود (3/57)(2679) ، والنسائي مختصرًا (2/46) ، وابن حبان (4/42-43)(1239) .
من هذه الشجرة -شجرة قريبة منه- فأنزل الله عز وجل: ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ)) [الأنفال:67] إلى قوله: ((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا)) [الأنفال:69] فأحل الله الغنيمة لهم» رواه أحمد ومسلم (1) .
5332 -
وعن ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل فدى أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة» رواه أبو داود والنسائي والحاكم (2) ، وسكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ في "التلخيص"، ورجاله ثقات إلا أبا العنبس وهو مقبول.
5333 -
وعن عائشة قالت: «لما بعث أهل مكة في فدى أسرائهم بعثت زينب في فدى أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة كانت لها عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، قالت: فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، فقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا لها الذي لها قالوا: نعم» رواه أحمد وأبو داود والحاكم (3) وفي إسناده ابن إسحاق.
5334 -
وعن عمران بن حصين «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل» رواه أحمد والترمذي وصححه (4) ، ولم
(1) أحمد (1/30، 32) ، مسلم (3/1383-1385)(1763) ، وهو عند ابن حبان (11/114-116)(4793) .
(2)
أبو داود (3/61)(2691) ، النسائي (5/200) ، الحاكم (2/135) ، البيهقي (6/321) .
(3)
أحمد (6/276) ، أبو داود (3/62)(2692) ، الحاكم (3/25، 262) ، وهو عند ابن الجارود (1/274)(1090) ، والبيهقي (6/322) .
(4)
أحمد (4/426، 432) ، الترمذي (4/135)(1568) ، وهو عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/260) ، وابن أبي شيبة (6/495) .