الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي يدخل في الأمر والنهي وما لا يدخل
هذه ترجمة يدخل في خطاب الله تعالى المؤمنون، وسيأتي الكلام في الكفار.
والساهي والصبي والمجنون، غير داخلين في الخطاب، لانتفاء التكليف عنهم. ويؤمر الساهي بعد ذهاب السهو عنه بجبر خلل السهو، كقضاء ما فاته من الصلاة، وضمان ما أتلفه من المال عنهم
…
الخ:
والكفار مخاطبون بفروع الشرائع وبما لا تصح إلا به وهو الإسلام؛ لقوله تعالى حكاية عن الكفار
{ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 42 - 43]، وفائدة خطابهم بها عقابهم عليها إذ لا تصح منهم حال الكفر؛ لتوقفها على النية المتوقفة على الإسلام، ولا يؤاخذون بها بعد الإسلام ترغيباً فيه.
[الشرح والإيضاح]
قوله: والساهي والصبي والمجنون غير داخلين في الخطاب؛ لانتفاء التكليف
.
هذا المبحث هو مبحث المحكوم عليه وهو المكلف، وفيه تذكر شروط التكليف، ومن لا يشمله الأمر والنهي والتكليف في الجملة:
ويتعلق به مسائل:
الأولى: " السهو الذهول عن المعلوم كذا عرفه الأقدمون، أي: الغفلة عنه فينتبه له بأدنى تنبيه
…
وأما النسيان فهو خلاف الذكر".
(1)
وزمن النسيان طويل بخلاف السهو
الثانية: قوله لانتفاء التكليف عنهم، علته "أن شرط المكلف أن يكون عاقلاً
(1)
شرح الكوكب الساطع للسيوطي 1/ 43 - 44.
فاهماً للتكليف؛ لأن التكليف خطابٌ، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال، كالجماد والبهيمة"
(1)
.
والذي يتحصل من كلام أهل الأصول أن المحكوم عليه شرطه العقل والفهم باتفاق، فخرج بذلك
(2)
:
1 -
من لا يفهم ولا يعقل أصلاً: كالبهائم، والجماد.
2 -
من له أصل الفهم لأصل الخطاب دون تفاصيله: كالمجنون، والصبي الذي لا يميز.
3 -
من يفهم لا على الكمال، وهو الصبي المميز.
ويدخل فيه من كان مقارباً لحالة البلوغ بحيث لم يبق بينه وبين البلوغ سوى لحظة واحدة، فإنه وإن كان فهمه كفهمه الموجب لتكليفه بعد لحظة، غير أنه لما كان العقل والفهم خفياً، وظهوره فيه على التدريج، ولم يكن له ضابط يعرف به، جعل له الشارع ضابطاً وهو البلوغ، وحط عنه التكليف قبله تخفيفاً عليه.
4 -
والسكران أسوأ من الصبي المميز في حالة غفلته وسكره، وما يلزمهم من الغرامات والضمان ونحو ذلك متعلق بأحكام الوضع، والكلام فيهم منتشر في الفروع والأصول.
5 -
ويذكر هنا كذلك حكم المكره وتقسيمه إلى مجلئ وغيره مما هو مبسوط في المطولات.
(1)
الأحكام للآمدي 1/ 215.
(2)
يراجع الأحكام للآمدي 1/ 215 وما بعدها والمستصفى وشرح المحلى على الجمع مع البناني 1/ 68 والعضد شرح ابن الحاجب ص 88، نهاية السول للأسنوي 1/ 136 وشرح البدخشي على المنهاج 1/ 136. وشرح ابن قاسم الكبير 1/ 407 - 408 والنهاية لصفي الدين الهندي 3/ 1118.