الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملوك على بغداد لقب نفسه شاه شاه الأعظم ملك الملوك، وخطب له بذلك على المنبر واستفتي العلماء فأجاز بعضهم، ورد عليهم الماوردي رحمه الله عليه وعلى الجميع؛ لأن إضافة ملك الملوك تدل على العموم وكذا الألف واللام.
7 -
هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب أو بعدم دخولهم النار؟ أفتى القرافي بالمنع، ونقله عن شيخه ابن عبد السلام؛ لإفادتها العموم مع القطع بإخبار الله عن دخول بعضهم النار.
8 -
ومنه احتجاج الشافعي على كفارة الغموس: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} [المائدة: 89]
(1)
.
الثامنة: من صيغ العموم الأسماء المبهمة وما يتعلق بها:
قوله: "الأسماء المبهمة"
(2)
، أما الموصولات فلأنها لا يعلم معانيها منها بالتعيين وإن اعتبر في معانيها الإشارة إلى التعيين، وإنما تعرف معانيها من الصلة، وأما غيرها فلأنها لا تدل على معين.
وقوله "كمن": أتى بالكاف؛ إشارة إلى عدم الحصر إذ منها: حيثما، والذي، والتي.
قوله: "كمن فيمن يعقل": نحو قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 2، 3]. وقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ} [فصلت: 46]. ونقول في الاستفهام: من الذي عندك؟
قوله: " وما فيما لا يعقل" نحو قوله تعالى: {مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2]. وقوله: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]. ونقول في الاستفهام: ما عندك؟
"
(1)
مفتاح الوصول لابن التلمساني ص 70.
(2)
ابن قاسم في الشرح الكبير 2/ 101 - 108
واستعمال من" فيمن يعقل، و"ما" فيما لا يعقل شائع قد ورد في الكتاب والسنة وكلام العرب
(1)
.
فائدة: عدل البيضاوي في المنهاج عن قولهم من في العاقل وإن كانت هذه المشهورة إلى قوله من للعالمين بكسر اللام "لمعنى حسن غفل عنه الشارحون ذكره ابن عصفور في شرح المقرب وغيره، وهو أن من يطلق على الله تعالى كقوله تعالى: (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ) وكذلك أي كقوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ) (الأنعام: 19) والباري سبحانه وتعالى يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل، فلو عبر به لكان تعبيراً غير شامل"
(2)
.
قوله: وأي استفهامية أو شرطية موصولة في الجميع:
نحو: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} [الكهف: 120]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل)
(3)
في العاقل وفي غيره: {أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ} [القصص: 28]. وفي الاستفهام أي وقت تخرج؟
قال ابن العراقي: "وأي" عامة فيما تضاف إليه من الأشخاص، والأزمان، والأمكنة، ومنه: أي امرأة نكحت نفسها
…
" وإنما قيدها المصنف بالاستفهامية أو الشرطية أو الموصولة لتخرج الصفة، نحو مررت برجل أي رجل، والحال نحو: مررت بزيد أي رجل"
(4)
(1)
شرح الكوكب المنير 3/ 120 - 122. ابن قاسم في الشرح الكبير 2/ 101 - 108
(2)
شرح المنهاج للأسنوي مع شرح البدخشَي 2/ 398
(3)
أخرجه الترمذي في سننه، برقم:(1102) وغيره، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
(4)
شرح الكوكب المنير 3/ 122.