الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والخاص يقابل العام، فيقال فيه ما لا يتناول شيئين فصاعداً من غير حصر، نحو رجل ورجلين وثلاثة رجال. والتخصيص تمييز بعض الجملة أي إخراجه كإخراج المعاهدين من قوله تعالى:{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} .
[الشرح والإيضاح]
الخاص وتعريفه وشرح التعريف
.
قوله: "والخاص يقابل العام" .. أي: مقابله في التقسيم المنهجي الأصولي، كما أن المقيد مقابل المطلق، والمجمل مقابل المبين، وبين المتقابلين ارتباط وعلاقة دلالية. وهذا ما جعلهما متقابلين.
قوله: "فيقال"، الفاء تفريعية على كلامه أنه مقابل للعام، أي: فبناء على هذا التقابل يكون تعريف الخاص أخص من تعريف العام، فإذا كان العام شرطه أن يتناول شيئين فصاعدا من غير حصر، فالخاص ليس من شرطه ذلك، بل قد يتناول واحدا فقط أو اثنين أو أكثر لكن بشرط الحصر.
ولذلك مثّل له برجل واحد، وبرجلين، وبثلاثة رجال، فهذا كله خاص لأنه محصور بعدد معين. إذا فالخاص ما تناول محصورا.
قوله: "التخصيص" .... هو الفعل أو الأثر المترتب على الخاص؛ لأن الخاص لما تناول محصورا، والعام تناول غير محصور
…
فإن كان تناولهما لما تناولاه توارد على نفس المحل فهنا يحصل التعارض بين الخاص والعام وترتب على ذلك ما يسمى بالتخصيص.
وهو إخراج بعض أفراد العام، وهو ما عبر عنه المؤلف بقوله:"تمييز بعض الجملة"، ثم فسر التمييز بالاخراج. مثاله: قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 5]
فهذا عام بدلالة دخول الألف والام على الجمع، فيعم كل مشرك، لكن يخرج منه المعاهدون بدليل خاص وهو:{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ} [التوبة: 4].
ومثاله كذلك: حديث: (فيما سقت السماء العشر) فهذا عام في كل ما سقته السماء قل أو كثر، لكن خصه حديث:(ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة)
(1)
(1)
سيأتي تخريج الحديثين.
وهو ينقسم إلى متصل ومنفصل: فالمتصل الاستثناء وسيأتي مثاله.
والشرط نحو أكرم بني تميم إن جاؤوك، أي الجائين منهم.
والتقييد بالصفة، نحو أكرم بني تميم الفقهاء.
والاستثناء إخراج ما لولاه لدخل في الكلام، نحو جاء القوم إلا زيداً.
وإنما يصح الاستثناء بشرط أن يبقى من المستثنى منه شيء نحو له عليَّ عشرة إلا تسعة، فلو قال إلا عشرة، لم يصح، وتلزمه العشرة.
ومن شرطه أن يكون متصلاً بالكلام، فلو قال جاء الفقهاء، ثم قال بعد يوم إلا زيداً، لم يصح.
ويجوز تقديم المستثنى على المستثنى منه، نحو ما قام إلا زيداً أحدٌ.
ويجوز الاستثناء من الجنس كما تقدم. ومن غيره، نحو جاء القوم إلا الحمير.
والشرط المخصص، يجوز أن يتقدم على المشروط نحو إن جاءك بنو تميم فأكرمهم.
والمقيد بالصفة يحمل عليه المطلق، كالرقبة قيدت بالإيمان في بعض المواضع، كما في كفارة القتل.
وأطلقت في بعض المواضع، كما في كفارة الظهار، فيحمل المطلق على المقيد احتياطاً.
[الشرح والإيضاح]
هذا المبحث معقود لبيان أقسام الدليل المخصص، وهو ما يعرف بالمخصصات المتصلة والمنفصلة:
قوله: "وهو ينقسم"
…
الضمير راجع إلى التخصيص؛ لأنه أقرب ما يحمل عليه، وتقديره
وهو، أي: التخصيص ينقسم إلى تخصيص بدليل متصل أو بدليل منفصل.