الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد ما تم وضع مصراعى باب الكعبة العالى كتب على اللوحة الفضية المثبتة على المصراعين بسم الله الرحمن الرحيم: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً} (الإسراء: 80) وكتب تحت الآية الجليلة: (تشرف بتجديد هذا الباب من سبقت له العناية من رب الهداية مولانا السلطان مراد خان ابن السلطان أحمد خان ابن السلطان سليمان خان ابن عثمان عز نصره فى سنة خمس وأربعين وألف 1045 كما نظم أحد الفضلاء التاريخ الآتى:
لذ بذا الباب كلما
…
خفت ضيق المناهج
فهو باب مجرب
…
لقضاء الحوائج
كان رضوان أغا قد عرض لوالى مصر ما تم عمله فى مكة المكرمة بمكاتبات خاصة قبل أن يصل إلى القاهرة، وقد أنهى مهمته الثانية فى مكة المكرمة وعزم على العودة إلى القاهرة حاملا معه مصراعى باب الكعبة العتيق.
وكان فى استقبال ذلك الباب السعيد الوزير حسين باشا وكبار الموظفين والعلماء المميزون وقد دخل إلى القاهرة فى تعظيم وتوقير.
ثم أمر الباشا أن يوضع الباب فى مكان مرتفع ليتبرك به الناس وأحاط السلطان علما بأن رضوان أغا عاد إلى القاهرة وقد أنهى مهمته فى مكة المكرمة وأن أهل مكة قد سروا جميعا مما تم عمله ودعوا للسلطان تكرارا ومرارا وقد علم بذلك من الرسائل التى ترد من مكة المعظمة.
وبعد فترة سلم مصراعى الباب العتيق لرضوان أغا لحملهما إلى دار السعادة ليحفظا فى الخزانة السلطانية ويعرضا للناس.
صورة للأمر السلطانى المرسل إلى شريف مكة مسعود أفندى بخصوص تجديد بيت الله
إن وزيرى محمد باشا - أدام الله إجلاله - الدستور المكرم، والمشير المفخم،
ونظام العالم الكائن فى محافظة مصر، وقد أرسل إلى سدتى السعيدة وعتبتى العالية وسماء اقتدارى رسالة مضمونها أن مهبط جبريل الأمين ومحل الوحى وتنزيل رب العالمين والذى نال شريف الذكر فى النص الشريف {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ} أن هذا البيت العتيق قد مال بعض أطرافه إلى الركوع مع مرور الأيام وكر الدهور والأعوام وأن قده وقامته مالا للسجود وقد قدر لملوك الأزمنة الماضية وسلاطينها شرف ترميمه وتعميره على قدر إمكاناتهم وفى زمن والدنا الماجد الساكن جنة الفردوس المرحوم والمفغور له - السلطان أحمد خان، أسكنه الله فى أعلى غرف الجنان - زاد ميل جدرانه للركوع ورئى جواز تعميره والترخيص له.
وحينما أراد أن ينال شرف القيام بهذا العمل الجليل القدر ويباشر تجديد بناء البيت وإذا بالشريعة الغراء - التى يجب تعظيمها وإطاعتها - لا تجيز تجديده وتسوغ ترميم جدرانها السعيدة وأركانها الركينة فقام به بعد هذا العمل مبعث فخره ومباهاته.
بينما كانت الحالة على هذه الصورة ساق الله سبحانه وتعالى الفعال لما يريد - فى هذا العام العميم الميمنة - أمطارا غزيرة على مكة المكرمة وأطرافها فتكونت السيول واقتحمت حرم بيت الله وحينئذ قد حان لنا أن نفتخر بخطاب الله الجليل {وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ} (البقرة: 125)، والقيام بخدمة التجديد مما يبعثنا على الفخر {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} (البقرة: 127) وقد أحسن الله - سبحانه - وتعالى إلينا - إذ شرفنا بهذه الخدمة الجليلة والشرف العظيم اللذين لم ينل أحد من آبائى الكرام العظام من قبل مثلهما.
{هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} (النمل: 40){وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ} . (البقرة: 207)
والآن - بعد الشكر على هذه النعمة - قد صدر أمرنا إلى وزيرنا المشار إليه فى محافظة مصر بأن مقدارا كافيا من أموال خراج أقباط مصر المحروسة والمال الحلال يكفى جدران البيت وتثبيت أساسه وأن يختار رجلا مستقيم السيرة