الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إفادة خاصة النقود الإسلامية
أردنا أن نبين وزن وقيمة العملات التى سبق ذكرها وعين عددها مثل الدينار والدرهم حسب المناسبة فى بعض وجهات المرآة، حتى يمكن تخمين قيمة النقود التى أنفقها السلاطين العظام من أجل تعمير أبنية الحرمين وتجديدها.
لأجل ذلك استصوبنا أن نعطى بعض المعلومات عن الأسباب القهرية التى أدت إلى قطع تلك العملات، وتواريخ ضربها.
يطلق اسم سكة
(1)
على النقش المخصوص الذى يضرب فوق النقود الرائجة من الذهب والفضة. وفى أوائل ظهور الإسلام أطلق على المسكوكات الذهبية اسم الدينار، وعلى المسكوكات الفضية اسم الدرهم، والمؤرخون متفقون على أن اليونانيين هم الذين صنعوا المسكوكات قبل هذا ب (2600 عام) وكانت على المسكوكات التى ضربت سواء أكانت فى أيام اليونانيين أو فى أيام ملوك الأمم
(2)
الأخرى بعض صور الحكام، وعلى بعضها صورة حيوان أو صورة قلعة أو شكل آخر.
وعندما ظهرت المسكوكات الإسلامية ذات العيار الصحيح وكسدت دنانير سوق الكفر، وفسدت دراهم المشركين المنتشرة، وكانت طوائف العرب فى بداوتهم الذين تركوا اهتمامهم بالدنيا يتعاملون قبل البعثة المحمدية بنقود غير مسكوكة، وأخذوا يتداولون النقود المسكوكة من الذهب والفضة بالوزن، فكل النقود العربية غير مسكوكة، وجرى حكم هذا التعامل فترة غير قليلة، حتى إن النقود التى اغتنمت فى عصر سيدنا عمر من بلاد الفرس لم ينظر إلى قيمتها الرائجة بل كانت ترد إلى الوزن ويتعاطونها بهذا الشكل. ولكن النقود التى ضربت فى مضارب الملوك الأوائل تختلف فى الوزن والنوع، وكانت النقود التى يتداولها
(1)
هذا التعبير اسم خاص بالمطرقة الحديدية وهى آلة للصرف وعربى الأصل.
(2)
يستثنى من ذلك ملوك اليهود لأن مسكوكاتهم كانت خالية من الأشكال.
العرب الذين يعيشون حول الحرمين المحترمين يطلق عليها البغلى والطبرى واليمنى، وكان وزن المسكوكة البغلية يساوى ثمانية دوانق والطبرية ست دوانق والمسكوكة اليمنية تساوى درهمين ولأجل ذلك يتعبون كثيرا عند تحويل النقود المسكوكة إلى الذهب والفضة.
وأراد عمر الفاروق أن يسهل الأمر على الناس فرد المسكوكات الرائجة بين أهالى الحرمين وهى الطبرية والبغلية إلى نصف وزنها وثقلها، وهو ست دوانق وفقا للمثل القائل «خير الأمور أوسطها» واعتبرها درهما واحدا، وقسم الدرهم الواحد إلى أربعة عشر جزءا، وضم ثلاثة أسباع حاصل التقسيم إلى ست الدوانق، ورفع الدرهم إلى مثقال، وأسقط ثلاثة أعشار المثقال، وأنزل المثقال إلى الدرهم، واستصوب أن يكون استخدام النقود الرائجة فى البلاد الإسلامية بهذا الوجه، والذى دفع عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى اتخاذ القرار بجعل المسكوكات المتداولة على وزن معين معلوم هو عدم تطابق النقود المضروبة فى عهد الملوك السابقين للمعاملات الشرعية، لأن النقود التى كان يتعامل بها الناس فى عهود ملوك الفرس قد سكّ بعضها على وزن عشرين قيراطا، وبعضها على اثنى عشر قيراطا، وبعضها على وزن عشرة قراريط مع الاتحاد فى الثمن.
وبما أن إعطاء الزكاة فى النقود التى تتحد فى الثمن وتختلف فى الوزن وهى إما ذهبية أو فضية غير مشروع، لذا اعتبر عمر الفاروق كل قيراطين قيراطا، وأنزل الستة قراريط إلى ست دوانق، وحول وزن القيراط القديم المتعارف بين الناس لتقديم المثقال الواحد، وألحق ستة قراريط إلى أربعة عشر قيراطا التى تكون درهما واحدا. وهكذا أبلغ مجموع القراريط إلى عشرين قيراطا، واعتبر مجموعها مثقالا واحدا، ودام القرار الذى أخذه الفاروق الأعظم بشأن المسكوكات إلى سنة 28 من الهجرة، وزادت الصعوبة فى تحويل المسكوكات الفضية والذهبية إلى الذهب الخالص غير المسكوكين بزيادة عدد المسلمين، وسلب هذا الأمر راحة الذين يبيعون ويشترون من أصحاب الحوانيت وأفراد
القبائل، مما دعا عثمان بن عفان (رضى الله عنه) إلى ضرب مسكوكات كافية من النقود وأزال من أذهان الناس قلقها بخصوص الأخذ والعطاء وكان ذلك فى مدينة هرتك
(1)
. أن أول ما ضرب من مسكوكات فى العصر الإسلامى هى تلك النقود.
سكت فريق المؤرخين عن المسكوكات التى ضربت فى السنة المذكورة والسنوات الهجرية 37، 38، 39، 40 هـ وقالوا إن أول من سك العملة فى العصر الإسلامى هو عبد الله بن الزبير، إذ عين أخاه مصعب بن الزبير واليا من قبله على البلاد العراقية فى عام (69) هجرى، وسمح له بسك النقود، وسك مقدارا كافيا من النقود وعرضها فى سوق التعامل، وكانت تلك العملة تحمل على أحد وجهيها كلمة «بركة» وعلى الآخر كلمة «الله» ، وبعد سنة أبطل الحجاج بن يوسف الثقفى سك هذا النوع من العملة، وسك عملة على شكل آخر وجعل على أحد وجهها كلمة «بركة» وعلى الوجه الآخر «الحجاج بن يوسف الثقفى» ، ويحتمل أن يكون عبد الله بن الزبير أول من سك العملة وذهبوا إلى أن أول من سك النقود من الملوك المسلمين هو عبد الملك بن مروان.
وتزعم الفرقة الثانية أن عبد الملك بن مروان عندما اعتلى عرش الممالك الإسلامية كثر تداول العملات الخاصة بحكومات الروم والفرس والهند، وكثر الغش والفساد بين أنواعها المختلفة، واختل التعامل فأمر عبد الملك بسك عملة خاصة بالمسلمين خالية من
(2)
الصور والأشكال التى على مسكوكات الأمم السابقة، وبذلك ألغى التعامل بالنقود الرومية والكسروية والهندية، وضربت دنانير ودراهم تزدان بنقوش إسلامية وكتب على وجه العملة كلمة «الله أحد» وعلى الوجه الآخر «الله الصمد» ، ويستند الفريق الثانى فى قولهم هذا على قول
(1)
هرتك اسم مدينة مشهورة فى إقليم طبرستان.
(2)
إن مؤلف كتاب الحضارة العربية يدعى أنه كان هناك نوع من النقود الإسلامية كان يحتوى على صور ورسومات إلا أن هذا الادعاء مردود.
صاحب مؤلف «محاضرة الأوائل» ، إلا أن صاحب كتاب «وفية الأسلاف وتحية الأخلاف» يخرج ويرد ادعاءات الفريق الأول والفريق الثانى، ويقول:«إن أول من سك العملة هو عثمان بن عفان - رضى عنه الله المنان -» ، وأثبت مدعاه ببعض الأدلة المقنعة.
وبناء على تدقيق وتحقيق مؤلف «محاضرة الأوائل» أن العملة التى سكت فى عصر عبد الملك بن مروان كان مكتوبا على أحد وجهيها جملة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وعلى وجهها الآخر كتب ونقش اسمه، وفيما بعد أضاف الحجاج الظالم بعد كلمة «محمد رسول الله» كلمة «أرسله بالهدى» .
وبناء على ما يزعمه صاحب كتاب «تحية الأخلاف» أن أحدا من ملوك الأمويين لم يكتب اسمه على النقود التى سكها غير الحجاج، بل اكتفى ببيان مكان سكها وتاريخ ضربها سواء فى عصر عبد الملك بن مروان أو عصر عثمان أو على أو عبد الله بن الزبير «رضى الله عنهم» .
كانت العملة التى ضربت وتعامل بها الناس من دنانير ودراهم وفق ما قرره عمر بن الخطاب لها من وزن وقيمة بفرض ستة دوانق وكل ستة دوانق درهما، وعدد درهم مع إضافة ثلاثة أسباع درهم له من حيث الوزن، وقسمت العشرة دراهم إلى سبعة أجزاء، وأضيف إلى كل حاصل الأجزاء ثلاثة أسباع درهم، فاعتبر مجموع ذلك مثقالا واحدا.
وبناء على هذا الحساب يزيد المثقال الواحد على الدرهم بمقدار ثلاثة أسباع درهم، ويقتضى أن يعادل كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم. وإن الأصول والقواعد التى أخذ بها فى ضرب النقود قد أرضت الناس، وتلقوها بقبول حسن، كما أنه قد عدل وأصلح شكل العملة وصورتها فى عصر عبد الملك، فأصبح ضرب العملة على هذا الوجه عصرا بعد عصر قانونا خاصا فى الأماكن التى تضرب فيها النقود فى البلاد الإسلامية.
إن الدينار والدرهم اللذين أصلح شكلهما كانا مستديرين، وعلى وجه كل واحد من النوعين دوائر صغيرة وكبيرة متداخلة ومتناسقة وعلى الدوائر جمل التهليل والتمجيد مع اسم عبد الملك وزمن ضربها وقطعها.
واستمر هذا القرار إلى أن اعتلى الموجودون عرش السلطنة، وعندما كان يضرب من جديد كان يغير اسم الخليفة وتاريخ سكها ومكانه.
وقد غير الملوك الموحدين شكل الدرهم فجعلوه مربعا وشكل الدينار جعلوه مستديرا، بتصويب مؤسس حكومتهم محمد بن تومرت، ورسموا فى وسط الدينار شكلا مربعا ثم كتبوا سواء كان فوق الدرهم أم الدينار جملا تتضمن التهليل والتمجيد، وعلى الوجه الآخر اسم ملك العصر وذيلوه باسم الخليفة وأبقوا وزن النقود ومقدارها كما كان من قبل.
ويدعى بعض المؤرخين أن العملة التى سكت فى عصر محمد المهدى كان مكتوبا على أحد وجهيها جملة «بلغت حجة الله» على الوجه الآخر جملة «تفرق أعداء الله» وإذا حسبت القطعة الذهبية العثمانية المجيدية مائة قرش يلزم أن تكون قيمة الدينار ثلاثة وثلاثين قرشا تقريبا، وكان ثقل الدينار ثمان وأربعين
(1)
شعيرة يعنى أنه كان يساوى حوالى اثنى عشر جزءا من ستة عشر جزءا من الدرهم. إلا أن العيار الحقيقى للدينار القديم غير معروف فتقدير ثمنه تقديرا صحيحا ليس فى الإمكان.
ويدعى بعض العلماء أن كلمة الدينار حرفت من كلمة «ديناروس» وكان يتداول فى وقت ما بقيمة (عشرة) آس في روما ثم بقيمة ستة عشر آس فى أوربا وكان مضروبا عليه رقم (خمسة عشر).
وبعد عهد شارلمان خلط بقليل من النحاس فقلت قيمته، وفيما بعد قلب نحاسا كاملا. يقال إن الفيلورى اسم آخر للدينار، ولكن فيلورى ليس اسم الدينار القديم بل اسم الذهب البندقى، والذى يعادل الذهب المزخرف والذى راج التعامل به فى جميع الجهات، وبما أن العملات قد تغيرت فيما بعد ففشا اسم
(1)
هذا القول من رواية الزمخشرى، إلا أن فريقا من العلماء ذهب إلى أن الدينار يساوى (84) شعيرة وبينما قال فريق آخر أنه يعادل (72) شعيرة وعند الجمهور قول الزمخشرى أرجح.
الفيلورى وكان الذهب البندقى الذى أطلق عليه فيلوريا كان يساوى عشرة قروش فى تلك الأوقات، ولعله يساوى الآن ما يقرب من خمسين قرشا. والدرهم معرب من دراخما اليونانية كما تنقله الكتب الفلسفية، وكان وزنه مرتب على أن يكون في ثمان وأربعين شعيرة، والفضة المجيدية كانت فى قيمة عشرين قرشا، ويلزم على هذا أن تكون قيمة الدرهم الواحد قرشين، وإن العملة الفضية التى أطلق عليها درهما كانت نقدا خالص العيار تداوله القدماء فى تعاملهم. وقال ابن فضل وهو يعرف التعامل المصرى إن المعاملات المصرية تتم بالدرهم والدرهم المتداول كان نصفه فضة ونصفه الآخر نحاسا، وكان وزن كل درهم يساوى ثمان عشرة حبة خروب وكانت كل خروبة تزن ثلاث قمحات وقيمته الشرائية تساوى خمسة وأربعين فلسا.
وعندما ضربت المسكوكات القديمة سواء أكانت دينارا أو درهما كانت الثمان وأربعين شعيرة تساوى درهما، والدرهم يساوى سبعة دوانق، والدانق يساوى قيراطين، والقيراط يساوى طسوجين، والطسوج يساوى حبتين، والحبة الواحدة كانت تعادل جزءا واحدا من ثمانية وأربعين جزءا من أجزاء الدرهم.
وعلى هذا الحساب يقتضى أن يكون الدينار نقدا مسكوكا فى وزن أربعة وعشرين حبة أو ستة دوانق، وتساوى أربعة وعشرين حبة، و 288 خردلة، و 288 خردلة تساوى 3456 فلسفا وهذه تساوى 20736 فتيلة و 20736 فتيلة تساوى 124416 نقيرة، و 124416 نقيرة تساوى 195325 قطمير، و 195325 قطمير يساوى 1943936 ذرة، والدينار الواحد يتساوى فى الوزن مع درهم واحد.
وخطوط وأشكال النقود القديمة كان يكتب فوق العملات التى سكت فى عام 28 هجرى فى فترة خلافة عثمان بن عفان - رضى الله عنه - بالخط الكوفى جملة «بسم الله ربى» ، وفوق العملات التى ضربت فى العام الثلاثين عبارة «ولى الله» . وعلى وجه العملات التى ضربت فى سنة 38، 39 جملة «بسم الله
ربى»، وعلى الوجه الآخر جملة «ولى الله» ، وفى وسط أحد وجهى العملات التى سكت فى العام الأربعين الهجرى سورة الإخلاص. وعلى أطرافها الدائرية جملة «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» ، وفى وسط الوجه الآخر «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» ، وحولها دائرا ما دار عبارة ضرب هذا الدرهم بالبصرة فى سنة 45، وكل هذه العملات ضربت فى عهد خلافة على بن أبى طالب رضى الله عنه.
وكتب على أحد وجهى العملات التى ضربت عام 70 هـ فى مدينة «جرد» وما ضربت فى عام 71 هـ فى مدينة «يزد» بالخط الكوفى «بسم الله» ، وعلى الوجه الآخر بالخط الفارسى «عبد الله بن الزبير أمير المؤمنين» وما ضرب من عملة عام 79 هـ فى «هرمز» وما ضرب عام 80 هـ فى مدينة الرى، ما ضرب عام 91 و 95 هـ فى مدينة جود، وما ضرب عام 97 و 98 هـ فى مدينة أردشير وحرة، وما ضرب عام 96 هـ فى مدينة «نمرة» ، وما ضرب عام 97 هـ فى مدينة «مرو» ، وما ضرب عام 98 هـ فى مدينة «جرد» وما ضرب عام 103 هـ فى مدينة «قرمان» ، وكل هذه العملات المتنوعة نقش فى وسط وجه منها سورة الإخلاص، وعلى أطرافها «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» ، وفى وسط الوجه الآخر «لا إله إلا الله لا شريك له» وحول هذه العبارة كتب تاريخ ضرب العملة ومكانه.
وفى عهد الخليفة العباسى «السفاح» عام 134 هـ ضرب نوع من الدراهم كتب حوله «بسم الله» ضرب هذا الدرهم بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائة، وفى وسطه «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» ، وعلى أطراف الوجه الآخر فى ثلاثة أسطر «محمد رسول الله» ، وكتب وسط هذه الدائرة «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» . وفى سنة 136 هـ ضرب فى الكوفة نوعين من الدراهم على نفس شكل الدراهم التى سبق ذكرها، وضرب منصور الدوانقى فى عام 144 هـ فى البصرة وعام 151 هـ فى بغداد دراهم كتب فى وسطها «مما أمر به الأمير المهدى محمد بن أمير المؤمنين» ،
وضرب الخليفة المهدى فى بغداد درهما فى وسطه عبارة «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» للخليفة المهدى سنة ستين ومائة.
وكتب فى وسط درهم «ضرب فى زمن الهادى بمدينة السلام
(1)
سنة سبعين ومائة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخليفة الهادى»، وفى عهد هارون الرشيد نقش على بعض النقود. بالمحمدية سنة ست وسبعين ومائة «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، للخليفة الرشيد بهلول، وعلى بعضها الآخر «بمدينة السلام سنة تسع وسبعين ومائة» ، وفى الوسط على وجه هذه النقود «محمد رسول الله مما أمر به الأمير الأمين محمد بن أمير المؤمنين جعفر» ، وعلى الوجه الآخر بالوسط» بالمحمدية سنة ست وسبعين ومائة»، وفى بعضها الآخر «بالمحمدية سنة ثمانين ومائة مما أمر به الأمير الأمين محمد بن أمير المؤمنين فى ولاية محمد بن يحيى جفر» ، وفى بعضها بالمحمدية سنة تسعين ومائة، وفى وسط هذه الدراهم «محمد رسول الله» ، وكتب على بعض ما ضرب فى زمان المأمون من نقود «ضرب بمدينة بلخ سنة خمس وسبعين ومائة محمد رسول الله مما أمر به أمير المؤمنين المأمون ولى عهد المسلمين عبد الله ابن أمير المؤمنين الفضل» وعلى بعضها كذلك «بمدينة بلخ سنة ست وثمانين ومائة محمد رسول الله ولى عهد المسلمين» ، وكتب وسط العملات التى ضربت فى أثناء خلافة الأمين العباسى:«يا سيدى محمد رسول الله الأمين الخليفة محمد أمير المؤمنين» وفى أواسط أطرافها» ضرب بمدينة سمرقند سنة تسع وتسعين ومائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له «وعلى هامشه الآخر «الله محمد رسول الله» وقد كتب فى وسط نوع من العملة التى ضربت فى أثناء خلافة المأمون «لا إله إلا الله وحده لا شريك له بن إبراهيم» وعلى أطرافها «بسم الله ضرب هذا الدرهم بهرات سنة ست ومائتين» ، كما كتب فى وسط الوجه الآخر «محمد رسول الله» ، وعلى أطرافها «رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» . وعلى وسط وجه نوعين من العملة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» ، وعلى أطرافها «بسم الله ضرب هذا الدرهم
(1)
مدينة السلام اسم آخر لبغداد.
بمرو سنة سبع عشرة ومائتين»، وخارج هذا الخط وفى داخل دائرة كتب «لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله» ، وعلى وسط الوجه الآخر «محمد رسول الله» ، وعلى أطرافها «محمد رسول الله أرسله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» ، وعلى طرفها دائرا ما دار «ضرب سمرقند سنة تسع ومائتين» ، وفى وسطها «لله محمد رسول، المأمون خليفة الله طلحة» لكنه لم يذكر اسم المأمون ولا طلحة على عملة ضربت فى دار السك فى سمرقند سنة 217 هـ.
وقد كتب فى دوائر نقود ضربت فى عهد الواثق بالله «بالمحمدية فى سنة عشرين ومائتين» فى وسطها «لله محمد رسول الله الواثق بالله» وكتب فى وسط الدنانير التى ضربت فى عهد القاهر بالله «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» وعلى دوائرها الخارجية كتبت «لله الأمر من قبل ومن بعد يومئذ يفرح المؤمنون» وفى دوائرها الداخلية «بسم الله ضرب هذا الدينار بنيسابور سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة» وفى وسط الوجه الثانى «محمد رسول الله القاهر بالله نصر أحمد» وفى دائرتها «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» .
وكتبت على نوع من فلس «ضرب فى عهد المطيع بالله «بسم الله ضرب هذا الفلس ببخارى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة» وفى وسطها مكتوب «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» ، وعلى الوجه الآخر» محمد رسول الله منصور بن نوح».
وقد أخبر مؤلف «تحية الأخلاف» أن كل هذه المسكوكات قد كشفت فى قرية من قرى إقليم قزان فى سنة (1280 هـ) والمسكوكات القديمة عبارة عن النقود التى سبق ذكرها.
وكلما تباعد عصر السعادة اختلفت النقود وتعددت نقوشها وشكلها حسب أمر وجه أهل العصر، ولا سيما فى عصر الدولة العلية - صانها الله تعالى من الآفاق والعاهات والبلية - قد كثرت أنواع النقود التى أخرجت لسوق التعامل شكلا ونوعا، مما يجذب الأنظار وظلت العملات التى راجت فى البلاد العثمانية إلى عهد السلطان «أورخان» الغازى مسكوكة بأسماء السلاطين السلجوقية، ولكن