الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونتيجة لإصلاح المجرى وتعميره بهذا الشكل أخذت تجرى إلى مكة فى كل دقيقة (5000) أوقية ماء وبما أن نصف هذه الكمية من المياه تكفى لإرواء كل أهالى مكة وسقيهم، فالمياه الباقية تجرى إلى بركة الأماجد حيث تكونت حولها بساتين شاسعة.
القسم الثانى: تعمير المواقع الداخلية:
أقيمت فى مكة تسعة صهاريج احتياطية وعدد من خزانات المياه ذات الصنابير، وشرع فى إنشاء الصهاريج الاحتياطية حيث أنشئ صهريج عظيم فى اتساع مائة وخمسون مترا مربعا، إن هذا الصهريج في حجم يكفى لاستيعاب (4470) أوقية من الماء بعد ما تم إنشاء هذا الصهريج، أنشئ صهريج آخر فى الحى المتصل بالموقع المسمى بالشيخ محمود يعنى فى حارة الباب، واتساعه أربعة وستون مترا مربعا، ويستوعب هذا الصهريج (2000) أوقية من ماء وبعد ذلك أنشئ الصهريج الذى فى حى جياد هذا الصهريج فى اتساع 220 مترا مربعا ويستوعب (1294000) أوقية ماء وهو أكبر الصهاريج حجما، وبعد الانتهاء من صهريج جياد أنشئ عقب ذلك الصهريج الذى يسمى دكة الحارة المتصل بحى حارة الباب، وسطح هذا الصهريج فى اتساع ستة وثلاثين مترا مربعا ويستوعب (150000) أوقية ماء ثم أنشئ الصهريج الذى فى حى الشامية باتساع (180) مترا مربعا ويستوعب صهريج الشامية (260000) أوقية ماء.
وبعد الانتهاء من بناء هذا الصهريج أقاموا صهريج شعب عامر، إن هذا الصهريج خلف مسكن السيد الشريف عون رفيق باشا وفى اتساع أربعة وثمانين مترا مربعا ويستوعب (854) أوقية ماء.
وبعد إكمال صهريج شعب عامر أقيم خزان فى حى كشاشية على مساحة ثمانية وأربعين مترا وسعة هذا الخزان (400000) أوقية من الماء، وبعد ذلك أقيم خزان فى شعب بنى هاشم، وكان هذا فى حجم شعب عامر ويستوعب نفس الكمية من الماء، وبعد إقامة تلك الخزانات التسع المذكورة تهدمت خزانة
باب العمرة فأعيد تجديدها، وبعد ذلك أقيمت ثلاثة صهاريج كبيرة بجانب فرن أميرى الواقعة أسفل قلعة جياد، وسواء خزانة أميرى أو هذه الخزائن أنشئت علي طرفيها أحواض، وبنى تحت الأرض صهريج كبير ووضع في جهة المسعى خمسة عشر صنبورا متوسطا، ووضع فى جهة عمارة أربعة صنابير كبيرة ثم حفر وصنع حوضين ذوى فسقية واحدة بجانب مركز الشرطة الجديد وفى القسم السفلى منه والكائن فى باب الصفا.
وفى النهاية ركبوا فى جهة باب الصفا سبعة صنابير وفي جدران مكتبة شروانى محمد رشدى باشا الكائنة فى المدرسة التى تحت باب الصفا اثنين وعشرين صنبورا، وفى الجهة الخارجية من باب الوداع ستة وأربعين صنبورا، فى موقع قريب من باب العمرة عشرين صنبورا، وفى وسط المدرسة الداودية خمسة وعشرين صنبورا، كما أنشئوا ستة أبنية ذات صنابير حجرية دائمة الجريان.
ولما كانت مبانى هذه الصنابير فى غاية الرصانة والمتانة فأهل الإيمان وهم يتوضئون منها فى الأوقات الخمسة، يرطبون ألسنتهم بالدعاء بازدياد قوة الإسلام وشوكته وعزته، وبعد ما انتهت عمليات تركيب الصنابير أمدّ بالماء الخزان الكائن وسط العمارة المصرية التى وضعت أسسها فى مكان مواجه لباب الصفا، ومن هذا الخزان إلى الحوض ذو الفسقية بواسطة أنابيب رصاصية، أمدت مستشفى الغرباء بمقدار كاف من الماء بالأنابيب الحديدية من الخزان الذى أنشئ فوق سوق الليل، وركبت فى مطبخها وصيدليتها وحمامها ومغسل ملابسها صنابير كبيرة دائمة الجريان.
كما أنشئوا فى الحديقة التى يتنزه فيها المرضى حوضا، ومن هنا إلى عمارة السلطان الخاصة بالذين يعنون بالحدائق والبساتين، وحولوا تلك الأماكن إلى جنة وتحولت عين زبيدة الآن إلى نهر صغير فالمياه الجارية فى داخل مكة يضيع نصفها عبثا، وأوصلت اللجنة المجرى إلى حارة الباب المتصلة بالشيخ محمود، وأنشأت هناك صهريجا احتياطيا واستفاد أهل مكة من توصيل المياه إلى هذا المكان، وأخذوا