الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاحتفال، وعند إدخال المحمل فى الحرم الشريف كان الطواف بالكعبة من العادات القديمة واستمرت تلك العادة إلى سنة (1292) وهى خاصة بالمحمل المصرى، وإلى تلك السنة لم يكن المحمل الشامى يدخل في الحرم الشريف ولم يكن يطوف بالبيت الحرام.
وفى سنة (1292) أدخل المحمل الشامى إلى الحرم الشريف بهمة وسعى والى الحجاز «تقى الدين باشا» وبعد الطواف بالكعبة شيعه الوالى المذكور وأصبح هذا من الأمور التى يرعى جانبها. وأصبح من العادات التى ترعى لدى سكان الحجاز أن يسبق المحمل المصرى الذى يحمل كسوة البيت الشريف وسائر الأماكن الأخرى المباركة المحمل الشامى، سواء أكان فى الدخول إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو عرفات.
ورسخت هذه العادة فى قلوب أهالى الحجاز؛ لذا كانوا يتمنون دائما أن يسبق المحمل المصرى الشامى؛ وإذا ما حدث أن دخل المحمل الشامى قبل المحمل المصرى؛ يطلق الناس على هذه السنة عام القحط.
لائحة
هذه اللائحة خاصة بشرح معنى المحمل الشريف، ووقت إيجاده. إن ما يتردد على ألسنة الناس من كلمة محفل تحريف لكلمة محمل، كما يطلق على القاعدة التى تصنع على شكل محفة خاصة لجلوس شخصين فوق الجمل اسم المحمل، بعد ما يركب هذا الشئ المكون من قطعتين على الجمل قد يركب على جهة منهما شخص واحد.
وكان يطلق اسم المحمل الشريف على الهودج الذى يحمل خرقته الشريفة صلى الله عليه وسلم وسواكه اللطيف وإبريق وضوئه ونعليه المباركين والأشياء المباركة الخاصة به فى أسفاره.
وكانت أمهات المؤمنين اللائى يرافقن النبى صلى الله عليه وسلم فى سفره يركبن فى ذلك الهودج.
وفيما بعد أعد جملا تبركا للمحمل ليحمل ستارة الكعبة الشريفة وبعض الهدايا. واستصوب أن يرسل أمام قوافل الحجاج الكرام. والآن يبعث بمحملين أحدهما من مصر، والآخر من باب السعادة، وينسب المحمل الذى يخرج من مصر لاسم «فاطمة» ، والذى يخرج من باب السعادة لاسم عائشة الصديقة رضى الله عنهما.
ورتب فى سنة (967) إرسال محمل من اليمن وابتداء إرساله فى عهد ولاية المرحوم مصطفى باشا. وكان لهذا المحمل أمير الحج وقائد وشيخ من قبيلة بنى مرزوق، وكان حجاج اليمن من قبل ذلك يذهبون ويرجعون بقوافل سريعة، وكان اسم المحمل الذى أخرج من اليمن «حيسى» وسمى كذلك لأنه كان يخرج من مدينة «حيس» الشهيرة كانت حيس مدينة معمورة واقعة على بعد مرحلة من جنوب مدينة زبيد، وقد اخترعت تلك المحامل من قبل (أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل المحاملى من المحدثين الكرام وولداه «محمد ويحيى» وأخوه «أبو القاسم» ، وفى عهد الحجاج الظالم وكان أعلاه مخروطى الشكل وتحسن شكله بمرور الأيام، وزين فى عهد فاتح مصر والشام السلطان سليم بكسا مذهبة وستائر لطيفة.
وجهز السلطان سليم في سنة (923) وفى الثامن من شهر شوال فى مدينة دمشق الشام محملا لا مثيل له فى العظمة والأبهة، وسلمه لقافلة الحجاج التى ذهبت فى ذلك العام، وأرسله إلى مكة المكرمة، والقلم يعجز عن وصف ما كان عليه ذلك المحمل من نظام وأبهة وعظمة.
إن أول محمل أرسل إلى الحجاز فى الدولة العثمانية العلية لهو ذلك المحمل المذكور الذى جهزه السلطان المشار إليه، ومازال إلى الآن يرسل على نفس الهيئة والشكل.
والمحمل الذى أمر السلطان سليم بصنعه كان محفة ذات أربعة أركان عليها قبة وأركانها الأربعة مزينة وقبتها كرة من الفضة، وعلى الكرة التى فوق القبة علم ذهبى، وقد كتب على قماش ستارة القبة منسوجا العبارة المنجية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وفى زماننا عندما ترسل هذه المحفة إلى الحجاز تبعث معها