الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحفادكم سيعتلون منبر الخلافة المنير» وبهذا أبلغهما ما أخبره به جبريل عليه السلام وقد دفعهما هذا الخبر إلى انتظار ذلك الوقت «انتهى» .
كان تعليق الكساء إلى سنة 533 خاصا وحصرا للملوك والسلاطين إلا أنهم فى تلك السنة شغلوا بدفع الأعداء وتهيئة ما يلزم من القوت للجيوش؛ ولذا لم يستطيعوا أداء خدمة تعليق الكسوة على الكعبة؛ لذا رتب كساء الكعبة من طرف التجار بطريقة اشتراك كل واحد منهم بدفع حصته اللازمة.
إن الرياح التى أخذت تهب فى أواخر سنة 643 هـ بشدة قد مزقت كسوة الكعبة وجعلتها قطعا فى يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر ربيع الآخر سنة 644 هـ وبعد هذا ظلت الكعبة بدون كسوة ما يقرب من واحد وعشرين يوما.
هناك مقترحات وأسباب كثيرة لسقوط الدولة العباسية وانقراضها إلا أن الناس عدوا تمزيق الكسوة بهذا الشكل مقدمة لزوال اللون الأسود شعار العباسيين وانقراض دولتهم، وفعلا قد سقطت الدولة العباسية بعد ذلك بفترة يسيرة.
وبعد ذلك الحادث بثمانية أعوام ظهرت نار فى «عدن» من سلسلة جبال مكة، وكانت هذه النار تسرى نحو البحر وتخرج ليلا دخانا أسود، وقد خاف الناس من ظهور هذه النار وقلقوا واضطربوا وأخذوا يديمون الدخول إلى الحرم الشريف للتوبة وللاستغفار، وتركوا الظلم والفسق والفساد وأخذوا يؤدون زكاتهم وصدقاتهم متجهين لعمل الخير. «حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة» .
محاصيل القرى السبع الموقوفة للكسوة الشريفة
حينما أخذت شمس خلافة آل عباس تتوارى بين سحب الانقراض والزوال، انتقل تجديد كسوة الكعبة إلى السلاطين المجاورة من ملوك اليمن وغيرهم.
فكانت كسوة الكعبة الشريفة لملوك اليمن حينا ولغيرهم من السلاطين حينا آخر.
وفى خلال عام 750 أوقف الملك الصالح إسماعيل، ابن الناصر محمد
المصرى، ربع أراضي القليوبية الخاصة بقرى سندس، وأبو الغيث، ويبنون على صنع الكسوة الشريفة، وعلى هذا أمر سلاطين مصر أهالى تلك القرى بصنع كسوة سوداء فى كل عام، ويرسلونها إلى مكة المعظمة، وعندما يتبدل السلاطين كانوا يضيفون إلى الستارة السوداء ستارة أخرى حمراء لتعلق على جدران الكعبة الداخلية.
وكان من العادة أن ينسج على الستارة الحمراء عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» الكلمة المنجية، ولكن أحيانا كانت تكتب آيات قرآنية جليلة وأسماء أصحاب المعالى، وفى عيد جلوس السلاطين المصريين ترسل إلى الروضة المطهرة للنبى صلى الله عليه وسلم قطعا من أقمشة خضراء، وحينما خلص السلطان سليم بن بايزيد خان «عليهما الرحمة والغفران» مصر من أيدى ملوك الشراكسة وجبت خدمته للحرمين الشريفين.
فكسا الحجرة النبوية المعطرة بأشكال ذات ألوان، وكسا الكعبة بكسوة سوداء على نحو ما كان عليه الحال فى السابق.
لأن السلطان سليم أزال الخلافة العباسية التي فى مصر ونصب الملوك العثمانيين خلفاء العالم الإسلامى واستولى على البلاد الحجازية المقدسة فجعل البلاد العثمانية قبلة المسلمين واستصوب أن يسير على آثار الملوك الشراكسة ورأى أن يصنع كسوة الكعبة أهالى القرى التى وقفها الملك الصالح لذلك، ورجح السلطان سليمان - جعل الله مثواه الجنة - أن يظل صنع الكسوة الشريفة فى يد أهالى القرى التى سبق ذكرها ولكن القرى التى أمر الملك الصالح أهلها بصنع الكسوة أشرفت على الخراب وقلت مواردها فقرر أن تكمل نفقات الكسوة من خزينة الدولة المصرية ثم أمر أن توقف قرى أخرى حتى تصل الواردات إلى نصابها لصنع الكسوة وأملى أن ترسل الكسوة الشريفة مصنوعة من وقف الملك الصالح.
القرى التى ضمها السلطان سليمان إلى وقف الملك الصالح كانت سبع قرى