الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبب بناء الحطيم وتاريخ تأسيسه
كانت أطراف المطاف الشريف إلى سنة (64) هجرية ساحة رملية وفى نفس السنة فرش عبد الله بن الزبير. الجهات الأربعة للمطاف بالأحجار الباقية بعد تجديد البيت الحرام بتوسيعه عشرة أذرع. وبعد ثمانى سنوات من هذا العمل هدم الحجاج الظالم الجدار الشامى الذى بناه عبد الله بن الزبير كما ذكر فى مكانه من قبل وأدخله إلى داخل الكعبة قدر ستة أو سبعة أذرع، وحتى يحفظ هذا المكان الذى خلا بالهدم من الطائفين
(1)
بنى ذلك الجدار الذى سبق ذكره أعلاه، وذلك فى سنة (82 هـ).
وقد أدى الجدار الذى بناه الحجاج الظالم مهمته إلى سنة (941 هـ) بترميمه من حين لآخر، إلا أنه ضعف وارتج بشدة عقب السيل الفظيع الذى حدث فى سنة (1031) وحينئذ هدمه السلطان مراد الرابع إلى أساسه وبناه من جديد.
وجدده السلطان عبد المجيد فى خلال سنة (1262 هـ) على أكمل صورة.
كان سطح داخل الحطيم الكريم مفروشا بحجارة سوداء صغيرة إلى عهد أبى جعفر المنصور. وفى سنة 139 هـ حينما حج أبو جعفر تأثر حينما شاهد حجارة جدران الحطيم، وكذلك أرضيته فى الداخل والخارج غير منظمة وفى حالة سيئة، استدعى زياد بن عبد الحارث والى مكة وقال له: إن هذا الجدار قد بنى بحجارة عادية وإننى أريد أن يفرش هذا الموقع المبارك فى هذه الليلة بحجارة رخامية لامعة منتظمة وابدءوا ما أريد لأننى سأتى غدا صباحا لمعاينته.
وأحضر زياد بن عبد الله عددا كبيرا من العمال والحجّارين، وتحت ضوء المشاعل والقناديل قد جدد الجدار ثم الأرضية حاملا العمال على بذل الجهود المضنية حتى الصباح، وانتزع الحجارة السوداء التى أراد أبو جعفر المنصور تغييرها، وفرش الأرضية بقطع الرخام المجلوة، وفى سنة (141 هـ) وبعد عشرين سنة من تجديد أبى جعفر أمر المهدى العباسى فانتزعت الحجارة التى فى داخل
(1)
لما كان هذا المكان من داخل كعبة الله فالمرور عند الطواف من خلال هذا المكان يفسد الطواف.
الحطيم وخارجه واحدة واحدة وفرشت الأرضية بقطع الرخام اللامعة
(1)
وذلك فى سنة (162 هـ).
دامت الإصلاحات التى أجراها المهدى العباسى فى المطاف الشريف (472) سنة، وفى عام (551 هـ) بعد أن غير الحجر الأخضر الذى يقال حجر إسماعيل من قبل المستنجد بالله بن المقتفى بالله احتاج المطاف الشريف إلى ترميم عظيم، غير المستنصر بالله الحجارة التى جددت فى عهد المهدى تغييرا كاملا، ثم كتب ما تم إصلاحه فى عهده فى الحرم الشريف على لوحة رخامية زرقاء، ثم ألصقها على جدران بيت الله الحرام، وكان ذلك عام (634 هـ).
وإن كان الملك جاقمق غير ما فرشه المستنصر بالله بعد مائة وتسعين سنة، وفى سنة (843 هـ) إلا أن أكثر رخام المطاف الشريف احتاجت إلى التسوية والإصلاح بعد سبع وثلاثين سنة، وعلى ذلك جددها السلطان قايتباى المصرى فى سنة (881 هـ) وبعده بست وثمانين سنة غير السلطان الغورى المصرى ما فرش فى عهد قايتباى فى سنة (917 هـ). وقد أمر السلطان سليمان بانتزاع ما تم إصلاحه فى عهد السلطان الغورى أو ما تم فرشه قبل ذلك. وفرش المطاف الشريف على أحسن وجه فتبدلت أرضية المطاف السعيد الرخامية وانتظمت حالتها فى سنة (959 هـ). وبعده بأربع وثمانين سنة غير السلطان مراد خان الرابع قطع رخام المطاف الشريف ورخام الأماكن الأخرى من الحرم الشريف سنة (1043 هـ) وقطع الرخام التى مازالت مفروشة إلى الآن هى الحجارة التى فرشت فى عصر مراد الرابع.
وقد أصبحت هذه الحجارة بمرور الزمن فى حالة غير منتظمة، وتحركت من أماكنها حتى اتسعت الشقوق بين قطع الحجارة قدر إصبع، فلم تنج أقدام الحجاج من الأذى حين الطواف وفى سنة (1296 هـ) أصلح مدير الحرم الشريف السابق أحمد أفندى بأن صب قصديرا بين الشقوق التى فى قطع رخام المطاف والرخام الذى فى داخل الحطيم.
(1)
لا يعرف الوقت الذى عين فيه حجر إسماعيل بالحجر الأخضر، لا بد أن زياد بن الحارث عين ذلك فى هذا التعمير.
واختلف العلماء فى تحديد مكان الحطيم بالنسبة للمسجد الحرام، وبناء على بعض الأقوال أن الحطيم فى داخل الجدار الذى سبق تعريفه، وباتصال جدار البيت الأعظم الشمالى أى لحجر إسماعيل، ويطلق على المكان الذى يقع بين ركن الحجر الأسود وبئر زمزم ومقام إبراهيم، وعند البعض يطلق على الفراغ الذى بين باب بيت الله ومقام إبراهيم، وفى قول يطلق على الميدان الذى يمتد فى ركن الحجر الأسود إلى حدود مقام إبراهيم، وبما أن القول الأخير يبدو أقوى من الأقوال الأخرى فالناس يجتمعون فى هذا الميدان للتضرع والدعاء والمناجاة، وكان أهل الجاهلية يجتمعون فى هذا الميدان حيث يتعاهدون أو يتحالفون.
والحطيم فى زماننا ذلك الجدار الميمون المبارك، وارتفاع جدار الحطيم (3 قدم و 4 بوصة) وله مدخلان وعرض كل مدخل (10) قدم، والفاصل بين الاثنين (29) قدما، والفاصل بين جدار الكعبة التى تحت الكسوة وجدار الحطيم (22 قدم 6 بوصة)، والمحيط الداخلى لجدار الحطيم المذكور (35 قدم، 5 بوصة)، والمحيط الخارجى (44 قدم، 4 بوصة) وتبلغ مساحة الأطراف الأربعة لأبنية الكعبة مع إضافة مساحة حجر إسماعيل (147 قدم 3 بوصة) كاملة.
والمقامات الأربعة التى يؤدى فيها أئمة المذاهب الأربعة صلواتهم تقع فى الأطراف الأربعة للمطاف الشريف الذى ذكرناه، فالمقام الحنفى فى الجهة الشمالية لكعبة الله، ومقابل ميزاب الرحمة المقام الشافعى فى الجهة الشرقية وخلف المقام الإبراهيمى الذى يواجه الكعبة، والمقام المالكى فى ظهر كعبة الله، والمقام الحنبلى فى الجهة الجنوبية فى مكان يواجه الحجر الأسود، وكل المقامات متصلة بالحدود الخارجية للمطاف الشريف، وقد أدى إمام كل مذهب الصلاة مع المصلين دون ترتيب منذ سنة (633 هـ) إلى سنة (790 هـ)، ولكن بعد سنة (790 هـ) أخذ إمام المذهب الشافعى يصلى بصلاة الفجر أولا، وفى الآخر يصلى إمام المذهب الحنفى، وفى صلوات الأوقات الأخرى يصلى إمام المذهب الحنفى وبعده إمام المذهب الشافعى وبعده إمام المذهب الحنبلى، وفى الآخر يصلى إمام المذهب المالكى.
قد استصوب أداء أئمة المسجد الحرام على الوجه المذكور فى خلال سنة (790 هـ) ومع هذا عند اتخاذ هذا النظام للصلاة أخذ أئمة المذاهب الأربعة أداء صلاة المغرب معا، وكان الناس يقتدون بالأئمة الأربعة فى جهات الحرم الشريف الأربع، فأخذت الأصوات تختلط مع بعضها مما قد يؤدى إلى فساد الصلاة.
وقال بعض من خيار العلماء إذا ما ترك نظام أداء صلاة المغرب مؤقتا بالأئمة الأربعة فى وقت واحد أحسن، وحاول بهذا أن يقضى على النظام الغير المعقول، لذا وضع الملك الناصر فرج نظام أداء صلوات المغرب بإمام واحد فقط، وبعد ما استمر هذا النظام ما يقرب من إحدى عشرة سنة اختل، ولا سيما فى سنة (816 هـ) أخذ أئمة المذاهب الأربعة يؤدون الصلوات فى وقت واحد وفى النهاية وضعوا النظام الحالى، والآن تؤدى صلاة التراويح فى أماكن مختلفة قد تصل إلى أربعين أو خمسين موقعا مع أئمة مختلفة يؤمون جماعات مختلفة، وكان هذا النظام مما يؤذى شعور الناس، إلا أنه قد اتخذ حكم العادة ومن الصعب حمل الناس على تركها.
والجماعات التى تصلى التراويح يسلم بعضهم بعد ركعتين، وبعضهم بعد أربع ركعات، ويطوفون بالبيت بعد السلام، ثم يبادرون لأداء صلاتهم وبعضهم يصلون التراويح بدون طواف وتكاد الصلاة أن تفسد أحيانا باختلاط الأصوات بعضها مع بعض، إلا أن وجود فوانيس مختلفة الألوان أمام الأئمة يضيف للحرم الشريف رونقا وجمالا.
وبناء على الفهرس الذى أخذ من خزينة مديرية الحرم الشريف أردنا أن ندرج صورة منه فيما يأتى فللمقام الحنفى (75) وللمقام الشافعى (25) وللمقام المالكى (15) وللمقام الحنبلى خمسة أنفار من الخطباء والأئمة، وخدمة المسجد الحرام يبلغ عددهم 172 نفرا غير الأئمة والخطباء.
الفهرس الذى يبين الأئمة والخطباء والخدم الآخرين، وعددهم وأنواعهم، بالحرم المكى.
عدد الأنفار\المقام الحنفى\عدد الأنفار\المقام الشافعى
26 \أئمة وخطباء موظف
(1)
\ 6 \خطيب وأئمة موظف
(2)
7 \ملازمو أئمة\ 12 \ملازمو أئمة
43 \المجموع\ 18 \المجموع
32 \ملازمو أئمة غير موظف\ 7 \ملازمو أئمة غير موظف
75 \المجموع الكلى\ 25 \المجموع الكلى
عدد الأنفار\المقام المالكى\عدد الأنفار\المقام الحنبلى
7 \خطيب وأئمة موظف
(3)
\ 2 \خطيب وأئمة موظف
(4)
8 \ملازمو أئمة غير موظف\ 3 \ملازمو أئمة غير موظف
15 \المجموع\ 5 \المجموع
(1)
الأئمة الموظفون والخطباء وملازمو الأئمة أربع طوائف لأفراد الطائفة الأولى لكل واحد 200 قرش، ولأفراد الطائفة الثانية لكل واحد منهم 100 قرش، والصنف الثالث لكل واحد منهم 40 قرشا أجر وظيفة، بينما الصنف الملازمون يخدمون دون أن يوظفوا.
(2)
هؤلاء أربعة أصناف أجر الصنف الأول 200 قرش، والثانى 100 قرش، والثالث 40 قرشا، والملازمون ليسوا موظفين.
(3)
أئمة وخطباء المالكية ثلاثة أصناف الصنف الأول أجره 200 قرش، والثالث 40 قرشا، ويخدم الصنف الثانى دون أجر بالملازمة.
(4)
لأئمة وخطباء الحنابلة نفس الراتب الشهرى.