الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القناديل توقد عليها فى ليالى شهر رمضان إعلانا للموحدين بحلول وقت الإفطار، ويؤذن عليها أذان المغرب، وتطفأ القناديل بعد السحور.
وبناء على قول تقى الفاسى كانت فى مكة مآذن غير مآذن المسجد الحرام فى مواقع محدودة، وكان لها موظفون مكلفون بأداء مهمة الآذان، وكان بانى هذه المآذن هارون الرشيد العباسى بناء على أصح الأقوال. وسواء أكانت تلك المآذن المذكورة أو المآذن القائمة فوق جبل أبى قبيس وعلى قمة الجبل الذى يقابل جبل الأجياد أو على جانبه وفى المكان الذى يواجه المجزر وفى شعب بنى عامر وجبل التناجة وعلى الجبل الأحمر يبلغ عددها 53 مئذنة، وبما أن تقلبات الزمن التى لا تبقى على أى شئ قد أفنت هذه المآذن لم يبق لها اسم ولا أثر.
وفى أوائل ظهور الإسلام كان يؤذن فوق كل هذه المآذن وكانت القناديل توقد عليها إحياءا لليالى رمضان، ولا أثر لهذه المآذن فى زماننا هذا، إلا أنه فى الليالى التى يثبت فيها قدوم شهر رمضان كان يعلن ذلك بإطلاق المدافع من فوق القلاع السلطانية، ويتبع نظام قنة لتبليغ ذلك لعربان البادية، أى بإيقاد الشموع والنيران فوق الجبال من هنا وهناك، ولا يبعد أن يكون هذا النظام قد اتخذ بدلا من إيقاد القناديل فوق المآذن وفى سنة (1275 هـ) بنى أحد الهنود فوق جبل أبى قبيس مسجدا ذا مئذنتين، كما أن أحد محاسبى ولاية الحجاز بنى على موضع شق صدر النبى الذى فوق جبل النور مسجدا جميلا، ولكن قراءة الأذان من فوق هذه المآذن ليست معتادة.
شعر
با من بمالك من عميم النعم
…
وجدت لك القرب فى الحرم
افتح عينيك وإنها صنع الإله تتملى
…
يا له حسنا أزليا يتجلى
وبعين قلبك انقل فى طريقة القدم
…
وبإجلال وتعظيم ادخل الحرم
فى كل أطرافه عمد من رخام
…
وكأنها الملائك فى قيام
يا له بيتا وعيون الحسان السود
…
كل هدب لها عمود
فى كل طرف مشاهد بديعة نور يسطع
…
كل مشهد من غيره أبدع وأروع
صعد هذا البيت إلى طاقات الآفاق
…
ومن كل طاق جعل له الرواق
بيت ملئ بالنور والصفا
…
كل حجر فيه جبل الوفا
كل ما فيه باللجين والنضار تحلى
…
كل شئ فيه من غيره أروع وأحلى
ظله المقامات الأربعة فيه
…
على رأس هذا الورى مظلة تحميه
اصطف عليه منار ومنار
…
يزرى بنضار الفلك الدوار
ظله إلى أوج الفلك يرتفع
…
وهو بظل الأشجار مجتمع
وظله من السماء العالية
…
ألقى على الفلك الغاشية
وعند تصعيد الأذان
…
جاءه روح القدس بالألحان
وعند تصعيد الأذان
…
جاءه روح القدس بالألحان
وعلى بابه وسقفه الكمال والسماح
…
طاف حولهما كأنهما الأرياح
وردة نضرة من بستان الخليل
…
أنارت منه عين قنديل الخليل
بمجلة الحبيب يعرف
…
وتضوع بما للحبيب من عرف
نور الإله فيك لم يزل
…
فيه الخلود لفيض الأزل
لزمزم كل بقاء وصفاء
…
للمنبر كل رفعة وسناء
ذؤابته جيد الروح تزيين
…
وينير عين الدنيا بالجبين
يهب الظلال كطوبى أرم
…
وخلوته ستار قصر القدم
يمضى الخلق فى ظلال من كرمه
…
ويحمل النيران المشعل فى حرمه
وله أنه متشحا بالسواد جاء
…
إلا أنه جاء على اليد بالآلاء
قدم بطلعه عنبرا انفحت
…
برعمه مسك فى الجنة نبتت
كسوته مسكيّة منذ الأزل
…
ولها فى ظلمة ماء الخضر المحل
أى بيت أقول إنه جبل نور
…
ساتره ستر الله الغفور
خاله الأسود مسك أزفر
…
وبه إنسان العين تنور
إنه ليس نقطة بل دائرة فى السماء
…
ولذا كان له صفة النقطة السوداء
الشمس والقمر بالرفعة يشتهران
…
إلا أنهما لهما عبدان
***