الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشريفة طوائف الكفر والغلاء، وجمع له بين اليائس والنداء، وصار ملكه الشريف بعون الله سبحانه مفردا خليفة الله على كافة العباد، ورحمته الشاملة بجميع البلاد، سلطان سلاطين الزمان، خلاصة خواقين آل عثمان السلطان ابن السلطان السلطان الخنكار الأعظم مراد خان لازال الوجود بدووام خلافته عامرا، وبدا برج الإيمان فى أيام سلطنته قويا ظاهرا، زاده الله قوة ونصرا، وشد بملائكته الكرام له إزرا، فتاريخ إتمامه قد جاء (أطال الله من أتمه عمرا) فى سنة 984.
الذيل
وبعد مرور ستة وثلاثين عاما على عمارة السلطان مراد للمسجد الحرام أمر السلطان أحمد خان الأول بتعمير جهات المسجد الحرام لاقتضاء الحاجة إلى ترميمها وذلك فى سنة 1020
(1)
.
وبعد قيام السلطان أحمد الأول بهذا التعمير بمدة وجيزة، لزم تعمير بعض المواضع فى أبنية الكعبة المعظمة والحرم الشريف، وعرض الأمر على السلطان مصطفى الثانى، فأصدر أمره بترميم ما يلزم ترميمه، وكانت خمسة مداخل فى السقف الشريف قد بليت فبدلت كلها، وجدد السلم الذى يفضى إلى سطح الكعبة بأن جعل سبع درجات من درجاته من الرخام، كما محا آثار البلى عن جوانب الحجر الأسود الأربعة، فهدمت وجددت وقد قدمت والدة السلطان كل ما أنفق لهذه العمليات.
وفى عصر السلطان عبد الحميد الأول بليت بعض أعمدة المسجد الحرام وبعض قبابه، فأمر السلطان بتغيير هذه الأعمدة وتعمير القباب، كما رممت مئذنة باب العمرة والمآذن الأخرى بعض الشئ، إلا أن معالم المسجد الحرام احتاجت إلى الإصلاح والتعمير والتسوية بعد فترة.
(1)
أراد المرحوم السلطان أحمد أن يسدى خدمة لم يقم بها أحد، وذلك بتجديد كعبة الله جاعلا إحدى أحجارها فضة والأخرى من ذهب، ولكن سعد الدين أفندى زاده ومحمد أفندى شيخ الإسلام فى ذلك الوقت رد على السلطان قائلا ولو أراد الله لجعل كل أحجار الكعبة من الياقوت فانثنى السلطان عن فكرته.
وفى السنة الميمونة التى وفق فيها السلطان مراد على تعمير بيت الله، وتم إصلاح وتعمير الأماكن التى احتاجت إلى التعمير والإصلاح وذلك فى سنة (1045).
وبعد ما أجرى مراد الرابع من إصلاح - أى من عام (1045) إلى عام (1080) - عمرت الأماكن التى قد اقتضى الأمر تصليحها شرعا، ولم يترك فيها موضع للإصلاحات الكبيرة، وقد اهتم بكل شئ سواء أكانت مبانى المسجد الحرام، أو كانت المواقع الأخرى من مدينة مكة المعظمة وما فيها من المآثر اللطيفة.
أمر السلطان محمود والى مصر محمد على باشا بإجراء كل ما يلزم إصلاحه فى الأماكن المقدسة التى دعت إلى تعميرها الضرورة الشرعية توا بلا استئذان، وفى أواسط عام (1235 هـ) عرف محمد على باشا أن الخلل طرأ على سقف الكعبة إذ تخلخلت بعض الألواح الرخامية، وأخذت المياه المجتمعة فوق سطح الكعبة طريقها إلى داخل بيت الله، وتبين وجوب ترميم وإصلاح كثير من المواضع خارج الحرم الشريف، وفرش سقف كعبة الله بالرخام المجلى الذى أرسل من إستانبول بناء على الطلب الذى قدم هناك، ودفنت الحجارة القديمة التى كانت تغطى سطح البيت فى حفرة حفرت بالقرب من بئر زمزم، وذلك بناء على رأى الشيخ عمر عبد الرسول وهو من الصلحاء المشهورين.
وبعد تعمير المسجد الحرام عمرت قبة مسجد الخيف الكائن فى منى ومئذنة مسجد المشعر الحرام
(1)
ومسجد نمرة
(2)
الذى يطلق عليه اسم مسجد إبراهيم، ومسجد غار المرسلات
(3)
ومسجد الإجابة
(4)
ومسجد الجن
(5)
ومسجد التنعيم
(6)
(1)
هذا المسجد اللطيف فى المزدلفة.
(2)
مسجد نمرة فى ساحة عرفات.
(3)
فى منى والناحية الجبلية من مسجد الخيف.
(4)
فى المعلى
(5)
فى جهة المعلى.
(6)
فى العمرة.
ومسجد الحديبية
(1)
ومسجد مولد النبى
(2)
ومقبرة خديجة الكبرى
(3)
ومقبرة آمنة
(4)
ودار السيدة خديجة الكبرى مع أضرحتها وقبابها
(5)
ودار خيزران
(6)
وضريح ميمونة
(7)
كل هذه المآثر قد جددت بإحكام، وفرشت من الداخل بطنافس غالية وزينت من الخارج بنقوش ملونة، وفى النهاية بدلت عدة أعمدة من أعمدة المسجد الحرام التى أوشكت على الخراب وذلك فى سنة (1235).
وكان السلطان عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان العادل قد بدل الأحجار التى تخلخلت داخل كعبة الله وحول الحجر الأسود الأسعد. كما جدد بعض القباب والأعمدة التى تحمل هذه القباب وأنشأ الأرصفة
(8)
التى تؤدى إلى باب على والمدرسة السليمانية والتى تمتد عبر الساحة القبلية للحرم الشريف، وبعد ذلك بسنة أرسل أربعة شمعدانات عالية على شكل النخلة لتوضع على الجهات الأربعة من الساحة القبلية للمسجد الحرام، وهكذا أنار الحرم الشريف وقبل إرسال هذه الشمعدانات كان الناس يؤدون صلواتهم فى الظلام ليلا، وبعدما أنار السلطان عبد المجيد أطراف الكعبة المعظمة كما ذكر، شيد بإحكام بعض أعمدة القباب التى آلت إلى الخراب وجدد الجدران التى حول مقبرة المعلى دائرا ما دار، كما أصلح الجدار الخارجى للحطيم.
وبما أن جدار الحطيم كان جديدا رأى الأهالى أنه لا مساغ شرعا لتجديده، إلا أن والى جدة عثمان باشا (وكان أمين البناء) فى ذات الوقت لم يهتم بما يقوله الأهالى، فجدد ذلك الجدار كما يحلو له، وبعد ما أتم عثمان باشا إصلاح جدار
(1)
فى وسط الطريق بين مكة وجدة.
(2)
فى داخل مكة.
(3)
فى مقبرة جنة المعلى.
(4)
هذا أيضا فى المقبرة المذكورة.
(5)
فى نفس مكة.
(6)
هذا أيضا فى داخل مدينة مكة.
(7)
بين وادى فاطمة ومسجد عمر.
(8)
وكان موضع الأرصفة أرضا رملية.