الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن كل واحد من طرفى أرضه فى الشمال والجنوب ثمانية أقدام، والجهة الشرقية أحد عشر قدما، وطرفه الغربى ستة عشر قدما، وبما أنه مؤسس تحت مكان اسمه «فرهادية» لا قبة له ولا مئذنة، وقد عرضت طائفة من الجن تبعيتها للنبى صلى الله عليه وسلم، فوق أرض هذا المسجد فى ليلة عودته من الطائف.
ودخلوا فى دائرة الإسلام المنجية، وبما أن حراس مكة المكرمة يجتمعون فى هذا المكان ليلا أطلق عليه مسجد الحرس أو موضع الخط.
وسبب إطلاق مسجد الخط عليه هو أن النبى صلى الله عليه وسلم، خط عدة خطوط فى تلك الليلة على الرمل وهو يشير إلى عبد الله بن مسعود المحمود العاقبة، ومن أسماء هذا المسجد اللطيفة «مسجد البيعة» إشارة إلى مكان بيعة طائفة الجن، وهؤلاء سبعة أنفار من الجنة، ينتسبون إلى الطائفة من جن بلدة نصيبين وأسماؤهم:
حسأ، مسأ، سأصبرا، ناصبرا، ابنا الأرب، ابنين، أخصم، وبعض الرواة يضعون بدل «ابنا الأرب»:«ازريان» ومكان «ابنين» : «أحقب» ، إن هذا المكان هو الذى بايع فيه الجن النبى صلى الله عليه وسلم، قبل البعثة، وقد أماط محيى الدين بن عربى، اللثام عن هذه الحقيقة.
حتى إن معاذ بن عبد الله بن معمر، وهو ممن أيدوا هذه الحقيقة، روى أن واحدا قد لف جنيا يسمى عمرو - نال الشهادة فى عهد خلافة الفاروق - فى خرقته ودفنه وال
حكاية
تالية الذكر تعود إلى سيدنا معاذ.
حكاية:
قال معاذ رضى الله عنه: كنت جالسا مع عثمان بن عفان، فمر علينا رجل وقال: بينما كنا نمضى من ذاك المكان هبت على طرقنا عاصفة كأنها زوبعة فى مكان قريب منا، أذرت ما على الأرض من قش فى الهواء، ثم أعقبتها زوبعة أخرى غاية فى شدتها، والتصقت بالزوبعة التى هبت أول الأمر وتشاجرتا مدة مديدة وكأنهما حيوانان يقتتلان ثم سكنتا، وهاتان الزوبعتان كانت كل منهما قد
هبت من سفح جبل، ولأن إحداهما حملت على الأخرى قلنا: لا بد من وجود سر فى هذا، وما كان فى وسعنا التقدم خطوة أو التأخر خطوة، لذا توقفنا هنيهة فى مكاننا.
وبعد أن اختفت إحدى هاتين الزوبعتين التى تخلع القلوب ببشاعتها والأخرى بالجبل لفترة انفصلت كل منهما عن الأخرى، وتوجهت كل منهما إلى جبل ولم يعد لهما من أثر.
وعند انفصالهما بدت إحداهما ضعيفة خائرة القوة، لذا تملكنا شديد الفضول فمضينا إلى مكان لقائهما فرأينا كثرة من الحيات وقد نفقت، وكانت تنبعث منها رائحة ذكية، ولكى نعرف أى حية تنفح هذه الرائحة الذكية شرعنا نقلب الحيات النافقة، وفى النهاية أدركنا أن رائحة المسك تلك تنفح من بطن حية صفراء الظهر بيضاء البطن.
ويا لها من حية عجيبة تنفح مسكا لم أر مثلها فى حياتى، فلففتها حول عصاى وفى قول آخر حول خرقتى ودفنتها فى طرف الطريق، ثم قفلت راجعا إلى رفاقى، وما أن هممنا بالذهاب حتى تراءت لنا من الجهة الغربية للمكان الذى كنا نجلس فيه أربع نساء قلن لنا: ليعلم من دفن عمرو - أى الحية المقتولة - أنه دفن شخصا صوام النهار قوام الليل، يرعى أحكام القرآن، وهذا الرجل قد آمن برسول الثقلين قبل أن تأتيه الرسالة بأربعمائة عام، وبعد البعثة لمبايعته وكان يستمع إلى الوحى، قلن هذا من كلامهن واختفين عن الأنظار.
كان هذا ما رواه معاذ رضى الله عنه.
وروى ابن حبّان هذه الواقعة كذلك فقال: إن الرجل المذكور قص على سيدنا عمر ما حدث فقال له الفاروق رضى الله عنه: نعم، فقد قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أن ثمة من بايعونى قبل بعثتى بأربعمائة عام» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء فى كتاب المرجان فى أحكام الجان الذى ألفه أبو البقاء الحنفى إن رسول الثقلين