الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمام الكوخ المذكور جدار باهر الأنوار يرتفع بمقدار ذراع، ويتصل بهذا الجدار من جهة الجنوب بصفة، يعلو هذه الصفة حجر مدور يميل لونه إلى السواد، يقول بعض أهالى مكة المكرمة أن هذا الحجر هو الرحى التى كانت السيدة خديجة تطحن بها القمح.
ويتصل بالجدار الشمالى للمسجد الشريف حجرة مقدسة كذلك، ولما بات من المعلوم - من خلال آثار موثوقة الدلالة - أن هذه الحجرة كانت خاصة بعبادات النبى صلى الله عليه وسلم وطاعاته، أشير إلى موضع سجوده صلى الله عليه وسلم بحجر من الماس مسدس الشكل قطره كقطر إصبع اليد، ووضع هذا الحجر وسط المحراب.
الأثر السادس عشر: مولد النبى
بيت يقع فى الجهة الشرقية لمكة المكرمة وفى شارع شعب أبى طالب الذى يسمى الآن: شعب بنى هاشم وزقاق المولد.
وهى دار ميمونة تقع فى سوق الليل وكانت تعرف فى عصر النبوة ب «دار التبابعة» . ومن العادات القديمة أن يخرج العلماء والأعيان الكرام من المسجد ويذهبون إلى الدار المذكورة موقدين المشاعل والقناديل، وبعد إقامة مراسم الطاعة والعبادة يعودون إلى حرم كعبة الله.
ومن العادات المتفرعة من الحفاوة بمولد النبى أن يقوم الناس بعد عودتهم من دار مولد النبى بالوقوف خلف المقام الشافعى وأمامهم الشخص الذى يتولى رياسة الروم بالدعاء للسلطان، وبعد أن يلبس بعض كبار الحاضرين الخلع حسب قواعد المراسم يصلون صلاة العشاء ثم يعودون إلى منازلهم.
ولم تكن هذه العادة قائمة إلى عهد السلطان مصطفى خان الثانى ابن السلطان محمد الرابع ولم تكن تلك الاجتماعات تنعقد فيه، فلما أراد السلطان المذكور أن يستزيد من الغفران وأن ينال الشفاعة النبوية قام باستحداث هذه الاجتماعات
واتخذها عادة ميمونة، لأجل ذلك ينعقد فى مكة المكرمة فى الليلة السابعة عشرة فى رمضان اجتماعات عظيمة بغية تعظيم بعثة نبى آخر الزمان صلى الله عليه وسلم، كما تجتمع جماعات كثيرة فى الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول للاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى المدينة المنورة وفقا لرغبة السلطان.
ولعقد هذين المجلسين أمر السلطان بمنح 3300 قرش سنويا من ريع مقاطعة مصر للإنفاق على إقامة ذلك الاحتفال. وقد صدر ذلك الأمر السلطانى فى سنة 1113 هـ، واستمر إجراء ذلك الحفل الميمون والاحتفالات السنية فترة ما، والآن تجرى الاجتماعات فى ليالى الثانية عشرة من ربيع الأول لسبب ما.
ومازالت نفقات هذين الاجتماعين ترسل من الخزانة المصرية إلى يومنا هذا ومازالت الاحتفالات تجرى وفق ما ذكرنا آنفا.
وقد ذكرنا فى المقال الثالث من الفصل الحادى عشر من مرآة المدينة كيفية الاحتفالات بالمولد النبوى السعيد.
وكانت العادة المرعية بين أهالى مكة المكرمة فى ليالى رمضان أن يقرأوا القرآن الكريم فى صلاة التراويح. وكان الإمام الحنبلى يختم القرآن فى الليلة الحادية والعشرين من رمضان، وفى الليلة الخامسة والعشرين الإمام الشافعى، وفى الليلة السابعة والعشرين الإمام الحنفى، وفى الليلة التاسعة والعشرين الإمام المالكى فيختمون القرآن بعد تمام قراءته.
وكان أتباع الإمام الذى سيختم القرآن يزينون المسجد الحرام بمصابيح وقناديل وفوانيس مختلفة، ومازالت هذه العادة قائمة ولكنها لا تنحصر فى أئمة المذاهب الأربعة لأن الذين يريدون أن يختموا القرآن يتفقون فيما بينهم ويصلون فى جماعة منفصلة، ومع هذا تعقد مجالس عظيمة فى ليلة ختم القرآن الكريم.
وفيما مضى كانت تعقد المجالس فى ليلة 27 من رمضان فى الجهة الشرقية