الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى سلك شهور سنة سبع وأربعين وتسعمائة من هجرة من لا نبى بعده وصلى الله عليه وآله وصحبه والذين وفوا عهده.
الذيل
مما يدرك من تلك الحجة الوقفية المذكورة أعلاه أن واردات تلك القرى الثلاث التى وقفها الملك الصالح قد بلغ ربعها فى عهد السلطان سليمان (89000) وربع ما وقفه العاهل المشار إليه من أربع قرى معمورة كان كالآتى: فقرية «سلكه» ريعها (30496) أقجه، وقرية (وسير ونجنجة) ريعها (71028) أقجة، أما قرية قريس الحجر فريعها (51304) وكوم ريحان (3748) وبيجام (14934) وقرية منية النصارى (60858) والبطالية (10484) أقجة ومجموع ريع هذه القرى جميعها فى العام (365،152) أقجة.
وصدر أمر السلطان سليمان بأن يخصص مبلغ (276216) أقجة لتجديد كسوة بيت الله الخارجية سنويا، وأمر بترك المبلغ الباقى وقيمته (88936) أقجة فى خزانة إدارة الأوقاف لتنميته عن طريق المرابحة فى خلال السنة المحددة إلى (1334040) أقجة وإذا ضم إليها مبلغ (664000) أقجة نقود التنمية تقريبا يلزم أن يتجمع فى خزينة الكسوة الشريفة في نهاية خمسة عشر عاما مبلغ (2،000،40) أقجة ويخصم منه مبلغ (276216) لتجديد المواضع التى جرت العادة تجديدها مرة كل خمسة عشر عاما مرة ويخصم من مبلغ (124867) أقجة لتجديد القصور، (572640) لتجديد ستائر الأضرحة الأخرى لاحتمال تناقص الواردات، واشترط أن تعمر القرى الموقوفة (666000) أقجة وأن تعان الأماكن الأخرى المنسوبة للسلطان المشار إليه، وإن أحكام هذا الوقف المكتوبة مازالت مرعية الجانب إلى يومنا هذا.
الأماكن التى تجدد كل خمسة عشر عاما
داخل كعبة الله الروضة المطهرة، مقصورة الحرم النبوى، المنبر النبوى، محراب التهجد، أبواب الروضة المطهرة، محراب ابن عباس، ضريح عقيل بن أبي طالب، ضريح الحسن بن على، ضريح عثمان بن عفان، ضريح فاطمة بنت أسد والأضرحة الأخرى المنيفة.
ومنذ أن تلقب السلاطين العثمانيون بلقب خادم الحرمين الشريفين إلى عهد السلطان أحمد خان - عليه الرحمة والغفران - كان كل واحد منهم - مادام معتليا عرش الخلافة - يرسل الستائر الداخلية للكعبة المعظمة والحجرة النبوية المعطرة، بعد أن تصنع فى القرى التى سبق ذكرها، لأن هذا أصبح قانونا منذ أقدم العصور، إلا أنه كان يتساهل فى دقة صنعها؛ لذلك أمر السلطان أحمد خان بصنع تلك الأقمشة في مصانع دار السلطنة حتى تراعى الدقة فى صنعها؛ وفعلا نسجت أستار الكعبة المعظمة الداخلية فى غاية الإبداع، وأرسلت في أواخر شهر جمادى الأولى سنة 1018 هـ وأرسلت إلى البلاد الحجازية عن طريق مصر، كانت تلك الستارة الشريفة التى أمر بصنعها السلطان المشار إليه تزن (4800) درهم وقد نسجت من حرير حلبى لا نظير له في بداعة الصنع، وكان طول الحرير المستخدم (1060) ذراعا وكانت جميلة إلى درجة أنه قيل إن باب السعادة لم ير مثيلا لها من قبل.
وقد شرع فى السنة المذكورة فى صنع شرائط ضريح السيدة فاطمة (رضى الله عنها) وكسوته وكسا الأساطين
(1)
الداخلية للكعبة المعظمة وتم وضعها كلها فى خلال عام (1019) وجعلت كل كسوة داخل صندوق خاص بها.
وفى الخامس عشر من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة أرسلت إلى الكعبة بواسطة مندوب خاص.
إن نطاق الكعبة المعظمة من أربع قطع طول القطعة منه واحد وخمسون ذراعا، وعرضها ذراعا وأربعة أخماس ذراع، وكسوة الروضة المطهرة التى تتألف من إحدى وخمسين قطعة طولها جميعا (745) ذراعا، وعرضها ستة أذرع وربع ذراع أما كسوة ضريح السيدة فاطمة فتتألف من عشر قطع وطول قماشها (100) ذراع وشريط هذا الضريح عشرة أذرع وربع ذراع، وعرضه ثلاثة أذرع وربع ذراع
(1)
هما الأسطوانتان الحنان والمنان.
وعقدة، فيكون العدد (17692) وقد أنفق (549) مثقالا خالصا من الصرة المزركشة الذهبية لزركشة الكسوة الغالية التى تتكون من ثلاث قطع قماش مذهب لكساء الاسطوانات التى فى داخل البيت المعظم والتى يبلغ طول كل واحد منها خمسة عشر ذراعا.
وعدد أساطين الكعبة المعظمة ثلاثة، وقد كتب فوق كسوة كل واحدة منها نسجا «الحنان والمنان» الأسماء الجليلة، ولذا عرفت هذه الأساطين بين الناس بأعمدة الحنان والمنان.
وترسل الكسا الخاصة بداخل البيت المعظم والحجرة النبوية المعطرة وضريح فخر النساء السيدة فاطمة (رضى الله عنها) من باب السعادة وترسل الكسوة الخارجية السوداء للكعبة الشريفة - كما كان فى الماضى - من الخديوية المصرية لحساب خزينة الأوقاف الهمايونية السلطانية محمولة على جمال المحفة التى تسير في مقدمة قوافل الحجاج الشامية والتى تحمل أشياء نفيسة أخرى مع الكسا، والتى يطلق عليها خطأ المحمل بين عوام الناس، ويصنع كيس مفتاح باب الكعبة والكساء الخاصة بمقام إبراهيم عليه السلام والستارة الخاصة به فى نفس المكان الذى تصنع فيه كسوة بيت الله الأكرم، ويلقى صنع هذه الأشياء المباركة عناية بالغة، وبعد إتمام صنعها ترسل إلى القاهرة حيث تحفظ فى مكان هيئ لها من قبل من ديوان محافظة القاهرة، وعند حلول الوقت المعين ترسل مع المحمل الشريف إلى مكة المكرمة.
نطاق كعبة الله حزام فى وسط الستارة الشريفة عرضه ذراع وأربعة أخماس ذراع، ويتكون هذا الحزام كما سبق ذكره من أربع قطع، قطعة لكل وجه من وجوه كعبة الله، وفى وسط كل قطعة دائريا كتب فى داخلها «يا حنان يا منان يا سبحان يا ديان» بعضها تحت بعض، وإن كانت خلفية الحرم سوداء اللون على لون الكسوة الشريفة؛ إلا أن الكلمات قد سطرت بخيوط ذهبية مسماة بصرمة وقد كتبت على الوجه المقابل لمقام الشافعى
(1)
الآية الآتية:
(1)
هنا مكان الدائرة.
وعلى القطعة التى تقابل المقام الحنبلى
(1)
:
وعلى الوجه المقابل للمقام المالكى
(2)
كتب:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (96) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ}
(1)
هنا أيضا مكان الدائرة.
(2)
هنا مكان الدائرة التى تحاذى الوجه الثالث.
{إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ} (آل عمران: 95 - 96)
وكتبت على القطعة التى تواجه المقام الحنفى السلطان الأعظم والخاقان المعظم مالك العرب والعجم السلطان الغازى عبد الحميد خان بن الغازى السلطان عبد المجيد خان بن الغازى محمود خان بن عبد الحميد خان بن أحمد خان بن الغازى محمد خان بن إبراهيم خان بن مراد خان بن عثمان
(1)
. وقد كبت على أماكن أخرى غير الحزام المذكور بالحرير الأسود الجملة المنجية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
(1)
هنا محل الدائرة التى تحاذى الميزاب الذهبى وقد كتبت فى داخل هذه الدائرة يا حنان يا منان يا ديان يا سبحان بل كتبت الآية الجليلة: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً (الإسراء: 84).