الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان صوم هذه الأيام مستحبا وغاية فى القبول لدى الله، فيجب ألا يصوم الحجاج فى اليوم التاسع منها؛ لأن الصوم سيورث الفتور والضعف للحجاج الكرام، ويحول دون أداء شعائرهم كما يجب.
إن خير الأدعية المأثورة فى هذا اليوم «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير» وكان نبينا صلى الله عليه وسلم، والأنبياء جميعا يواظبون على هذا الدعاء فى يوم عرفه. انتهى.
مساحة مسجد
عرفات
ثلاثون قدما فى الطول، وثمانية وعشرون قدما فى العرض، ويبدأ من حدود عرفات ويبعد عن الموقف الشريف ميلا واحدا. إن المكان الذى يطلق عليه موقف الإمام أعلى من سطح الأرض، ولم يكن له طريق يصعد إليه وينزل منه بسهولة؛ لذا جعل جمال الدين الأصفهانى له سلما ذا خمس درجات أو عشر؛ وأنقذ الناس من مشقة الصعود إلى الجبل ثم حفر عدة أحواض، وأنقذ الناس من مشقة العطش.
وبما أنه لم يكن فى الأول سلما ولا حوض ماء كان النساء يعانون من العطش ومن الصعود والنزول إلى مسجد الجبل عند الزيارة.
عرفات:
وعرفة اسم المكان الذى يقف فيه الحجاج يوم عرفة، أو هو اسم الجبل الذى بنى عليه مسجد عرفات ويبعد عن مكة المكرمة اثنى عشر ميلا.
فى قمة هذا الجبل وفى الجهة الشمالية من مسجد عرفات وهو بناء قديم، ويعرف هذا المكان على أنه مطبخ سيدنا آدم، ويفهم من هذا أن آدم عليه السلام تلاقى مع زوجته حواء - رضى الله عنها - فى هذا المكان، وعندما أتم بناء بيت الله وكان حينئذ قد أتم مائة سنة منذ أن هبط على وجه الأرض.
إن حجم جبل عرفات أصغر من جميع جبال الحرمين، ولكن قدره ومنزلته أعلى من جميع الجبال فى العالم، كما يفهم من مضمون هذه القصيدة.
إن هذا الجبل الذى يسمى «عرفات»
…
أكثر انخفاضا من جميع الجبال
وإن كان فى صورته من الجبال أصغر
…
إلا أنه فى المعنى أكبرها جميعا
امتلأ برحمات الله حجرها
…
يجتمع الإنس والجن حولها
إنها قمة كقمة الجبل سمت
…
أقامت خيمة نور القمر أشعت
حولها من الجمال أفواج وأفواج
…
وكأنما هى فى البحر أمواج
أكثر اتساعا من صدور من يحجون
…
وكل من فيها كلهم بعملهم مغولون
ولكن خارج الأرض الحرام
…
لتلك القوافل مقام كسوة مصر بالتمام
وفى الوسط محمل مسكى آخر
…
على رأسه ظله تظهر
لا تحسبن أنك تشاهد فيه الرمال
…
إنما فيه الجواهر والماء الزلال
لقد انبجس من سفح الجبل ينبوعها
…
إن من ماء الصفا ماؤها
مبرة آدم فى شمال الجبل
…
وفيه لسكنى الفقير محل
«فتوح الحرمين» تصدى الإمام الكرمانى شارح البخارى لتعريف كلمة عرفات وقال: إن عرفات أماكن متعددة وهو اسم المكان الذى يقف فيه الحجاج، وعرفه اسم اليوم الذى يسبق عيد الأضحى، ولهذا أراد أن يخصص هذا الاسم لمكان واحد، لهذا الجبل إلا أنه قد جانب الصواب، لأن هناك من نقل روايات كثيرة فى وجه تسمية عرفات منها أن آدم عليه السلام وحواء نزل كل واحد منهما فى مكان بعيد عن الآخر، وبعد مدة تلاقيا فى هذا المكان، ولذا سمى المكان بعرفات، وقول
آخر أن جبريل عليه السلام علم فى هذا المكان آدم عليه السلام مناسك الحج، ووضح له أن عرفات آخر مشاعر الحج، فأراد أن يتأكد من فهمه فسأله قائلا:«أعرفت؟ أعرفت؟» ، فأخذ الجواب «عرفت، عرفت» وهذا هو سبب تسميته بعرفات. وقول أخر بما أن عرفات من الأراضى المقدسة وكأنه قد عرف أى طيّب برائحة طيبة فأطلق عليها هذا الاسم، وهناك أقوال أخرى كثيرة فى هذا الموضوع.
وبما أن ذكر غير هذه الأقوال وتفصيلها سيدعو إلى الملل، آثرنا أن نكتفى بما ذكرناه.