الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أداء صلواتهم عند حلول أوقات الصلاة دون أن يزعجوا جماعات المذاهب الأخرى فى أثناء صلاتهم مقتدين بإمامهم.
وبهذه المقدمة قد جعل ما فى ضميره من عزمه على توسيع المقام موضع الاستشارة والبحث؛ إلا أنه لم يستطع أن يحصل على الموافقة فى ذلك اليوم، وفى اليوم الثانى كون لجنة حتى يستطيع أن يبنى المقام المذكور وفقا لخريطة أفكاره، وقد حصل على موافقة العامة على البناء، وفعلا بنى مقاما فخما وفق ما رسم خياله فى ذهنه من رسم مطبوع وشكل مرغوب، كما رفع فوقه قبة جديدة ثم عمر وأصلح ما يجب تعميره، وهكذا شيد وبنى الحرم الشريف على شكله ذاك فى أيامه وذلك فى سنة (923).
قد دام المقام الشريف الذى شيده مصلح الدين أفندى فترة طويلة إلا أنه احتاج للتعمير والترميم بفعل الزمن لذا هدمه حاكم جدة (خوش كلدى) من أساسه، وبنى مكانه مقاما مربعا لا يدانى فى الجمال من طابقين، وخصص الطابق الأعلى للمؤذنين والطابق الأسفل لجماعات الحنفية، وما زال ذلك المقام قائما بالطرز الذى بناه عليه (خوش كلدى بك) ولكنه وسع وجدد فى سنة (1017)، وأصلح وعمر فى سنة (259) كما ذكر فى الصورة الثانية من الوجهة الخامسة.
عندما وفق (خوش كلدى بك) فى تجديد البناء العالى للمقام الحنفى فنظم غبارى أفندى تاريخا لطيفا.
قطعة
المقام الخاص بسلطان الأئمة
…
إذا أصبح معمورا بمحامد ومحامد
طاف بسمعى من العاكفين بكعبة الأنس
…
اسمه هو (خير المساجد)
إذا لم يكن هو خير المساجد
…
فلم يكن التاريخ خير المساجد
سنة 949
بعد أن فرغ الأمير مصلح الدين من تعمير وترميم المقام الشريف وغيره من الأبنية مضى إلى المدينة المنورة وأخذ فى إحصاء عدد السكان ثم وزع ألفى أردب من الغلال السالفة الذكر على أربعة آلاف نسمة من السكان الذين قيدهم فى سجلاته عقب الإحصاء، وهكذا استجلب الدعوات الخيرة للسلطان العالى الشأن وذلك فى سنة (923) وإن كان ما وزعه الأمير مصلح الدين من الغلال فى سنة (923) كفى أهالى الحرمين الكرام فى ذلك الوقت إلا أن عدد سكان الحرمين زاد عاما بعد عام، وأصبحت المرتبات الحجازية لا تفى بحاجة الناس؛ لذا أوصل السلطان فى عام 926 العطايا إلى حد الكفاية.
واعتاد أن يرسل المخصصات بواسطة مصلحة الصرة، وإلى الآن ترسل المخصصات بهذه الصورة وتوزع كل سنة على سكان مكة أمام البيت الشريف بحيث يعود الذين استلموا عطاياهم المخصوصة فرحين مسرورين داعين لسلطان الزمان العثمانى وأهله بطول بقاء دولتهم عليهم الرحمة والرضوان، قد سددوا ديونهم التى تراكمت خلال السنة الحالية.
إن ما يطلق عليه الصدقات الرومية من هذه المبالغ هى قوام حياة أهالى الحرمين الشريفين لم يكن يرسل على عهد الملوك القدامى سواء من قبل ملوك الشراكسة أو الخلفاء العباسيين أو أسلاف السلاطين العثمانيين على هذا النحو، ولم يوفق أحدهم إلى مثل ما بعث السلطان سليمان.
والصدقات التى كانت تخصص فى عهد السلطان سليمان، لأى واحد كانت تؤول إلى أولاده بعد مماته، وإذا كان المتوفى بدون وارث كانت هذه الصدقات تعطى لأحد الفقراء المحتاجين.
وكان فى مكة المكرمة مخازن خاصة لوضع وحفظ الغلال التى ترد تباعا، وعندما ترد تلك الغلال كانت تحفظ فى تلك المخازن، وكان فى بعض حجرات مدرسة الشريف عجلان بالقرب من باب العجلة أى فى داخل الحرم الشريف مصلحة فى مديرية الحرم الشريف وهى التى تعطى إيصالات الاستحقاقات