الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة الثالثة تذكر وتفصل كيف علقت الكسوة على كعبة الله ومن الذين نالوا شرف كسوتها مؤخرا وما هو نوع القماش الذي كسيت به وكيف تم الحصول عليه وكيف تجرى الاحتفالات فيى مختلف المناسبات
؟
إن أول من كسا البيت الملك اليمنى من ملوك التبابعة «كرب بن أسعد بن عمر» سؤال ذى الأزعار بن أبرهة ذى المنارين الرايش بن عدى بن حيفى بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطنى غريب بن زهير بن هميسع بن العرفج حمير بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وكان حاكم اسمه «فيطون» سببا فى كساء كرب بن أسعد الكعبة المعظمة، وبناء على ما نقله أحد المؤرخين يروى أن أوسا وأخاه «الخزرج» بن الحارث بن ثعلبة العتيق هاجرا إلى المدينة المنورة قبل هجرة النبى (عليه أفضل التحية) بسبعمائة سنة. وقد كثر أولاد وأحفاد الأوس والخزرج وهما من آباء أجداد الأنصار الكرام، وشكل كل واحد منهما قبيلة وكان حاكم المدينة فى ذلك الوقت رجل اسمه «فيطون» .
وكان فيطون الدنئ هذا يهوديا من أشرار اليهود، ولم يكن يسمح لأية واحدة من فتيات اليهود بالزواج إلا إذا أزال بكارتها بنفسه، ثم حاول أن يطبق عادته المستكرهة هذه على فتيات الأوس والخزرج، إلا أن هذا الأمر قد اشتد على بواسل رجال قبائل الأوس والخزرج، وأخذوا يفكرون في طريقة للتخلص من فيطون هذا، وحدث فى ذلك الوقت أن حان وقت زواج أخت «مالك بن عجلان من حفيدات الخزرج، وبناء على هذا اقتضى الأمر أن ترسل الأخت إلى بيت فيطون المنكوب.
وفكر مالك في أن يجد طريقة للتخلص بها من فيطون فلبس زى النساء،
وذهب إلى دار فيطون وهناك استطاع أن يقضى عليه فى مكان ضيق من البيت، إلا أنه تأكد بعد ذلك أنه لا حياة له فى يثرب، فارتحل إلى اليمن وعرض الأمر على ملك اليمن فى ذلك الوقت وهو «تبع أسعد بن أسعد» .
وكان تبع أسعد رجلا سديد الرأى عادلا فاستاء كثيرا مما أخبره به ابن عجلان من أخبار مثيرة منفرة، وعقد العزم على أن يزيل ريح يهود يثرب ويسوى دورهم بالأرض هدما، فأعد العدة للرحيل وساق جيشه إلى حدود يثرب والبطحاء، وعندما بلغ تلك المدينة أعمل السيف فى ثلاثمائة من وجهاء القوم.
وبذلك ألقى الرعب فى قلوب من تبقى من اليهود، واستأذن يهودى يسمى شامول بلغ من العمر مائتين وخمسين عاما فى الدخول إلى مجلس الملك، وعندما أذن له بالدخول قال أيها الملك: قد جاء فى الكتب المقدسة أن هذا البلد سيكون مهجرا لنبى آخر الزمان، وإن اسمه الشريف «أحمد» ، وهو من مكة المكرمة ومن صلب إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، وسيبطل جميع الأديان الأخرى وسيشتهر بلقب «خاتم الأنبياء» .
وبناء على ذلك فنيّتك الملكية في تدمير البلد وتخريبه تخالف تقدير الله، لذا يجب عليك أن تتخلى عن فكرتك هذه، وأن تظهر الندامة وهذا أولى بك وأجدر.
وهكذا نطق اليهودى بما أوجب القدر النطق به، وبما أن نطق شامول الذى خاطب به الملك قد أثر فيه، وأضاء نور المحبة المصطفوية جنبات فؤاده، ترك حرب اليهود وأكرم أهل المدينة المنورة ببذل العطايا لهم، وأظهر المحبة التى فى قلبه نحو حبيب الله، ثم اصطحب ذلك اليهودى - أو على رواية أخرى - اصطحب ثلاثة من أحبار اليهود الزهاد، وسار نحو الكعبة المعظمة لابسا ملابس الإحرام، وبعد الزيارة توجه نحو بلاد اليمن عائدا مصطحبا معه ابن يامين بن عميرى من أحبار قبيلة بنى نضير وعلى ما سبق ذكره، وأخذ معه «شامول» أو «سحيت وبامين» .