الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى رواية ثالثة: أن عظيما من هذه الطائفة كان يكتب خطا دقيقا متقارب السطور، واشتهر بذلك أى كان مقرمط الخط، فسميت الطائفة المذكورة بالنسبة له قرمطى.
مذهب القرامطة وطقوسهم
وإن كانت طائفة القرامطة الملاحدة الخبيثة يعترفون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق - رضى الله عنه - وأعلنوا فى الظاهر انتماءهم لمذهب الإسماعيلية، ولكنهم فى الباطن كانوا يحلون المحرمات، ويسفكون دماء المسلمين، كما أنهم كفروا من ليس على مذهبهم، ومن كلمات الكفر التى تنسب إليهم قولهم: لما كان المنى أطهر من البول فلماذا يجب الغسل بعده ولا يجب بعد التبول؟
إن أداء الفرائض الخمس عندهم طاعة أئمتهم المعصومين، وإطاعة أوامر الذين يمنعون وينهون عن طريق الإلحاد والكفر والإباحة من غيرهم بعد البحث عنهم، والزكاة عندهم إعطاء الإمام خمس المال وفى رواية أخرى تزكية النفس بالتفوه بكلمات الإلحاد، «والصوم» عندهم حفظ أسرار المذهب وكتمها، والزنا عندهم إفشاء أسرار المذهب بدون مقابل، ومع هذا يدعون أنهم يقتدون بالملائكة ويخالفون الشياطين.
ويكنون بالوضوء عن محبة الإمام ومصاحبته، والاحتلام هو كشف الأسرار لمن ليس لها أهل، والكعبة والصفا كناية عن النبى، والمروة كناية عن باب على، والتلبية كناية عن إجادة المخاطب، والطواف كناية عن حب الأئمة كذلك، والجنة كناية عن الاستراحة من التكاليف الشرعية، والجهل كناية عن اختيار مشقة التكاليف الشرعية، يطلقون على حدة الذين ينسلخون عن الدين كليا «الخلع» ، والخروج عن الدين «السلخ» والذين يصلون لهذه المرتبة يباح لهم جميع المحرمات، ولا شك فى أنهم يعترفون بالكفر والإلحاد.
ومن جملة معتقداتهم الباطلة استحلال شرب الخمر، وعدم الاغتسال بعد الجنابة، وحصر الصوم فى اليومين (فى يوم المهرجان والنوروز)، واعتبار الحج
إلى القدس فرضا، وإضافة قولهم (أشهد أن محمد بن الحنفية رسول الله). كل هذه من جملة اعتقاداتهم الباطلة.
وبناء على ما جاء فى تاريخ نظام الملك بالتفصيل: إن طائفة القرامطة الحقيرة أينما ظهروا وأينما امتدت نار شقاوتهم وأينما حلوا فى الآفاق ظهروا بأسماء مختلفة، فمثلا عرفوا فى حلب ومصر ب «السبعية» وظهروا فى بغداد وما وراء النهر باسم «قرمطى» ، وظهروا حول الكوفة باسم «مباركى» واستولوا على البصرة باسم «روندى، برقعى» وعلى الشام باسم «المبيضة» وذكروا باسم «سعيدى» عندما هجموا على أرض المغرب، والجنابى فى الإحساء والبحرين.
وفى أصفهان «الباطنية» ، وأسماء «حرمية، بابكية ومحمرية» من الأسماء الخاصة بتلك الطائفة، وسبب تسميتهم بالحرمية لأنهم أحلوا المحرمات، و «بابكية» لأنهم اتبعوا أحد الخارجين الذى يسمى «بابك» ، و «المحمرية» لأنهم ارتدوا ملابس حمراء فترة حينما اتبعوا «بابك» .
والسبب فى عد القرامطة أنفسهم من الطائفة الإسماعيلية هو لعين اسمه «عبد الله بن ميمون» الذى كان من قرناء عبد الإمام محمد بن إسماعيل، والدنئ كان يسمى مبارك، وكان الإمام المذكور قد زار بغداد فى أيام هارون الرشيد.
وبعد ما مات الإمام محمد بن إسماعيل، أخذ عبده مبارك يتجول هنا وهناك حزينا مغموما، ويسكب الدموع حيثما حل، وكان مبارك هذا حريصا على أن يكتب بخط باربك فعرف بين أقرانه بقرمطى. وعرض عبد الله بن ميمون - سالف الذكر والذى كان من أفراد قبيلة أهواز - صداقته على مبارك، واستطاع أن يكسب ثقته بإظهار الصلاح والزهد ولازمه، بالتدريج استطاع أن يقنعه بأقواله.
وقال له يوما: «يا مبارك إن ولى نعمتك وسبب جاهك هو الإمام محمد بن إسماعيل كان صديقى الذى يطلعنى على جميع أسراره، ويطلع على جميع أحوالى، وكم أطلعنى فى حياته على كثير من الأسرار، وكم من علوم لقننى، هذا ما لا تعرفه أنت، ولا من كان متصلا به» وانخذع مبارك بأقوال عبد الله وصدقه، وطلب منه أن يعلمه تلك الأسرار والعلوم فعلمه حروفا معجمة،