الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التاريخ اللطيف الذى نظمه غبارى أفندى الشهير عند تجديد الميزاب
قطعة
يا مولاى أنت فيض العالم
…
بدا فى هذا الميزاب غيض
أرونى من ميزاب فيضك
…
فقد أصبح تاريخ (ميزاب الفيض)
وعند وصول الميزاب الفضى بدأ تعمير رخام المطاف والحرم الشريف والمنزل الذى ولد فيه النبى صلى الله عليه وسلم وأتموا ذلك فى 962.
هذه هى صورة الخطاب السلطانى الذى أرسله السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان يتضمن إرساله قطعا من الفضة لتجديد ميزاب كعبة الله وقطعتين من الثياب الثمينة إلى أمير مكة المكرمة السيد الشريف شهاب الدين أحمد أبى نمى تكريما له، وأن تحققت للأمير رغبته فى إرسال الميزاب القديم للتبرك. « .... وإلى الآن من يخرجون إلى أداء فريضة الحج وزيارة الروضة المطهرة بعون الله المتعال من الحجاج المسلمين يرغبون فى نيل سعادة مسح وجوههم بتراب الحرم النبوى الطاهر، ويسعون لتحقيق الدعوة الكريمة» {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} (البقرة: 196).
بكل نقاء روحى ويصلون إلى الحرمين الشريفين والمقامين المتينين مهبط الروح الأمين ومنزل الوحى، قاطعين المسافات وطاوين المراحل، يصلون إلى أعظم بقعة حيث يمسحون وجوههم على ساحة المطاف المعظم، وهم يتضرعون فى عبودية تامة وخضوع شديد، ويشعر عندئذ كل واحد منهم كأنه سلطان الدنيا وملك العالم، وأنه علا فوق كل شئ ومع كل هذا يقف أمام المقام الإلهى بكل خضوع وذلة، متجردا من ملابسه التى يفتخر بها، ملتفا بملابس الإحرام داعيا متضرعا مستغيثا، والمسلمون فى تلك الحالة الروحية السابقة عليكم أن تعظوهم بالاستمرار فى الأدعية المستجابة لدوام دولتنا وعزنا وقوتنا، وعليكم أن تبذلوا
سعيكم فى وضع الميزاب الجديد ومستلزماته فى أماكنها، وذلك فى احتفال عظيم يحضره العلماء الصالحون والأشراف والأتقياء وأطفال المسلمين، وحسب العادة يتلون القرآن الكريم ويختمونه، ثم يتوجهون إلى الله ضارعين داعين لانتصار جيوشنا فى البر والبحر، وخذل أعدائنا اللئام وعندما يصل إلى مينائى جدة ينبع من مصر القاهرة ما أنعمنا به من الغلال والخيرات وما تقرر إرساله من جانبنا من صدقات ونذور، تحت وصاية أمير أمراء الحبشة المالى، وأميرنا الموثوق به عليكم أن تبذلوا كل الهمة لاستلامها، ونقلها على ظهور الجمال إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحسن توزيعها على فقراء الحرمين حتى تنتظم معيشتهم ويستقرون وأرجو أن تبذلوا سعيكم لترميم بيت الله، وإتمامه على النحو الذى سبق توضيحه.
ولما أنكم نلتم رضانا أكثر من أجدادكم الكرام، ونالت أعمالكم استحساننا على ما أوفى إلينا رجالنا الموثوق بهم، فاستوجب كل هذا الثناء عليكم، وأملنا أن تظلوا راعين جانبنا خاضعين لنا كأجدادكم العظام، وأن تعملوا دائما على بذل الجهد لخير دولتنا، وإذ فاض كرمنا نحوكم رأينا أن نرسل لكم خلعتين فخمتين إحداهما من السمور، وهى خلعة فخمة عظيمة يحملها مع رسالتنا السلطانية قدوة الأماجد والأكارم مصطفى أغا من المسئولين عن مطابخنا دام مجده.
وعندما تصل هذه الأشياء عليكم أن تلقوها بكل عناية، وأن تلبسوا الخلعتين بكل فخر مظهرين خضوعكم وصداقتكم لدولتنا، وفق ما جبلتم عليه أبا عن جد، وأن تضعوا لوح الميزاب المبارك فى مكانه فى ساعة مباركة ميمونة، وأن ترسلوا إلينا بالميزاب القديم لنحتفظ به تبركا، وبناء على عاداتكم المرضية أن تداوموا مع الأشراف والعلماء وعامة الصلحاء بالدعاء لاستمرار دولتنا عزيزة قوية، وأن تعتنوا برعاية الحرمين الشريفين وصيانتهما بكل دقة وعناية حتى تنالوا رضانا التام، واحترامنا الموفور». انتهى.
وبعد تحويل الميزاب الشريف إلى الفضة بإحدى وستين سنة، بدله المرحوم السلطان أحمد خان من فضة مزخرفة بذهب خالص، وبعد ذلك باثنين وعشرين عاما زخرفه وزينه من جديد، وبعد مرور مائتين واثنين وستين عاما جدده