الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة الثانية تعرف من قدم إلى الكعبة المعظمة المعلقات والستائر القيمة
إن ملوك العجم كانوا يوقرون الكعبة المعظمة ويعظمونها بتقديم الهدايا وما يعلق عليها، وإن كان أول من قدم الهدايا إلى كعبة الله توقيرا لها وتعظيما لشأنها مجهولا فى نظر التاريخ، إلا أنه من المحقق أن من أرسل ما يطلق عليه العرب «غزالتى الكعبة» هو اسفنديار أو على قول ساسان بن بابك من ملوك الفرس، وكانتا من ذهب خالص.
حتى إن العرب يعتقدون اعتقادا جازما أن أول ما قدم من هدايا إلى الكعبة المعظمة هما هاتان الغزالتان، كما أن العرب يروون أن بابك أهدى إلى الكعبة المعظمة غير الغزالتين الذهبيتين أنواعا من الهدايا الذهبية والجواهر.
كما أنهم يروون بالأدلة أن أول من أهدى من العرب إلى الكعبة المعظمة من الهدايا هو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة من قبيلة قريش إذ علق على الكعبة سيفين مذهبين.
وقد دعا كلاب بن مرة قبل جميع سكان الجزيرة العربية وأعيانها إلى إحراز شرف تقديم الهدية إلى الكعبة. إن أبا زوجه قدم له سيفا ذا قيمة مذهبا ومشهورا لدى العرب. وكان «أسد بن سيل بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر بن الحارث بن عمليق بن خشعمة بن يشكر بن بشير بن صعب بن دهمان بن نضر بن الأزد» الذى اشتهر بترصيع السيوف، واختراع هذا النوع من السيوف المذهبة، قد صنع هذين السيفين وأهدى أحدهما إلى ابنته فاطمة، والآخر لزوج ابنته كلاب بن مرة وهما أهديا هذين السيفين إلى الكعبة المفخمة ليحفظا فى خزينة بيت الله.
إن هذين السيفين المخترعين لم يكن للعرب عهد بصنعهما، لذا زادت فى عيون شجعان العرب الذين يفتخرون بعمل أجمل الأسلحة.
وعد إهداؤهما إلى الكعبة تضحية عظيمة من قبل كلاب بن مرة، ومن أجل ذلك علت مكانته فوق صناديد العرب والأشراف. وإن لم يقدم بعد كلاب بن مرة إلى عصر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف هدية إلى الكعبة، إلا أن عبد المطلب بن هاشم حينما أخرج من بئر زمزم الغزالتين الذهبيتين وسيفا ثمينا مرصعا وكثيرا من الذهب أهداها كلها إلى الكعبة المعظمة محبة لها، وكانت الغزالتان هما اللتان أهداهما ساسان بن إسفنديار إلى الكعبة كما سبق ذكره.
وأول من زين بيت الله فى الدولة الإسلامية هو عمر الفاروق، وبعده عبد الله بن الزبير وقد علق عمر الفاروق ما اغتنمه فى أثناء فتح المدائن من هلالين ذهبيين في داخل كعبة الله، كما كسا عبد الله بن الزبير أساطين الكعبة بصفائح من ذهب، وجعل مفتاح الكعبة من الذهب الخالص.
وقد أهدت مارية بنت أرقم من بنات ملوك بنى حنيفة زوجا من القرط الغالى النفيس، وكان هذا القرط من در نادر من حجم بيضة الحمامة، ويساويان أربعين ألف دينار تقريبا، وبما أن أحدهما كان لا نظير له سميت صاحبته بذات القرطين.
وقد انتقل هذان القرطان فيما بعد إلى أيدى الملوك، حتى انتهى الأمر إلى عبد الملك بن مروان الأموى وعندما زوج ابنته فاطمة من عمر بن عبد العزيز أعطاها هذين القرطين. وأخذ عمر بن عبد العزيز فى عهد خلافته هذين القرطين ووضعهما فى خزينة الدولة.
ولما توفى عمر بن عبد العزيز وتولى السلطة يزيد بن عبد الملك، أخذ القرط ورده إلى أخته فاطمة، إلا أنها لم تقبله، وعندئذ أهدى يزيد القرط إلى زوجته ولا يعرف بعد ذلك إلى أين انتقل ذلك القرط ومن الذى امتلكه.
وقد بين «الإمام تقى الدين» من مؤرخى الكعبة الأوائل كيف زين كلاب بن مرة الكعبة معلقا سيفا محلى. ثم ذكر ناقلا من تاريخ الإمام الأزرقى أسماء الذين قدموا أشياء ثمينة متنوعة لتلك البقعة المقدسة واحدا تلو الآخر.