الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن مبانى البئر الشريف الموجودة فى يومنا هذا من آثار السلطان عبد الحميد خان الأول كما هو موضح فى التاريخ الذى فوق الباب.
وعمق بئر زمزم المكرم 99 قدما و 3 بوصات كما ذكر آنفا، وماؤه فى كل آن وزمان (45 قدما)، إذا ما نظرنا إلى أقوال المسنين من السقاة الذين يوثق بهم أنه إذا ما سحب الماء من بئر زمزم ليلا ونهارا ولفترة طويلة من الصعب أن ينزح ماؤه.
مساحة بيت الله الأكرم
قال المرحوم السيد غبارى لأحد أحبائه وهو مؤلف كتاب مساحة بيت الله الأكرم: «سقط شخص فى بئر زمزم فى عهد السلطان سليمان خان ابن السلطان سليم، وأرادوا أن يطهروا البئر وفقا للشريعة بأن ينزحوا كل مياه البئر، وسحبوا المياه وبثمانية دلاء فى خمسة أو عشرة أيام على الدوام، ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينقصوا المياه ولو بقدر إصبعين، وكان فى البئر ذلك الوقت ما يقرب من تسعة أذرع فلم يزد هذا الماء ولم ينقص، وقد تعجبت من هذه الحالة وقلت لنفسى ما الحكمة فى عدم نقص المياه فى البئر مع سحبها ليلا ونهارا؟ وأخذت أسأل عن سبب ذلك ممن أتوسم فيهم الصدق وأثق فيهم دون كلل، وفى أحد الأيام قابلت البناء محمود الذى تجاوز المائة من عمره والذى يتوسم فيه قول الصدق.
فسألته وبجانبه بضعة أشخاص متقدمين فى السن موضحا له زيادة فضولى بهذا الخصوص، وقد تلقيت منه هذا الجواب:
جواب غبارى أفندى كما تلقاه من البناء محمود:
قال غبارى أفندى: «لم ينزل المطر الذى يسبب سيولا فترة تقرب من إحدى عشرة سنة فى عهد السلطان قايتباى المصرى، وجفت مياه جميع آبار مكة المكرمة، وأخذ الناس يأتون من بعيد وقريب مضطرين للحصول على المياه من بئر زمزم، وإننى كنت فى ذلك الوقت شابا، ولما كنت متضخم الجسم كنت صبى البناء، وحدث أن سقط أحد فى البئر كما حدث الآن. ونقصت المياه بمقدار أربعة
أمتار، وقرر الأشراف أن يخرجوا الشخص الذى سقط وأن ينظفوا البئر فى نفس الوقت، وبناء على رأى معلمى أحمد البناء قد ركبنا فى بكرات البئر ثمانية دلاء كبيرة، وأخذنا ننزح البئر وكنت أعمل بجانب معلمى أحمد، وبعد فترة استطعنا أن ننقص قليلا من مياه البئر، فنزلت مع أستاذى فى قاع البئر لتنظيفه وتطهيره، وإذا بعيون ماء ثلاث فوق خزانة ماء البئر، اثنتان تحاذيان البيت الأعظم، والأخرى تحاذى جبل أبى قبيس، وكانت المياه التى يقال إنها تمتزج بماء زمزم تأتى من هذه العيون.
ويؤيد قول محمود البناء ما قاله عبد الله بن المبارك: إن عين الماء التى تجرى من ناحية ركن الحجر الأسود عين ماء، كما يؤيد قول ابن شعبان: إن الماء الذى ينصب فى بئر زمزم من ناحية الحجر الأسود عين من عيون الجنة.
قد انخفض ماء البئر عن العيون التى سبق ذكرها ولذلك كان مزيتا قليلا، فسددنا تلك العيون سدا محكما، ونزحنا الباقى من المياه ثم ملأنا الدلاء بالطين المتراكم، وطهرنا خزانة الماء وظهر فى الطين الذى أخرج كأسان من البلور، وواحدة من الزنك وثلاثة من النحاس، وأربعة أعداد من الصحون الصينية، وعددان من عقد مرصع، وكان غير ذلك كثيرا من قطع خشب الأبنوس والخردوات المتنوعة. وبعد أن نظفنا البئر من الطين حتى أصبح البئر خاليا من قطرة ماء بعد أن طهرناها ونظفناها أدى كل واحد منا فى سطح قاع البئر ركعتين، وفتحنا العيون التى سددناها وخرجنا إلى ظاهر البئر، وبعدما خرجنا من البئر أخذت المياه تتدفق من العيون التى ذكرناها فى غاية القوة حتى ملأت البئر فى نفس اليوم، وتعدت المياه ما كانت عليه من قبل قدر شبر واحد». «انتهى» .
وقد صدق الشيوخ الذين كانوا مع محمود على قوله قائلين: «نعم كل هذه الأقوال صحيحة، ونحن أيضا كنا حاضرين فى ذلك الوقت» . إن هذه الحكاية تؤيد تماما القول الذى يقول إن مياه أخرى تمتزج بماء زمزم.