الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صورة الفتوى الشريفة الصادرة والمتعلقة بعدم جواز تدريس صحيح البخارى داخل بيت الله الحرام
.
السؤال:
ما تقول السادة العلماء أساتذة الدين - قمع الله تعالى بهم المفسدين وقطع بسيوف أنظارهم الشريفة دوائر المبتدعة والملحدين - فى الجرأة على بيت الله الحرام - زاده الله تعالى تشريفا واحتراما ومهابة وإجلالا إلى يوم القيامة - وهتك حرمته بإدخال أطباق اللوز والزبيب فى جوفه وتدريس كتاب البخارى فى المدارس وغيرها ما حكم هذا التدريس المذكور على هذا الأسلوب المذكور فى جوف هذا البيت العتيق المحترم مهبط الرحمة والنور أفتونا مأجورين أثابكم الله الجنة.
الجواب الذى أعطى ردا على السؤال المذكور:
الحمد لله لا شك أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث بلسان الشرع وقد أمره الله بتبليغ الشرع قال عز من قائل: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ} (المائدة: 67). أو رسالاته أى وإن لم تبلغ بعض ما أمرت به فحكمك حكم من لم يبلغ شيئا والمبلّغ الكتاب العزيز والسنة الشريفة التى هى أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وعزمه وهمته، فكل من الكتاب والسنة مأمور بتبليغه:{وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (النحل: 44) والبيان بالسنة وهى وحى قال الله جلّ ثناؤه: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى} (النجم: 3، 4) وقد بلغ صلى الله عليه وسلم جميع الموحى إليه من الكتاب والسنة وقد شهد له المولى جل جلاله بتمام التبليغ فقال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (المائدة: 3) ودخل صلى الله عليه وسلم البيت الحرام وفاقا وخلافا خمس مرات إلا أن بعضها
متفق على دخوله فيها وبعضها مختلف
(1)
فيه، والصحيح أنه لم يدخل وثبت أنه صلى الله عليه وسلم جلس مجلسا فى البيت صلى فى بعضها ولم يوجد له معارض واختلف فى بعضها هل صلى أو دعا فقط وهذا الخلاف فى الصحيح وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع طرفه إلى البيت ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع طرفه إلى البيت ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم جلس مجلسا فى البيت للتعليم ولو أقل جلوس إذ لو ثبت لنقل لتوفير دواعى النقل إليه وكذا لم يثبت عن الخلفاء الأربعة ولا عن أحد من أعلام الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وهم القدوة قال صلى الله عليه وسلم:
«أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»
(2)
بل لم يثبت عن أحد من أعلام هذه الأمة كالإمام أبى حنيفة النعمان بن ثابت وأصحابه وكالإمام أحمد وأصحابه من عصر الصحابة إلى وقتنا هذا فتبين أن دخول البيت الحرام لدرس التفسير والحديث أو غيرهما بدعة شنيعة وخصلة ذميمة منكرة محرمة ويدل على تحريمها ما ثبت بطريق العرف بحيث لا ينكر وقوع التبخير عقب الدرس والشموع وماء الورد وغيره وإنشاد المنشدين وقد يؤتى بأشياء غير متوقعة كأن يحضر العوام الجهلة الدروس فيبادرون إلى أكل ما ذكر ورمى نواه فى البيت ولا شك أن هذا مهين للبيت الحرام الذى هو قبلة الإسلام وقد هدمها ابن الزبير ومن تبعه من الصحابة والتابعين - رضى الله تعالى عنهم - لا لسبب اقتضاه هدمها سوى ما يقتضيه ترميمها من أنها دون بيوت الأماثل، وبرد هذه الخصال الذميمة، سادت الكعبة الشريفة على بيوت الأراذل، فضلا عن الأكابر فيكون الدخول المؤدى إلى ذلك محرم ولا شك فى جرّ أول دخلة لهذا المقصد للدخلات المقتضية لما تقدم والدخلات تبين أنها محرمة فكان الدخول الأول الجار إليها محرما، {رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ} ، (آل عمران: 8) {رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا}
(1)
أنظر: إعلام الساجد (111 - 112).
(2)
حياة الصحابة لمحمد يوسف الكاند هلوى 6/ 1، وعزاه لجمع الفوائد 201/ 2.