الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى «1» ] مدحها بتلك الكلمتين؛ ليخلطوا تلاوة النبىّ صلى الله عليه وسلم ويشغبوا عليه على عادتهم، وقولهم:(لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)
«2» ، ونسب هذا الفعل إلى الشيطان لحمله لهم عليه، وأشاعوا ذلك وأذاعوه، وأنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم حزن لذلك من كذبهم وافترائهم عليه، فسلّاه الله تعالى بقوله:
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) *
«3» الآية، وبين للناس الحقّ من ذلك من الباطل، وحفظ القرآن وأحكم آياته، ودفع ما لبّس به العدوّ؛ كما ضمنه الله تعالى من قوله:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)
«4» الآية، هذا ما ورد فى الجواب عن هذا الحديث.
فلنرجع إلى تتمة أخباره وسيره صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة ومن هاجر إليها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الواقدىّ: لما قدم أصحاب النبىّ صلى الله عليه وسلم من الهجرة الأولى اشتدّ عليهم قومهم، ونيطت بهم عشائرهم، ولقوا منهم أذى شديدا، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله؛ فهجرتنا الأولى، وهذه الآخرة إلى النجاشىّ ولست معنا، فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم مهاجرون إلى الله وإلىّ، لكم هاتان الهجرتان جميعا، قال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.
قال ابن سعد: وكان عدّة من خرج فى هذه الهجرة من الرجال ثلاثة وثمانون ومن النساء إحدى عشرة امرأة قرشية، وسبع غرائب. وقد عدّهم أبو محمد عبد الملك بن هشام حسبما رواه عن محمد بن إسحاق بن يسار- رحمهم الله تعالى-
فلم يزد على ذلك. وأورد أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمرىّ رحمه الله فى كتاب (الاستيعاب) ؛ فى تراجم جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم؛ أنهم ممن هاجروا إلى أرض الحبشة ممن لم يذكرهم ابن هشام، نحن نذكرهم إن شاء الله تعالى وننبّه عليهم.
قال ابن هشام: كان منهم من بنى هاشم بن عبد مناف، جعفر بن أبى طالب معه امرأته أسماء بنت عميس «1» ولدت بأرض الحبشة عبد الله بن جعفر، ومن بنى أميّة بن عبد شمس عثمان بن عفان رضى الله عنه، معه امرأته رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو بن سعيد بن العاص بن أميّة، معه امرأته فاطمة بنت صفوان، وأخوه خالد بن سعيد، معه امرأته أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية، ويقال فيها همينة، ولدت بأرض الحبشة سعد»
بن خالد، وآمنة بنت خالد.
ومن حلفائهم من بنى أسد بن خزيمة عبد الله بن جحش بن رئاب؛ وأخوه عبيد الله ابن جحش، معه امرأته أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب. وذكر أبو عمر فى ترجمة عبد الله بن جحش أنه هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه أبى أحمد وعبد الله، فعلى هذا يكون أبو أحمد ممن هاجر إلى الحبشة؛ واسمه عبد بن جحش، وكان أعمى، وعدّ أيضا محمد بن عبد الله بن جحش أنه هاجر مع أبيه وكان صغيرا.
قال ابن هشام: وقيس بن عبد الله رجل من بنى أسد بن خزيمة، معه امرأته بركة بنت يسار [مولاة «3» ] أبى سفيان بن حرب، ومعيقيب بن أبى فاطمة؛ [وهؤلاء «4» ] آل سعيد بن العاص.
ومن بنى عبد شمس بن عبد مناف أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
قال أبو عمر: معه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو، ولدت له هناك محمد بن أبى حذيفة. قال ابن هشام: وأبو موسى الأشعرىّ واسمه عبد الله ابن قيس. قال أبو عمر فى ترجمة عبد الله بن قيس: الصحيح «1» أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة، ومحالفته من حالف من بنى عبد شمس إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا فى سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشى بأرض الحبشة فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها، فأتوا معهم، وقدمت السفينتان معا: سفينة الأشعريين، وسفينة جعفر وأصحابه. والله تعالى أعلم بالصواب.
ومن بنى نوفل بن عبد مناف: عتبة بن غزوان حليف لهم من بنى مازن؛ ومن بنى زمعة بن ربيعة وعمرو بن أمية بن الحارث مات بالحبشة.
قال أبو عمر بن عبد البر فى ترجمة خالد بن حزام بن خويلد بن أسد «2» : إنه هاجر إلى أرض الحبشة فى المرّة الثانية، فنهشته حيّة، فمات فى الطريق قبل وصوله.
والله المستعان وإليه المردّ.
ومن بنى عبد [الدار «3» ] بن قصىّ مصعب: بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار، وسويبط «4» بن سعد بن حريملة «5» بن مالك بن عميلة بن السباق ابن عبد الدار، وجهم بن قيس بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد الدار معه امرأته [أمّ «6» ] حرملة بنت عبد بن الأسود الخزاعية- ويقال: حريملة- وابناه عمرو بن جهم، وخزيمة بن جهم؛ وأبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف؛
ابن عبد الدار بن قصى أخو مصعب، وفراس بن النضر بن الحارث بن علقمة ابن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار. وقال أبو عمر فى ترجمة أبى بكر «1» : مولى لبنى عبد الدار؛ قال يقال: إنه من الأزد كان ممن عذب فى الله فلم يزل كذلك حتى كانت الهجرة الثانية مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بنى زهرة بن كلاب عبد الرحمن بن عوف، وعامر بن أبى وقّاص، وأبو وقاص مالك بن وهيب، والمطلب بن أزهر بن عبد عوف، معه امرأته رملة بنت أبى عوف، ولدت له بأرض الحبشة عبد الله بن المطلب. قال أبو عمر بن عبد البر:
وطليب بن أزهر بن عبد عوف وأخوه المطلب، هاجر مع أخيه إلى أرض الحبشة وبها ماتا جميعا.
قال ابن هشام: ومن حلفائهم من هذيل: عبد الله بن مسعود، وأخوه عتبة بن مسعود.
ومن بهراء المقداد بن عمرو بن ثعلبة، وكان يقال له: المقداد بن الأسود ابن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة، وذلك أنه كان تبنّاه فى الجاهلية وحالفه.
حكاه ابن إسحاق.
ومن بنى تميم بن مرّة الحارث بن خالد بن صخر، معه امرأته ريطة بنت الحارث ابن جبيلة، ولدت له بأرض الحبشة موسى بن الحارث، وزينب بنت الحارث، وفاطمة بنت الحارث «2» ، وعمرو بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
ومن بنى مخزوم أبو سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال، معه امرأته أم سلمة هند بنت أبى أمية بن المغيرة، ولدت له بأرض الحبشة زينب، وشماسا واسمه عثمان بن عثمان بن الشريد، وهبّار بن سفيان بن عبد الأسد، وأخوه عبد الله بن سفيان، وهشام بن أبى حذيفة بن المغيرة، وسلمة بن هشام بن المغيرة
وعيّاش بن أبى ربيعة بن المغيرة. ومن حلفائهم معتّب بن عوف بن عامر- وهو الذى يقال له عيهامة- ونسبه أبو عمر فقال: معتب بن عوف بن عمر بن الفضل ابن عفيف بن كليب بن حبشية. قال ابن هشام، ويقال: حبشية بن سلول، وهو الذى يقال له: معتب بن حمراء، وعمّار بن ياسر. ذكره أبو عمر، وشك فيه ابن هشام.
ومن بنى جمح عثمان بن مظعون، وابنه السائب بن عثمان، وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون. قال أبو عمر: والسائب بن مظعون ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وهو أخو عثمان لأبويه، حكاه عن العدوى. قال ابن هشام: وحاطب ابن الحرث بن معمر، معه امرأته فاطمة بنت المجلّل بن عبد الله، وابناه محمد والحارث، وقيل ولدا هناك، وأخوه حطاب «1» بن الحارث، معه امرأته فكيهة بنت يسار، وقيل: ولدت له ابنه محمدا هناك؛ وسفيان بن معمر بن حبيب معه ابناه: جابر وجنادة، ومعه امرأته أمهما حسنة، وابنها شرحبيل بن حسنة، وهو شرحبيل بن عبد الله أحد بنى الغوث بن مرّ، وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب:
هو شرحبيل بن عبد الله من بنى جمح، وعثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب ابن حذافة بن جمح. قال الواقدى: ونبيه بن عثمان بن ربيعة. والله أعلم.
ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص: خنيس بن حذافة، وعبد الله ابن الحارث، وهشام بن العاص بن وائل، وقيس بن حذافة، وأبو قيس بن الحارث ابن قيس، وعبد الله بن حذافة بن قيس، والحارث بن الحارث بن قيس، ومعمر ابن الحارث بن قيس، وبشر بن الحارث بن قيس، وأخ له من أمّه من بنى تميم، يقال له: سعيد بن عمرو، وسعيد بن الحارث بن قيس، والسائب
ابن الحارث بن قيس. وقال أبو عمر: وتميم بن الحارث بن قيس، والحارث ابن قيس بن عدىّ، وهو والد بشر والحارث، وعمير بن رئاب بن حذيفة، ومحمية ابن جزء «1» حليف لهم من زبيد.
ومن بنى عدىّ بن كعب معمر بن عبد الله بن نضلة، وعروة بن عبد العزّى، وعدى بن نضلة وابنه النعمان، فمات عدىّ بالحبشة، فورثه ابنه النعمان، وهو أول وارث فى الإسلام، وعامر بن ربيعة حليف لآل الخطاب، معه امرأته ليلى بنت أبى حثمة.
ومن بنى عامر بن لؤى أبو سبرة بن أبى رهم بن عبد العزّى معه امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزى، وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس، وسليط بن عمرو بن عبد شمس، وأخوه السكران بن عمرو، معه امرأته سودة بنت زمعة، ومالك بن ربيعة بن قيس معه امرأته عمرة بنت السعدىّ، وأبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس، وسعد بن خولة حليف لهم من اليمن.
ومن بنى الحارث بن فهر أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، وسهيل بن وهب وهو ابن بيضاء، وعمرو بن أبى سرح بن ربيعة، وعياض بن زهير بن أبى شداد، وعمرو بن الحارث بن زهير، وعثمان بن عبد غنم بن زهير، وسعد بن عبد قيس ابن لقيط بن عامر، والحارث بن عبد قيس بن لقيط. وقال أبو عمر بن عبد البر:
إن عبد الله بن عرفطة بن عدىّ بن أمية بن خدارة بن عوف بن النجار بن الخزرج الأنصارىّ هاجر إلى أرض الحبشة مع جعفر بن أبى طالب، وهو حليف لبنى الحارث بن الخزرج، وذكره ابن منده «2» أيضا فجميع من هاجر على هذا الحكم