الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما ما ارتفع به هذا الإشكال، فهو ما نقله أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ برحمه الله- فى كتاب له سماه «كتاب الأصنام» قال فيه:«وخلف: كنانة بن خزيمة على زوجة أبيه بعد وفاته، وهى برّة بنت أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر، وهى أمّ أسد بن الهون؛ ولم تلد لكنانة ولدا ذكرا ولا أنثى، ولكن كانت ابنة أخيها، وهى برّة بنت مرّ بن أدّ بن طابخة: أخت تميم بن مرّ عند «1» كنانة بن خزيمة، فولدت له النّضر بن كنانة» . قال:«وإنما غلط كثير من الناس لما سمعوا أن كنانة خلف على زوجة أبيه لاتّفاق اسمهما «2» وتقارب نسبهما» . قال: «وهذا الذى عليه مشايخنا وأهل العلم بالنسب» . قال: «ومعاذ الله أن يكون أصاب [نسب «3» ] رسول الله صلى الله عليه وسلم مقت نكاح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زلت أخرج من نكاح كنكاح الإسلام، حتى خرجت من أمى وأبى» . قال: «ومن اعتقد غير هذا فقد كفر وشكّ فى هذا الخبر. قال: والحمد لله الذى طهّره من كل وصم وطهّر به» .
وأما مالك بن النّضر
،
فكنيته «4» أبو الحارث، وأمّه عاتكة بنت عدوان، وهو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان، ولقبها عكرشة، وقيل عوانة بنت سعد القيسية، وقيل غير ذلك. ومالك هو أبو قريش كلها.
وأما فهر بن مالك
- وهو قريش، وفهر لقب غلب عليه- فكنيته «5» أبو غالب، وهو جمّاع قريش فى قول هشام بن الكلبىّ. وأم فهر جندلة بنت عامر بن الحارث ابن مضاض الجرهمى «6» ؛ ومن جاوز فهرا فليس هو من قريش.
وقد اختلف فى تسمية قريش قريشا، ومن أوّل من تسمّى به، فقال محمد بن كعب «1» : إنما سميت قريش قريشا لتجمّعها بعد تفرّقها، وقال محمد بن سلام:
لما جمع قصىّ قبائل النّضر، وحارب بهم خزاعة، وغلب على الحرم، سمّوا قريشا لاجتماعهم. وقيل: إنما سمّوا قريشا لأنهم يتقرّشون البضاعات فيشترونها. وقيل:
جاء النّضر بن كنانة فى ثوب له فقالوا: قد تقرّش فى ثوبه كأنه جمل قريش، أى شديد مجتمع. وقيل: أوّل من سماهم بهذا الاسم قصىّ بن كلاب. قاله المبّرد.
وقال الشّعبىّ: النّضر بن كنانة هو قريش، وإنما سمى قريشا لأنه كان يقرّش عن خلّة الناس وحاجتهم فيسدّ ذلك بماله، والتقريش: هو التفتيش، وكان بنوه يقرشون أهل الموسم فيزوّدونهم «2» بما يبلّغهم، فسموا بذلك من فعلهم.
وقال الزبير بن بكّار قال عمىّ: قريش بن بدر بن يخلد بن النّضر كان دليل بنى كنانة فى تجارتهم، فكان يقال «قدمت غير قريش» ، وأبوه بدر بن يخلد صاحب بدر [الموضع «3» ] الذى كانت به الوقعة المشهورة، وذكر عن عمه أن فهرا هو قريش، قال:
وقد اجتمع «4» النسّاب من قريش وغيرهم أن قريشا إنما تفرّقت عن فهر. والذى عليه من أدركت من نسّاب قريش أن ولد فهر بن مالك قريش، ومن جاوز فهرا فليس من قريش.