الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الواقدىّ: ولا نعلم أحدا سبق بنى هاشم بهذا الحلف. وحكى أبو الفرج الأصفهانىّ «1» فى سبب تسمية هذا الحلف حلف الفضول: أن قوما من قريش قالوا فى هذا الحلف: هذا والله فضل من الحلف، فسمى حلف الفضول؛ قال:
وقال آخرون: تحالفوا على مثل حلف تحالف عليه قوم من جرهم «2» فى هذا الأمر لا يقرون «3» ظلما ببطن مكّة إلا غيّروه؛ وأسماؤهم: الفضل بن شراعة، والفضل بن قضاعة، والفضل بن سماعة.
وروى أيضا بسنده «4» إلى أبى إسحاق بن الفضل قال: إنّما سمّت قريش هذا الحلف حلف الفضول لأنّ نفرا من جرهم يقال لهم الفضل والفضال والفضيل تحالفوا على مثل ما تحالفت عليه قريش، قال: وقال الواقدىّ «5» : والصحيح أنّ قوما من جرهم يقال لهم فضل وفضالة وفضال ومفضل تحالفوا على مثل هذا «6» فلما تحالفت قريش بهذا الحلف سمّوه بذلك. والله الموفّق للصواب.
ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام المرة الثانية فى التجارة وحديث نسطور
قال: ولمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة قال له عمّه أبو طالب: أنا رجل لا مال لى، وقد اشتدّ الزمان علينا، وهذه عير قومك قد
حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك فى عيراتها «1» ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك؛ وبلغ خديجة ذلك، فأرسلت إليه تقول: أنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك، فقال أبو طالب: هذا رزق ساقه الله إليك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ميسرة غلام خديجة، وجعل عمومته يوصون به أهل العير، فساروا حتى قدموا بصرى «2» ، فنزلا فى ظلّ شجرة، فقال نسطورا «3» الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلّا نبىّ. ثم سأل ميسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أفى عينيه حمرة «4» ؟ قال: نعم لا تفارقه؛ قال: هو نبىّ «5» ، وهو آخر الأنبياء؛ ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعة فوقع بينه وبين رجل تلاخ، فقال له: احلف باللّات والعزّى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حلفت بهما قطّ، وإنّى لأمرّ فأعرض عنهما، فقال الرجل القول قولك، ثم قال لميسرة «6» : هذا والله نبىّ تجده أحبارنا منعوتا فى كتبهم؛ وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدّ الحرّيرى ملكين يظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس، فوعى ذلك كلّه، وباعوا تجارتهم، وربحوا ضعف ما كانوا يربحون؛ فلما رجعوا وكانوا بمرّ الظّهران «7» قال ميسرة: يا محمّد! انطلق إلى خديجة فأخبرها